لعل مما هو متواتر أن فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر قد بادر منذ توليه المسئولية بحملات إصلاحية واسعة أتت ثمارها وأسهمت في ترسيخ العدالة الحاسمة وسيادة القانون وتكافؤ الفرص وذلك من خلال اقتحام الملفات الشائكة بدراسات موضوعية جادة تحت إشرافه شخصياً وانتهت إلي قرارات تؤسس للنهوض بمستوي الأداء داخل الوحدات الإدارية والتعليمية ولا مجال للتشكيك فيما تحقق من إنجازات يعلمها القاصي والداني داخل الأزهر وخارجه. ولعل من المعلوم بالضرورة أن تنفيذ تلك القرارات الإصلاحية يتصدر اختصاصات قيادات الأزهر ولكن الواقع يفرز شيئاً آخر لك أن تصدقه أو لا تصدقه: د.عباس شومان وكيل الأزهر أول من يخالف قرارات شيخ الأزهر ب"جرة قلم".. ولا عزاء لصالح العمل..!! أصدر د.عباس شومان وكيل الأزهر قراراً بنقل حمدي السيد سليمان "معلم أول بالمجموعة النوعية لوظائف التعليم" من منطقة سوهاج إلي قطاع المعاهد الأزهرية وذلك في تحد صارخ لقرار شيخ الأزهر رقم 139 لسنة 2013 الصادر في 22 يوليو 2013 حيث نص في مادته الأولي علي: "يحظر الندب أو النقل بكافة قطاعات الأزهر والمناطق الأزهرية علي وظائف تخالف ذات المجموعة النوعية وبطاقات الوصف المسكن عليها الموظف".. بينما هذا الموظف حمدي معلم أول وتسلم العمل بمكتب رئيس القطاع وكأنه بمجموعة التنمية الإدارية ولا تنطبق عليه شروط شغل وظائف التوجيه بالقطاع التي حددها قانون كادر المعلمين ولائحته التنفيذية والتعديلات الواردة عليهما. ونصت المادة الثانية من قرار شيخ الأزهر علي: "يحظر النقل والندب إلي قطاعات الأزهر الرئيسية إلا في حدود الوظائف التخصصية النادرة الموجودة بهيكل القطاع الرئيسي علي أن يكون مجال عمل المنقول أو المنتدب في ذات التخصص المطلوب لسد العجز عن طريق إعلان داخلي يتم في هذا الشأن بمعرفة اللجنة المشكلة بقرار أمين عام المجلس الأعلي للأزهر رقم 848 لسنة 2013 بالتنسيق مع الإدارات المعنية".. بينما تم نقل هذا الموظف إلي أحد قطاعات الأزهر الرئيسية بوظيفة معلم أول غير الموجودة بالهيكل الإداري لقطاع المعاهد وتسلم عمله في غير تخصصه وذلك بقرار من وكيل الأزهر دون إجراء إعلان داخلي بمعرفة اللجنة المختصة أو الإدارات المعنية.. حيث إن "حمدي" لم يكن من شاغلي الوظائف النادرة أو تلك التي تعاني عجزاً. كما نصت المادة الثالثة من قرار شيخ الأزهر: "علي جميع الجهات المختصة تنفيذ هذا القرار كل فيما يخصه وتلغي كافة الموافقات والإجراءات التي تمت بالمخالفة لأحكامه إلا بالنسبة لمن استلم العمل قبل تاريخ صدور هذا القرار".. ولأن قرار وكيل الأزهر المشار فيه إلي موافقة رئيس قطاع المعاهد ووكيل الأزهر كل ذلك يخالف قرار شيخ الأزهر فإنها وإجراءاتها تعتبر لاغية وكأن لم تكن وعليه يعود حمدي إلي وظيفته الأصلية ولكن ذلك لم يحدث فالمنوط به تنفيذ قرار شيخ الأزهر وكيل الأزهر. ورئيس القطاع هو أول من يخالفه..!! وفي ضوء ذلك تتردد أقاويل كثيرة بين العاملين بالأزهر خاصة في القطاعات والمناطق المركزية بما قد يتفق أو يختلف مع الواقع في جزء من العشرة أو مائة بالمائة بأن هناك حركة "شومنة" للمواقع القيادية وأن بلديات د.شومان الذي تعود جذوره إلي سوهاج "استثناء" من أي قيود أو قواعد أو شروط.. خاصة أن حمدي ليس الحالة الأولي لخرق نظام العمل.. حيث كان قد تم نقل شومان محمد أحمد عبدالعال "معلم أول أ" القائم بأعمال مدير إدارة المكتبات بمنطقة سوهاج إلي قطاع المعاهد ويعمل بالإدارة المركزية للامتحانات.. وذلك بالمخالفة لقرار شيخ الأزهر رقم 139 لسنة 2013 أيضا !!