خمس سنوات غاب فيها الفنان سامح يسري عن جمهوره لكنه كان الغائب الحاضر الذي جلس في هدوء يرتب أوراقه ويعيد صياغة أولوياته لينطلق علي نور مواكبا انطلاقة مجتمع ظل مهموما به وبأحواله وظروفه في كل عمل يقدمه وها هي مصر بوجهها الجديد وها هو سامح يسري بوجهه الجديد أيضاً وجه مشرق في عمل فني استعراضي مبهر يقدمه مسرح الأسرة والطفل بعنوان "شمس وقمر" عن نص "شمس النهار" لتوفيق الحكيم. * قلت له افتقدناك لفترة طويلة ولست أدري هل كنت مختفياً عن عمد أو جاءت بالصدفة؟ أجاب : خمس سنوات مصر كلها كانت مختفية والدنيا كلها متوقفة. لم يكن أحد يعرف ملامح الفترة القادمة حتي أصبحت الظروف الآن مهيأة ومتاحة لأن نرجع ملامحنا الحقيقية وطموحنا الحقيقي ونثبت ذاتنا بكل المقاييس في كل المجالات. * ما حكاية تمردك علي عقد الاحتكار الذي أبعدك عن جمهورك؟ كنت أتعاون مع شركة انتاج من الشركات الكبيرة وكان بيننا عقد احتكار أخذني لأكثر من 7 سنوات في ضلال وأدركت وقتها بالفعل معني كلمة الضلال لأنهم حين يستقطبون النجوم المصريين ويبعدوهم عن المسار الحقيقي تحت ادعاء انهم مظلة الانتاج الحقيقية التي يراها الكل فهذا أكبر ضلال وقال: أدركت ان كل مصري يجب أن يكون له دور ايجابي فعال. * لهذا كانت عودتك بعد الغياب من خلال مسرح الأسرة والطفل؟ هناك جيل لا يعرف سامح يسري جيل صغير جدا يصدق الفضائيات فقط وسبب ذلك ان قنوات التليفزيون المصري والاعلام المصري أصابها التلاشي وعلينا أن ندرك خطورة ذلك ان اعلامنا القومي غير قادر علي المنافسة لأنها كبيرة جدا وشرسة في الخارج ولا مبرر حتي وان كانوا صادقين حين يتحدثون عن قلة الإمكانيات. المسألة لا تقاس بهذا بالعلم نقدر نعرف احتياجاتنا وأولوياتنا ومن أهمها روح الثقافة والفكر داخل قلوب الأولاد الصغار لكي تخرج النموذج السوي المدرك لمعني الولاء والانتماء بلا تفتيت وبلا تقسيم وهذا هو ما أقوله في مسرحية "شمس وقمر". في هذا العمل الاستعراضي أعلم بشكل غير مباشر وبشكل ترفيهي لطيف جداً بالغناء والكوميديا والاستعراض وأفرق أمام الصغار بين الصح والغلط بطريقة تدخل القلب بدون فزلكة أو ضرب أو إهانة ونحافظ علي انسانيته ونبني داخله الشخصية السوية مهما كان ابن سلطان أو ابن فقير ونعلمه كيف يكون عنده ضمير ومبدأ وعنده احترام لنفسه ويعرف يتعامل مع الآخر بأسلوب راق. * كيف تري نفسك في هذه التجربة الاستعراضية؟ أنا الفنان المحظوظ مثلما قال الفنان المرحوم حسن عبدالسلام فقد قال سامح يسري آخر اكتشافاتي وأنا الفنان الشامل الوحيد علي خشبة المسرح وطبعاً ده تتويج علي رأسي فأنا خريج معهد حسن عبدالسلام وسعد أردش والسيد راضي وفهمي الخولي ومحمود الألفي وعبدالرحمن الشافعي.