اليوم الثلاثاء يمر أكثر من 140 يوماً علي ثورة 25 يناير.. الثورة الفارقة بين الحق والضلال بين النور والهدايا نجحت في اقتلاع نظام مكث ثلاثين عاماً ذاق الشعب فيه مرارة الحرمان. هناك وجوه اختفت من الساحة السياسية وأخري تألقت أحزاب سقطت وأخري ظهرت.. الحزب الحاكم في مصر انشقت الأرض وبلعته هو رموزه.. حزب العدالة جاءت إيامه.. الكل تبرأ من العهد وحزبه وغسل يديه وتوضأ وصلي ركعتين واستغفر.. مشهد سينمائي يمر علينا كل يوم.. ومع قراءتي للأحداث من يوم جمعة الغضب والزحف العظيم وموقعة الجمل والمشهد شاخص أمامي.. أتابع جيداً اللبرامج التليفزيونية وأقرأ جيداً للتاريخ ومراجع للجرائد والمجلات بحكم عملي.. رأيت قبل 25 يناير وأجزم أن البعض مثلي لأني لست منفرداً في ذلك من كان في أحد البرامج الرياضية عندما اتصل به أحد أبناء مبارك فبكي في المداخلة التليفزيونية علي الهواء ومنهم من كان يختلق جملة إعتراضية ليقحم اسم ابناء المخلوع في برامجه ويصيفهم بفخر الشباب وإنهم هم المناصرون لكل أبناء مصر المدافعون عن الحقوق ومن النقاد الرياضيين من كان يفتخر في مقالاته أن المخلوع وولديه ووزير داخليته ورئيس ديوانه زملكاوية.. الفنانون كانوا يتقربون زلفي وليس لهم هم إلا المدح ويقولون انه راعي الحرية والديمقراطية وسيادة القانون ويسعدون عندما تقدم لهم الدعوات لزيارات المشروعات مع الرئيس السابق والابتسامة تكسو وجوههم عبر الكاميرات.. راجعت مواقف هؤلاء بعد 140 يوماً فوجدت النقيض.. الكل يتبرأ والكل مظلوم من الصفوة والأكثر من ذلك من خرج علينا وقال: أنا كنت ضد النظام وكأننا لم نكن موجودين في البلد.. من كان مع النظام معروف ومن كان ضده فهو كذلك. هناك رجال لهم مواقف معروفة وذاقوا مرارة الحرمان أيام الزمن البائد ودفعوا من أموالهم وأجسادهم وانفسهم ما لا يطقه بشر.. أما الجزء الثاني المقهورون وهؤلاء الشريحة الكبري في المجتمع والتي ساندت الثورة حتي بالصمت العاجز وهي الوقود الحقيقي التي حركت واشعلت الفتيل حتي قضت علي رموز الفساد.. المقهورون في مصر كثيرون ولابد أن يأخذوا حقهم في مصر الجديدة وهؤلاء شركاء طبيعيون في الثورة ولا أحد يزايد عليهم ونواياهم.. لكن لي عتابا بسيطا أين الثوار الحقيقيون الذين دافعوا عن الثورة ودفعوا أرواحهم ودماءهم فداء للوطن يشاركهم آباء وأمهات ورجال ونساء.. لماذا يتركون الساحة للمزايدين والمنافقين الذين يدعون أنهم أصحاب مواقف.