نجحت مدينة ميت غمر في أن تصبح مدينة للصناعات الصغيرة والمتوسطة خاصة في مجال صناعة الألومنيوم منذ سنوات بعيدة حتي أصبحت تلبي 75% من احتياجات الأسواق المصرية إلي جانب 25% يتم تصديرها إلي العديد من الدول الأفريقية.. هذه الصناعة تستوعب جميع المؤهلات عن كافة الأعمار حيث يعمل بها الآن حوالي "150" ألف عامل بخلاف ما تم الاستغناء عنهم خلال السنوات الماضية نتيجة للركود الشديد الذي ضرب هذه الصناعة في مقتل. كان منها "2100" مصنع أصبحت 1500 مصنع فقط يتبع منهما جمعية الألومنيوم "400" مصنع فقط وهي المصانع المرخصة والباقي لم يحظ بالترخيص لكونهما مصانع تلقائية أقيمت أسفل المنازل منذ سنوات عديدة ولكنها ملتزمة ضريبياً وتأمينياً وماشابه ذلك. إلا أن الأمر الملح حالياً لانقاذ المهنة وحتي لا تفقد ميت غمر عرش الألومنيوم الذي تربعت عليه منذ عشرات السنين هو دعم الدولة بقروض ميسرة لالحاق خطوط انتاج حديثة تلبي احتياجات السوق المحلي والدولي وتنفيذ خط الغاز والاسراع في اقامة المنطقة الصناعية بتل المقدام.. أشرف حلمي حاصل علي معهد فني تجاري اتجه للعمل في مجال الملابس الجاهزة مشيراً الألومنيوم تشهد حالياً معاناة شديدة نتيجة ارتفاع أسعار الخامات . فلدي جار كان يعمل بمصنعه 40 عاملاً استغني عنهم جميعاً وأصبح يعمل هو وابنه فقط.. أضف إلي ذلك المنافسة الشديدة نتيجة التطور العصري وطرح الأدوات السيراميك والاستانلس اضافة إلي المنتجات الصينية.. أحمد فرغلي يشير إلي أنه كان يعمل بورشته ورديتين ومعه "6" عمال وكانت الأمور يسيرة وسهلة قبل الثورة ونظراً لما شهدته البلاد خلال السنوات الثلاث الماضية حدث كساد فاضطريت إلي الاستغناء عن كافة العاملين وأصبحت أعمل بعض الوقت بنفسي حسب الظروف. محمود راغب الدهتوري رئيس نقابة الألمنيوم بالدقهلية ونائب رئيس جمعية الألمنيوم بميت غمر يقول إن مشاكلنا تراكمية ومتشعبة نتيجة نشأة المنطقة الصناعية بميت غمر منذ عشرات السنين تلقائياً داخل الكتلة السكنية الأمر الذي تمخضت عنه ظهور العديد من المشاكل التي نعاني منها حالياً وفي مقدمتها عدم القدرة علي الاستفادة من موارد الدولة العديدة مقارنة بالمناطق الصناعية الأخري والحديثة بصفة خاصة فالتراخيص علي سبيل المثال لا تمنح إلا للمباني المرخصة إلي جانب الارتفاع الجنوني في أسعار فواتير الكهرباء والتي قد تصل في معظم الأحيان إلي خمسة آلاف جنيه للمصنع الأمر الذي ينتج عنه حدوث تقديرات جزافية . وهنا نتعرض لظلم بين. وفيما يتعلق بضريبة المبيعات فيتم دفعها ثلاث مرات بالمخالفة للقانون . يضيف محمود الدهتوري أن اعداد المصانع ظلت في تزايد مستمر حتي بلغ عددها حوالي 2100 مصنع ومع تردي الأوضاع وسوء أحوال الأسواق أغلقت المصانع تدريجياً حتي وصل العدد إلي 600 مصنع . ** طلعت الشاعر رئيس جمعية الألومنيوم بميت غمر أشار إلي أن المشاكل الحالية التي لم نعهدها من قبل كادت تخنق هذه الصناعة وتصيبها في مقتل ويأتي في مقدمة ذلك حدوث حالة من الركود الشديد للمنتجات بالرغم من أن معظم المصانع تعمل بنصف طاقتها ومع استمرار الوضع علي ما هو عليه سوف يحدث توقف تدريجي لعدد كبير من المصانع.. أما بالنسبة للمشكلة الثانية فهي مشكلة التمويل والقروض الميسرة فعلي الرغم من أن وزارة الصناعة كانت قد أعلنت منذ عدة أشهر علي أن الاتحاد الأوروبي قد قدم قروضاً ميسرة للمصانع الصغيرة قيمتها "500" مليون دولار وقد قدمنا 22 ملفاً لمركز تحديث الصناعة وبعد أن حدث بطئ بخصوص ذلك استفسرنا عن الأسباب فكان ردهم بأن المبلغ موجود بالبنك المركزي ولكن لا توجد آلية لخروجه من البنك من جانب مركز تحديث الصناعة وتوقف الأمر عند هذا الحد.. أشار طلعت الشاعر إلي أن مشكلة المشاكل بالنسبة لنا جميعاً توصيل الغاز إلي مصانعنا. رمضان منصور رئيس مركز ومدينة ميت غمر أشار إلي أنه لم يتقدم أحد منذ فترة طويلة بطلب الترخيص منشآت لتصنيع الألومنيوم وأضاف أن هناك اشتراطات خاصة بالترخيص لابد من توافرها مراعاة للقرارات الوزارية لا نخالف القياسات البيئية حفاظاً علي حياة المواطنين. وفيما يتعلق بتوصيل الغاز أشار رئيس المدينة إلي أنه فور الانتهاء من أعمال الصرف الصحي التي يجري تنفيذها داخل المدينة لربط ثلاثة شوارع بالشبكة وبعدها سوف نبدأ في توصيل الغاز من خلال الربط علي شبكة مدينة زفتي وبالتالي لا يتعارض ذلك مع أعمال الحفر الحالية. أضاف رئيس المدينة أن المهندس عمر الشوادفي محافظ الدقهلية قد عقد اجتماعاً موسعاً مع أصحاب المصانع وأعضاء جمعية الألومنيوم وطالبهم بضرورة توفيق أوضاعهم البيئية وكذا الأمن الصناعي خلال الشهر القادم .