يبدو أن محافظة أسوان مكتوب عليها المعاناة والتعب. والصحة تحتاج صحة أخري أهالي أسوان يرددون هذه الكلمات بعد انحدار مستوي الخدمة الصحية بمستشفي أسوان الجامعي حيث بدأت إدارة الامن بالمستشفي تشديد اجراءات الامن وضع دخول الاعلاميين إلا للزيارة فقط أو "الطبطبة" علي أداء الخدمة العلاجية للمرضي. وقد شهد المستشفي خلال الفترة الاخيرة حالة من اللامبالاة والفوضي وامتلأت الطرقات بالمرضي علي أسرة بجوار النوافذ ووسط الطريق لعدة أسباب منها ان المستشفي "كامل العدد" وهذه العبارة يرددها كثير من العاملين سواء الكبير أو الصغير. وكذلك لايوجد مراوح ومع ارتفاع درجة الحرارة الشديد الذي يضرب محافظة أسوان نهاراً. يقوم المرضي بحمل امتعتهم ودوائهم خاصة مرضي "العظام" والذهاب إلي أقرب نافذة وشباك للتعرض للهواء مباشرة. هناك حالة من السخط الشديد من أهالي المرضي الذين يتكبدون مصاريف طبية عالية لمرضاهم بالرغم من التصريحات الرنانة لمسئولي المستشفي بأن العلاج بالمجان والادوية متوفرة. فالاهالي يشترون الادوية من خارج المستشفي لدرجة أنهم يقومون بشراء "جهاز المحلول" والذي لايتجاوز 5 جنيهات. كما أن مرضي العظام مطالبون بتوفير الشرائح والمسامير والادوية وهو الأمر الذي أدي لقيام بعضهم بترك مستشفي للعلاج علي نفقتهم في مكان آخر طالما أن كل شيء يقومون بشرائه. "المساء" عاشت يوماً كاملاً داخل المستشفي ورافقت المرضي واستمعت لشكوي الاهالي والمرضي ورصدت بعض السلبيات والمشاهد السيئة للخدمة الصحية. يحيي عبدالودود. 31 سنة. مقيم بمنطقة الحسناب التابعة لحي غرب مدينة أسوا: منذ أيام أصيبت والدتي بارتفاع في ضغط الدم و"جلطة" بالمخ وهو ما أثر علي حركة الذراع والرجل الشمال. ولم نتردد في نقلها لمستشفي أسوان الجامعي. ومنذ وصولنا ونحن نعاني معاناة شديدة. حيث تأخر الكشف علينا وتم حجزنا بداخل المستشفي وعانينا حتي وجدنا سريراً طالبا بقسم الباطنة. وبدأت المعاناة الاكثر فالحجرة يوجد بها 6 أسرة ولاتوجد مراوح للتهوية فقمنا بشراء مروحة صغيرة كما فعل أهالي المرضي الآخرون. يضيف عبدالودود. بالرغم من وجود اساتذة وأطباء كبار بالمستشفي في تخصص المخ والاعصاب. لكن الامر الذي كان يرهقنا هو شراء الادوية من الخارج. ليس ارهاقاً مادياً لكن كثرة الادوية والخروج من المستشفي والذهاب لاكثر من صيدلية لشراء بعض الادوية سواء عالية السعر أو أجهزة طبية منخفضة لايتجاوز سعرها ال5 جنيهات ومنها جهاز تركيب المحلول. ويتساءل كيف لمستشفي جامعي كبير وهو الملجأ الاول للمرضي ألا يوجد به أجهزة محاليل؟. أو كيف يتم مواجهة الحالات الحرجة التي تحتاج لنقل دم أو محاليل طبية والمرافق ليس معه لشرائها فهل يكون المريض ضحية للفقر وعدم توفر أموال لديه؟! وتقول وهيبة محمد. والمقيمة بعمارات الصداقة القديمة "الأولي بالرعاية" والمحجوزة داخل قسم العظام بالمستشفي الجامعي منذ أيام قليلة وقعت علي رجلي واتكسرت. وعند احتجازي طلب مني الاطباء شراء "شرائح ومسامير" لاجراء عملية جراحية أو دفع مبلغ 500 جنيه كتأمين والباقي خلال فترة العلاج. ولكني لم استطع شراء هذه الطلبات لاني لا أصرف سوي معاش الشئون الاجتماعية والذي لايتجاوز ال300 جنيه. وتم عمل "جبس وتجبير الكسر" فقط لحين استطاعتي توفير المبلغ الباقي لعلاجي. تضيف لي طلب عند المسئولين علي رأسهم اللواء مصطفي يسري. محافظ أسوان منذ سنوات كنا بنتعالج ببلاش في مستشفي أسوان العام وبعدين لما اتحولت لمستشفي جامعي أيضاً كنا بنتعالج ببلاش. طيب إيه اللي اتغير بالرغم من اننا زي ما إحنا والمستشفي تابعة للحكومة وسلمتها لهم ببلاش. وفي النهاية لا نستطيع إلا أن نقول "لنا رب اسمه الكريم ومش هيسيبنا أبداً". ويقول عمرو عبدالعظيم. أمين عام حزب المصريين الاحرار بأسوان. كنت أرافق أحد الاصدقاء بالمستشفي. ولكن كان يحزننا كثيراً أننا في الساعات الاخيرة من الليل يطلبون شراء أدوية من الصيدلية ونضطر للاتصال بأولادنا حتي لانترك المريض بمفرده في المستشفي وكمان الاشعة والتحاليل علي حسابنا ويصل ساعات سعر الاشعة المقطعية أو غيره لاكثر من 200 جنيه. والحمد لله الفلوس موجودة. لكن الفقير هيروح فين؟ الاهمال كبير جداً في المستشفي وكذلك انعدام النظافة لدرجة ان دورات المياه خاصة بأقسام الباطنة والعظام سواء الرجالي أو الحريمي لا يوجد في عدد كبير منها أبواب وإن وجد يمكن من بالخارج يري من بداخلها والمرضي وأهاليهم يقومون بغسل الملابس ونشرها داخل الحمام بطريقة غير آدمية. كما أن المرضي ينامون علي أسرة في الطرقات وبجوار الشبابيك للابتعاد عن الحر الشديد وزحمة غرف المرضي. وكمان أهالي المرضي يفرتشون السلالم والطرقات والله حرام اللي بيتعمل فينا ده. أضاف عمرو عبدالعظيم تعجبت من موقف رأيته في قسم الاستقبال لعدم وجود جهاز ضغط آخر بل هو جهاز ضغط واحد فقط ويتنقل بين الاطباء الذين توجه اليهم كلمات اللوم والسب والقذف من أهالي المرضي الذين يطالبونهم بالكشف الطبي السريع علي مرضاهم خاصة وأنه يستقبل بعض الحالات المرضية الحرجة. وفي بعض الاوقات تكون هناك حالة من الشد والجذب بين الاطباء وأهالي المرضي. وتم تحرير محاضر كثيرة بأقسام الشرطة بمثل هذه الوقائع.