اللهم اجعل هذا الكلام مقبولا ذلك لأن الموضوع حساس وسبق الكلام فيه كثيرا. أشير إلي تداخل اصوات خطباء الجمعة عبر مكبرات الصوت حيث تتحول كل خطبة إلي مجرد اصوات عالية يصعب التمييز بينها أو فصل الصوت الواحد من المجموع لمعرفة الموضوع الذي اختاره الخطيب حتي يمكن الانصات إليه فالخطباء يصرخون كل علي حدة واصواتهم تتجمع في الخلاء لتصل إلي سكان المنطقة فتصبح محرومة من التأثير اللهم الا الازعاج. سكان الصحراء التي تحولت أجزاء منها إلي مدن جديدة لا يشعرون بهذه الاصوات فقط وإنما بالصدي أيضا ومنذ سنوات طويلة أصبحت المدن والقري وبعدها الصحاري وحتي الشوارع في المدن المكتظة بل وفوق ظهور المركبات "التوك توك" والدراجات البخارية والميكروباصات كلها اصبحت ساحات لألوان من الأصوات المتضخمة عبر مبكرات الصوت.. فلا أمل في راحة ولا هدوء وإنما "استبداد" صوتي يثير الفزع احيانا ونحن من اكثر مدن العالم ضجيجا. وفي أمور الدين والتدين لن تضيف شيئا الأصوات العالية المتداخلة لشيوخ الجوامع اللذين يتبارون أمام الميكروفونات وكأن وجودهم لن يتحقق الا بتضخم الصوت. ذات مرة كتب فهمي هويدي - علي ما أذكر - في سياق الموضوع ذاته قائلا ان الاسلام انتشر ووصل إلي اقاصي المشرق والمغرب قبل اختراع مكبرت الصوت بزمن طويل. ونحن علي شفا حرب انتخابات والميكرفون سلاح سياسي أكثر منه ديني وينتظرنا استبداد صوتي رهيب من قبل المرشحين فالهم ارحمنا واجعل مسئولا منا يتصدي لهذه الظاهرة غير الحضارية. ان الخشوع والتقوي والإيمان الصحيح واقامة الشعائر لا تحتاج مكبرات صوت وإنما إلي اخلاص في طاعة الله. وفي بلاد الدنيا المتقدمة يوجد مسلمون علي درجة عالية جدا من الإيمان ومن دون مكبرات الصوت وفي الجوامع المنتشرة فوق كوكبنا يوجد ملايين الناس تصلي دون ان تفرض علي الآخرين من غير المسلمين اصواتا تكسر هدوء حياتهم بعد يوم عمل طويل. يكفينا التلوث البيئي والصحي والزراعي فارحمونا من التلوث السمعي.