بعد الكارثة البيئية التي شهدتها مدينة اسوان وتدفق كميات هائلة من مياه الصرف الصحي لمدة 24 ساعة بسبب انهيار احد السدود الترابية والتي تستخدم في تخزين مياه الصرف واجتياحها للمنطقة الواقعة بين خزان اسوان والسد العالي حذر الخبراء من خطورة الموقف علي صحة الانسان والنبات والتربة الزراعية والثروة السمكية لما تحمله هذه المياه من مخلفات بعض المصانع مثل الرصاص والزئبق والنحاس بالاضافة لفضلات الانسان وان هذه العناصر هي المتسبب الرئيسي في امراض الكبد والفشل الكلوي والسرطان وتؤدي لتشوه الاجنة بسبب تلوث الاسماك ونقلها للأمهات. اشار الخبراء الي ضرورة اجراء التحليلات اللازمة للمياه لمعرفة مدي وجود هذه العناصر بها لما لها من خطورة شديدة علي صحة الانسان. .. تقول د. هدي شحاته استشاري السموم بالمركز القومي للسموم: اختلاط مياه الصرف بمياه الشرب عن طريق تلوث مياه النيل بها يسبب للانسان مشاكل صحية كبيرة وامراضاً مختلفة أهمها الالتهاب الكبدي والدوسنتاريا وامراض الفشل الكلوي.. مشيرة الي ان مياه الصرف لاتحمل مخلفات المنازل فقط بل المصانع ايضا بكل ما تحتويه من بواقي البلاستيك والرصاص والكبريت وهذه العناصر تتسبب علي المدي الطويل في الامراض السرطانية ولها تأثير علي الثروة السمكية لتتداخل هذه العناصر داخل جسد الاسماك وأهمها الزئبق الذي يؤدي لتشوهات خلقية للاطفال حديثي الولادة بسبب تناول الامم لهذه الاسماك ومع التزايد المستمر في نسب التلوث بالنيل ومياه الشرب فان كل انواع السموم تكون متواجدة وتؤثر بشكل خطير في صحة الانسان. يقول د. محمد كامل استاذ تلوث المياه والمجاري بالمركز القومي للبحوث: ان هناك الكثير من مسببات التلوث بالنيل خصوصا صرف المصانع فهو الخطر الاكبر علي صحة الانسان حيث يؤدي لتكسير البكتريا الحيوية النافعة بالنيل.. خاصة من المخلفات السائلة. يضيف ان عناية الله كبيرة بالنسبة للمصريين لان النيل يطهر نفسه فكلما زادت المسافة والوقت من مكان التلوث قلت درجة الخطورة حتي تصل لمرحلة الانعدام..؟! اكد د. محمد عبدالهادي استاذ الاراضي بالمركز القومي للبحوث.. ان تلوث مياه الري او النيل بمياه المجاري وما تحمله من عناصر له تأثير علي المدي القصير والبعيد. فالمدي القصير يكون هناك تدهور في الصفات النباتية للبنات ويضعف من قوة نموه والمحصول. بينما يكون المدي الطويل علي التربة الزراعية نفسها بسبب تراكم العناصر الثقيلة بالطبقة السطحية للتربة مما يصل في بعض الاحيان لمستويات سامة تؤدي لتدمير صفات التربة نفسها ومسامها وعلي حركة المياه داخلها لاحتوائها علي ذوبان العناصر والمواد العضوية العالقة بالمياه وهذا يؤدي الي انسداد في طبقات التربة ومسامها وتراكم الملح علي السطح العلوي لها وتدهورها بحيث تكون في اغلب الاوقات غير صالحة للزراعة. اما د. سهير ابوالعلا استاذ مياه الصرف بالمركز القومي فتري ان اختلاط مياه الصرف وما تحويه من عناصر ومواد عضوية وغير عضوية والميكروبات والفيروسات تسبب الكثير من الامراض اقلها الاسهال. تؤكد سهير ان مسببات التلوث بكافة اشكالها مثل الفوسفات والمواد العضوية تؤدي لكوارث صحية.. خاصة اذا كانت قريبة من مأخذ مياه الشرب "محطات المياه" ويصعب السيطرة عليها بالطرق التقليدية وحتي الكلور لايزيل كل هذه الملوثات.. وتطالب بضرورة عمل تحليل كيميائي وبيولوجي علي المياه لمعرفة تركيز هذه المواد السامة بها. يقول د. علاء اسماعيل رئيس قسم الباطنة بمعهد تيدور بلهارس: ان معظم امراض الجهاز الهضمي بسبب تلوث مياه الشرب فهي المسؤلة عن امراض الكبد والفشل الكلوي بسبب احتوائها علي العناصر الثقيلة والتي تدخل الجسم وينقلها الدم الي الكبد والكلي فتؤدي لهلاكها مع مرور الوقت وايضا هناك عنصر النحاس والزئبق فان لهما مردودا مدمرا علي الكلي. يضيف د. علاء ان هناك ايضا الاسهال والتيفود وفيروس ا بسبب انتقالها عن طريق فضلات الانسان لمياه الصرف ويجب تحليل المياه بشكل مستمر حتي لاتزيد هذه العناصر الفتاكة بصحة المصريين عن الحد الاقصي المسموح في المياه او محطات الشرب. يقول د. محمد علي رئيس قسم امراض النبات بجامعة عين شمس ان مياه الصرف الصحي تكون مشبعة بالعناصر الثقيلة والميكروبات مما يكون له ابلغ الضرر علي النبات.. خاصة المجموع الجذري له والذي يؤدي لاضافة الخلايا وتغيير صفات التربة والتوازن الحيوي بداخلها وايضا داخل جسم النبات نفسه وهذا الثلوث اذا وصل لنسب عالية يصعب معالجته ويعمل علي تدهور خصوبة الارض بشكل كبير قد يصل لعدم صلاحيتها للزراعة. يضيف ان العناصر الثقيلة واهمها الرصاص تؤدي لتلوث الثمار.. وعند تناولها تنقل الامراض للانسان وتؤدي لاضرار كبير علي الصحة.