تزايدت في الآونة الأخيرة ظاهرة اتجاه عدد من مطربات جيل الشباب للتمثيل فبعد أنغام ومريام فارس قررت النجمة اللبنانية نانسي عجرم دخول المجال من خلال فيلم سينمائي يجري التحضير له. كما تستعد شيرين عبدالوهاب لخوض ثاني تجاربها التمثيلية من خلال مسلسل "طريقي" الذي سيكون التجربة الأولي لها دراميا والثانية لها تمثيليا بعد فيلمها "ميدو مشاكل" الذي لم تحقق فيه النجاح المطلوب. والملاحظ أن الأمر لم يقتصر فقط علي المطربات بل امتد للمطربين الرجال حيث أعلن كل من هشام عباس وإيهاب توفيق نيتهما خوض تجربة السينما من خلال افلام يتم التحضير لها حاليا. بخلاف عمرو دياب الذي سيعود مرة أخري للشاشة من خلال مسلسله "الشهرة" الذي تعترضه التأجيلات من حين إلي آخر وسط توقعات ألا يحظي المسلسل في حال ظهوره إلي النور بالنجاح الذي تحظي به أعمال دياب الغنائية خاصة وأن له تجارب تمثيلية سابقة كشفت عن فقدانه موهبة التمثيل ولم تحقق النجاح المطلوب. "المساء" استطلعت آراء الفنانين النقاد في تلك الظاهرة من خلال السطور التالية: * الفنانة مي سليم قالت: اتجاه المطربين إلي التمثيل ليس أمراً جديداً. فكثير من نجوم الزمن الجميل سواء من السيدات أو الرجال استطاعوا الجمع بين العملين محققين نجاحات كبيرة. وأنا بطبيعتي أعشق التمثيل تماما كما أحب الغناء الذي كان بداية تعارفي بالجمهور ولذلك عندما اتجهت لهذا المجال كان هدفي النجاح فيه وليس مجرد تقديم عمل وينتهي. أضافت: أن اتجاه عدد من المطربين والمطربات للتمثيل يأتي بسبب الركود الذي أصاب سوق الكاسيت السنوات الأخيرة بسبب عدم الاستقرار سياسياً وأمنياً وهو ما أثر علي العديد من الفنانين الذين استطاعوا اكتشاف أنفسهم في عالم التمثيل وتقديم أدوار ناجحة. * الفنانة دوللي شاهين قالت: فنانات الزمن القديم سعاد حسني وشادية وصباح وليلي مراد وحتي الرجال فريد الاطرش وعبدالحليم حافظ استطاعوا النجاح في التمثيل والغناء معا وهو ما أثر كثيراً في شخصيتي لأن أعمالهم هي التي كبرنا وتربينا عليها. أضافت أنا مطربة في المقام الأول ولكنني أحب التمثيل إلي جانب الغناء. ولا أجد مشكلة في أن يجمع إنسان بين العملين لأنهما يفيدان بعضهما ولا ينفصلان في كثير من الاحيان. * المطرب أحمد فهمي: أكد أن الكساد في سوق الكاسيت دفع العديد من المطربين للاتجاه ليس فقط للتمثيل ولكن للعمل كمقدمي برامج أيضا وقال: الأساس هو الموهبة. ولا توجد مشكلة في أن يكون المطرب ممثلا أو مذيعا شرط أن يمتلك الموهبة والقبول. وبالنسبة لي خضت التجارب الثلاث بشكل أشعر بالرضا عنه. لكن الغناء يبقي بيتي الأول الذي أشعر دائما بالحنين إليه. * أما المطربة آمال ماهر فتؤكد أن زملاءها المطربين والمطربات الذين جمعوا بين الغناء والتمثيل فكروا بشكل صحيح خاصة بعد الركود الذي أصاب صناعة الغناء مؤخراً. وأشارت إلي أنه ليس عيباً أن يجمع الفنان بين العديد من الجوانب الفنية. خاصة مع النجاحات الكبيرة التي حققها النجوم قديما في الافلام التي جمعوا فيها بين الغناء والتمثيل. أضافت أن العبرة في أن يكون المطرب أو المطربة بالفعل لديه موهبة التمثيل حتي يقنع المشاهد بدوره الذي سيؤديه. مشيرة إلي أنها لا تستبعد دخولها لمجال التمثيل ولكن في الوقت المناسب الذي تجد فيه دوراً يناسبها. * الناقدة خيرية البشلاوي رفضت تسمية الأمر "بالظاهرة" مؤكدة أن السينما المصرية منذ نشأتها ضمت العديد من الفنانين الذين جمعوا بين الغناء والتمثيل وقالت: إن هذا الأمر ليس حديثا وإن له جذورا تمتد للسينما المصرية منذ نشأتها حيث احتضنت كبار المطربين والمطربات الذين قدموا أدواراً ناجحة مثل ليلي مراد وشادية وصباح والموسيقار محمد عبدالوهاب الذي دخل لعالم السينما من باب الغناء وليس التمثيل. مشيرة إلي مطربي ومطربات الزمن الجميل كانوا كتيبة سينمائية واعية وتركوا تراثاً عظيما من السينما الغنائية. أضافت: ليس عيبا أن يتم استخدام المطربين الذين يتمتعون بالقبول والجماهيرية في تحقيق استثمارات ناجحة خاصة وأن أي مطربة الآن لا تعتمد علي الصوت والغناء فقط وإنما تمثل عدة مشاهد داخل الكليبات التي تقوم بتصويرها. وجددت الناقدة خيرية البشلاوي رفضها الحكم علي التجربة الأولي وقالت: لا يمكن الحكم علي نجاح أو فشل الفنان من تجربته الأولي. فنجيب الريحاني مثلا كان ممثلا مسرحيا كبيراً وله نجحات عظيمة ولكن افلامه الأولي لم تحظ بالنجاح. رغم أنها فيما بعد أصبحت علامات في تاريخ السينما المصرية. وبالنسبة لشيرين عبدالوهاب فأري أن هناك تغيرات كبيرة حدثت لها في السنوات الأخيرة سواء في الشكل أو الأداء. بخلاف التكنولوجيا السينمائية التي تطورت كثيراً وأصبحت تتحكم في كل مراحل العمل السينمائي سواء الاضاءة أو الصوت الذي يمكنه أن يكون شخصية مستقلة في صناعة أي فيلم. وهذا لا يختلف عن نانسي عجرم التي يحبها كثيرون من المحيط إلي الخليج وليس عيبا أن يتم استثمار هذا النجاح. أضافت: الشعب المصري طروب بطبعه ويجب الاصوات الغنائية القوية. والسينما قديما أو حاليا تعتمد علي الطرب في كثير من أعمالها بل انها تكتشف العديد من الأصوات التي قد لا يستطيع المشاهد العادي الاستماع إليها. ضاربة المثل بالمطرب الشعبي محمود الليثي الذي قدمته السينما ومنحته الشهرة علي عكس الاماكن والحفلات الخاصة التي كان يغني فيها دون ان يعرفه أحد رغم قوة وإمكانيات صوته. اختتمت حديثها مؤكدة أن عاملا كبيرا من عوامل نجاح المطرب في العمل التمثيلي يعتمد علي كاتب السيناريو الجيد الذي يقرأ تفاصيل الشخصية أمامه ويضع امكانيات المطرب أو المطربة فيها.