ولد من رحم ثورة 25 يثناير المجيدة التي أشاد بها العالم مجموعة من الكيانات والائتلافات الشبابية التي جعلت من نفسها ناطقة باسم الثورة واتخذت مسميات مختلفة مثل ائتلاف شباب 25 يناير وجبهة دعم مطالب الثورة ومجلس أمناء الثورة واتحاد شباب الثورة.. وجميعها تشكلت من أيديولوجيات وتيارات مختلفة من أقصي اليمين لأقصي اليسار لتجد متنفسا لممارسة الديمقراطية ولم يقتصر الأمر علي ذلك بل امتد إلي تفكير شباب الثورة في تكوين أحزاب جديدة تسعي للحفاظ علي جني ثمارها. ولكن هناك سؤالاً يطرح نفسه هل تعدد هذه الجبهات والائتلافات في مصلحة الثورة أم سيؤدي ذلك لنتيجة عكسية تساهم في تفتيت الثورة وضياع ثمارها؟.. توجهنا بسؤالنا إلي عدد من أساتذة الاقتصاد والعلوم السياسية وممثلي هذه الحركات لنعرف عن قرب جدوي هذه الحركات وظهور أحزاب جديدة. يري دكتور حسن نافعة رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن ظهور أحزاب متعددة تحمل اسم ثورة 245 يناير خير دليل علي أن هؤلاء الشباب مازالوا لا يعرفون طريقهم الصحيح لأن كل حزب سيسعي لإراحة الآخر وفرض برنامجه علي الساحة السياسية وستجد تناقضا في الخطاب المشترك بينهم لذلك لابد من إعداد لجنة تنسيقية منتخبة فيما بينهم متفق عليها من جميع الجبهات تقوم بفرز المقترحات والخروج بنتائج موحدة. يري الدكتور مازن عبدالرحمن حسن بقسم علوم السياسة بكلية الاقتصاد وعلوم سياسية جامعة القاهرة أن حالة التشتت التي يعيشها شباب 25 يناير تعكس أمرين الأول الطمع السياسي فبعضهم يرغب في تصدير المشهد عن طريق سرعة الإعلان عن ائتلاف أو حزب سياسي تحت التأسيس يحمل اسم الثورة وكأننا أمام ثورة مناصب أما الأمر الثاني الذي يعكسه هذا التشتت هو عدم النضج السياسي موضحا أنه لو كان هناك نضج سياسي كامل بين الشباب كانوا توحدوا علي أجندة مطالب واحدة لكن للأسف وجدنا ائتلاف شباب الثورة يسير عكس الاتجاه ويطالب بمجلس رئاسي مؤقت وإلغاء المجلس العسكري مضيفا أن الظهور المفاجيء لمجموعات شبابية لم تكن المحرك الرئيسي للثورة وإسراعها في تشكيل أحزاب هو رغبة أكل جزء من الكعكة. يؤكد د.عبدالله هدية بقسم العلون السياسية أن الجبهات التي خرجت من رحم ثورة 25 يناير في حالة تشرذم وانقسام وبدأت بعض الجبهات والائتلافات في اتباع أسلوب التخوين لقياداتها لذلك فإنشاء أكثر من حزب يحمل اسم الثورة لن يؤدي إلي شيء بل سيعمق حالة الانقسام وفي النهاية ستستنفد تلك الجبهات المنتاقضة طاقة المجلس العسكري ويجبرونه علي اتخاذ القرارات دون الرجوع لأي جهة منها مؤكدا أن هذا التشتت يعلن شهادة وفاة الثورة ويعطل الانتقال للشرعية الثورية. علي النقيض يري السياسي المخضرم أبوالعز الحريري عضو ائتلاف دعم مطالب الثورة أنه من المستحيل أن يوجد حزب واحد باسم الثورة لأن ثورة 25 يناير وما أعقبها من ثورات لم تكن لها قيادة لذلك من الصعب أن يتم توحيد الثوار تحت قيادة حزب واحد يقوده شخص واحد مؤكدا أنه علي الرغم من تعدد الائتلافات والجبهات الناطقة باسم الثورة فكلها مسميات. أضاف أن هناك قاسما مشتركا فيما بينهما فجميعها متفق علي ضرورة إقامة نظام بديل لتكون مصر جمهورية برلمانية واستكمال محاكمات رموز النظام السابق وإطلاق حرية تكوين الأحزاب والنقابات فهي أهداف مشتركة بين كافة الجبهات التي أفرزتها الثورة. فيما يري الكاتب الصحفي حسين عبدالرازق القيادي بالتجمع أن انتشار شباب 25 يناير وتوزعهم في أكثر من جبهة وائتلاف أمر يصب في صالح الثورة فاتحاد الكل تحت راية حزب واحد أمر غير مقبول لأنه من بقايا النظام السابق وبقايا مرحلة الحزب الواحد مؤكدا أن ما يخطط له الشباب تعددية سياسية مطلوبة. أما الشاب أحمد نجيب عضو مجلس أمناء الثورة فقال إنه علي الرغم من كون مجلس أمناء الثورة يضم العديد من التيارات السياسية تحت لوائه إلا أنه لا يريد أن يصبغ بالطابع الحزبي لذا فإنه ليس في نية القائمين عليه التقدم بحزب سياسي حتي يظل المجلس معبرا عن جميع التيارات ولا يتقيد بخطاب حزبي معين وهو ما يميزه عن الأحزاب الأخري ويري أن تعدد الحركات يؤدي إلي بروز اطروحات وبرامج عمل مختلفة مما يعمل علي تسريع النضج السياسي وتقويمه. أكد عبدالرحمن سمير عضو ائتلاف شباب ثورة 25 يناير أن الائتلاف لا يتحدث باسم الشعب المصري أو باسم الثورة مشيرا إلي أن الحركة تفاعلت مع بعض الشباب في الميدان واستطاعت ضمهم للحركة موضحا أن كل المنضمين للحركة لا ينتمون إلي أحزاب أو جماعات ويهدفون إلي الضغط لتنفيذ مطالب الثورة كاملة ونفي زيدان أن الحركة تفكر في إنشاء حزب سياسي خلال الفترة المقبلة مؤكدا اتفاق كل الائتلافات في اللجنة التنسيقية وعددهم ستة ائتلافات علي عدم إنشاء حزب سياسي باسم ثورة 25 يناير.