شاءت الظروف أن تعيش كرة القدم المصرية أجواء التوتر والقلق قبل لقاء القمة المرتقب بسبب أزمة اللاعب مؤمن زكريا ليدخل الأهلي والزمالك في معركة جديدة أشعلت المنظومة الكروية بينما كانت تنعم خلال الأسابيع الماضية بالهدوء والاستقرار في ظل انتظام مباريات مسابقة الدوري العام وغياب الجماهير ونجاح الحكام إلي حد كبير في تحقيق العدالة بين الأندية داخل الملاعب وهو ما ساهم في ارتفاع مستوي المنافسة وقوة المباريات ودخولها بلا جدال مرحلة الإثارة والمتعة بوصول لاعبي الفرق المختلفة لقمة فورمتهم الفنية والبدنية مع تطور أداء وطرق اللعب الهجومية وهو ما انعكس علي ارتفاع نسبة التهديف ونتيجة لهذا المناخ الهادئ الذي بدأت تنعم به الكرة المصرية بعد سنوات عجاف تعرضت خلالها للتوقف تارة والتراجع ولدوري المجموعتين تارة أخري قام الوزير محمد إبراهيم وزير الداخلية بالتنسيق مع المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة واتحاد الكرة بمحاولات جادة لعودة الجماهير مرة أخري لحضور المباريات حتي تكتمل منظومة النجاح لمسيرة اللعبة لتسعيد بريقها ومكانتها اللائقة علي صعيد المنتخبات الوطنية ولكن فجأة اخترق هذا الهدوء بلا مقدمات قنبلة انتقال مؤمن زكريا لاعب إنبي إلي النادي الأهلي ليشتعل الشارع الكروي ومتي قبل أيام قليلة فقط من لقاء القمة بين قطبي اللعبة الأهلي والزمالك وهو اللقاء الذي يحظي علي مدار التاريخ بحساسية بالغة وأهمية كبري ويعد نجاحه دائماً إدارياً وتنظيمياً قبل الجوانب الفنية المعيار الأساسي لنجاح الموسم واستكماله حتي النهاية ولذلك لم يكن غريباً في ظل انفجار الأزمة بين القطبين وتلك الحساسية الكبيرة والتاريخية لهذا الديربي ان نجد الزمالك يتقدم بطلب رسمي لاستدعاء حكام أجانب لإدارة القمة ليضع بذلك العقدة في المنشار كما يقول المثل الشعبي أمام اتحاد الكرة لكونه يعني ببساطة العودة للوراء مرة أخري والإساءة والتشكيك في قدرات التحكيم المصري من جديد بينما نجح مجلس الجبلاية من خلال جهود عضو المجلس عصام عبدالفتاح المشرف علي لجنة الحكام الرئيسية في تصحيح مسار التحكيم المصري وإحداث طفرة جيدة لعناصره ومستواه وتقديم جيل واعد من الحكام الأكفاء وكان محصلة هذا التطور اعتماد الفيفا لقائمة حكامنا الدوليين كاملة منذ أيام ومن قبلها أدار حكامنا ثلاثة لقاءات للقمة وبنجاح في بطولة الدوري العام الموسم المنقضي والثالث في كأس السوبر المصري في افتتاح الموسم الحالي و لذلك نزل مطلب الزمالك كالصاعقة علي مجلس الجبلاية وهو ما دفع عصام عبدالفتاح للتهديد بتقديم استقالته من الاتحاد لقناعته بأن الموافقة علي رغبة الزمالك سيفتح الطريق لعودة الحكام الأجانب مرة أخري وهو ما يهدد مستقبل التحكيم المصري ويضرب بمجهود تطويره في مقتل وأنا شخصياً أضم صوتي لصوته لقناعتي بقدرة الإنسان المصري علي النجاح في أي عمل عندما يتوفر له المناخ المناسب للإجادة والتطوير والأمثلة كثيرة لنجاحات وتفوق الإنسان المصري في مختلف مجالات الحياة داخل الوطن وخارجه ولكنني أهمس في أذن الصديق عصام عبدالفتاح ماذا سيحدث في ظل هذه الأجواء المشتعلة والصراع المحتدم بين الناديين لو أن الحكم الذي سيدير اللقاء تسبب في أحد قراراته في خسارة الزمالك هذا النادي الذي قام بشراء فريق جديد بالكامل من أجل الفوز بالدوري هل تضمن استكمال الموسم للنهاية وهل يستطيع اتحاد الكرة يتحمل ردة فعل وثورة وغضب إدارة الزمالك وجماهيره لو أن قرارات هذا الحكم المصري كان لها دور بشكل مباشر في فوز منافسهم المباشر في البطولة والغريم التقليدي للزمالك.. وفي لقاء القمة المصيري دائماً ما يكون له دور في رسم مستقبل الناديين لاعبين وإدارة.. إنه احتمال قائم وبقوة فالحكم بشزر والخطأ وارد وهذه الحقائق أضعها أمام مجلس الجبلاية ليتخذ القرار المناسب والذي يستطيع تحمل تبعاته ونتائجه.. ألا هل بلغت اللهم فاشهد.