دعك من أن التركيبة مش راكبة.. ميكروباص وكبير. ركبها وتوكل. ففي مصر الجديدة. والقديمة كذلك. يمكنك أن تري ما لا تراه عين. وتُركب ما لا يمكن تركيبه! ألم يقل الاستاذ المتنبي. عليه رحمة الله. وكم ذا بمصر من المضحكات؟! وباعتباري كائناً ميكروباصياً بامتياز. أنقل لحضرتك مشاهداتي وليس عليك سوي أن تتأملها وتسأل نفسك هل تشعر بنفس ما يشعر به هذا الكائن الذي يقول إنه "ميكروباصي"؟ في الموقف يتم تحميل السيارة. وفجأة يأتي السائق/ القائد وينظر إلي الزبائن من فوق لتحت ويقول "العربية مش طالعة يا أفندية" فينزل الأفندية مطأطئي الرؤوس ولا يجرؤ أفندي منهم علي سؤال السائق/ القائد هي ليه مش طالعة؟!! وإذا قدر للعربية أن تطلع وداس السائق بنزيناً. وتجرأ راكب وقال للسائق/ القائد براحتك يا اسطي شوية. فإن الأسطي لن يرد عليه. سيترك الرد للركاب الذين جبلوا علي منافقة القائد. أي قائد. سيقولون للراكب: الله لا يسيئك لا تزعجه ودعه يقود براحته هو يعرف مصلحتنا ثم إنه قائد. أما لو زنق السائق/ القائد علي سيارة بجواره وأصابها. فإن ركابه وفي لحظة واحدة وبدون اتفاق. سينظرون من الشبابيك ويوسعون سائق السيارة الأخري بالشتائم وربما بصقوا عليه. وذلك مجاملة للسائق/ القائد الذي لا يمكن أن يخطئ أبداً. ويا ويل الراكب الذي يتجرأ ويقول له انت الغلطان يا قائد!! يحدد السائق/ القائد المسافة التي يقطعها حتي لو كان السيرفيس تبعه يحدد له مسافة أبعد من ذلك بكثير. كما يحدد الأجرة التي تروق له. والأغاني التي يجب أن يسمعها الركاب. كل شيء علي ذوقه هو ومزاجه هو. وما علي الركاب سوي الانصياع لجميع رغباته. واذا فكر أحدهم في الاعتراض فهو يعرف الرد الذي سيأتيه غالباً من زملائه الركاب.. لأن السائق/ القائد أكبر من أن يرد علي مجرد راكب مايسواش! السائق/ القائد ليس في الميكروباص فحسب. لكنه في كافة شئون الحياة. في الهيئة والمؤسسة والمدرسة والوزارة وغيرها وغيرها.. تربينا علي تقديسه وعدم التفكير في ازعاجه أو توجيه أي نقد أو ملاحظة له هو الإله الذي علينا طاعته.. وأي محاولة للخروج عن ذلك فالتكفيريون موجودون ومستعدون للردع. أشعر أنني في ميكروباص كبير.. ودعك من أنها مش راكبة.. ركبها وتوكل!!