أكد الدكتور ياسر الحصري أستاذ مساعد أمراض الكبد والجهاز الهضمي ورئيس وحدة الموجات فوق الصوتية بالمركز القومي للبحوث ان مريض التليف الكبدي لم يكن هناك بديلاً عن أخذ عينة من كبده لتحديد نسبة التليف ومكانها وهو ما كان يؤدي لمضاعفات سلبية لدي نسبةمن الحالات وانخفاض عدد الصفائح الدموية خاصة اذا كان يعاني من سيولة بالدم ونتيجة لذلك بدأ التفكير في إيجاد بدائل وبالفعل ظهرت أجهزة بديلة ومتقدمة تؤدي نفس الغرض لقياس وتحديد درجة الألياف الكبدية تجنبا للمشاكل المصاحبة لأخذ العينة ومن أحدث هذه الأجهزة جهاز يعمل بتكنولوجيا Arfi Technology وهو عبارة عن وحدة متكاملة يمكن استخدامها لمرضي القلب والغدة والكبد. استطاع مركز العجوزة للجهاز الهضمي إحضار هذا الجهاز لأول مرة في مصر لخدمة مرضي الكبد حيث يعمل بالأشعة الصوتية الموجهة من خلال تكنولويجا ARFI التي تعتمد علي توجيه أشعة سريعة بسرعة الصوت لخلايا الكبد وقياس المسافة التي تقطعها تلك الأشعة حتي تصل للخلايا لتصطدم بها ثم ترتد مرة أخري في أقل من ثانية وبناء علي إختلاف سرعة الارتداد ما بين كل خلية وأخري يمكن تحديد درجة التليف في تلك الخلايا فكلما كانت درجة التليف في الخلايا أكبر كلما كانت سرعة ارتداد الأشعة أسرع وبناد علي فرق السرعات يتم تحديد درجات تكون الألياف الكبدية. أضاف: يتميز هذا الجهاز عن غيره من الأجهزة بأنه يتيح للطبيب رؤية الكبد كصورة متكاملة علي شاشة من خلال الموجات الصوتية وبذلك يستطيع الطبيب توجيه الأشعة علي الكبد نفسه بأجزائه الثمانية وقصيه الأيمن والأيسر وقياس نسبة التليف في الفص الأيسر بالتحديد الذي يتواري خلف بقية أجزاء الكبد وهو ما كان غير متاح في الأجهزة السابقة. يتميز الجهاز أيضاً بأنه يقيس التليف الكبدي بكفاءة في حالات استسقاء البطن بما يتيحه من نفاذية للأشعة لأكبر عمق ممكن دون الضغط علي بطن المريض وإيلامه بشدة كما كان يحدث في أجهزة سابقة. أيضاً يتيح جهاز به Arfi دراسة الأوعية الدموية داخل الكبد وقياس سريان الدم والضغط بداخلها ومعرفة مدي ليونة الأغشية المبطنة للأوردة الكبدية كما يتيح التفرقة ما بين خلايا الكبد المتليفة وخلايا الكبد السرطانية حيث يوضح الجهاز مدي تكون بؤر كبدية حميدة أو غير حميدة من عدمه. أكد دكتور ياسر الحصري أنه في مرحلة لاحقة بإبرة ترسم من خلالها المسار الذي يحدده الطبيب داخل خلايا الكبد ذاتها ليعمل بمثابة جهاز أشعة مقطعية وذلك بحقن مادة معينة داخل الكبد باستخدام هذه الابرة حيث تساعد تلك المادة في تصوير وتحديد الخلايا السرطانية حجما وشكلا. أوضح ان هذا الجهاز ألماني أمريكي وقد تم استضافة البروفيسور clevert في مصر وهو رئيس قسم الأشعة التداخلية بجامعة ميونخ بألمانيا وهو من أشهر الاساتذة المتخصصين في هذا المجال وله أكثر من 15 بحثا في هذا المجال وقد قام بتدريب مجموعة من كبار أساتذة الكبد في مصر علي استخدام هذا الجهاز وكنت أول المتدربين علي يديه. أضاف ان قياس التليف بهذا الجهاز في الخارج تتم بكفاءة تصل ما بين 92 إلي 94% مقارنة بقياس التليف بأخذ العينة وأرجع عدم وصول النسبة الي 100% نتيجة لان بعض المرضي يكون عندهم دهون علي الكبد حيث تعطي الخلايا الدهنية أحياناً نوعا من التصلب تتشابه مع تصلب الخلايا المتليفة فتؤدي إلي انعكاس الأشعة وارتدادها وكأنها خلايا متليفة وبذلك يسجل الجهاز في حالة الالتهاب الكبدي التدهني الشديد نسبة تليف أعلي بدرجة واحدة من النسبة الحقيقية وهي في الغالب تحدث في نسبة محدودة من الحالات التي لديها سمنة مرتفعة أو كبد دهني شديد. وقال: رغم هذا الفرق في تسجيل نسبة التليف مع مرضي الكبد الدهني يفضل عدم اللجوء لأخذ العينة إلا في أضيق الحدود تجنبا لمضاعفاتها وذلك في بعض الحالات التي يرغب فيها الطبيب توضيح وجود شيء محدد من عدمه كأن يرغب في تحديد إن كانت الالتهابات الكبدية هي التهاب كبدي مناعي من عدمه حيث يدمر الكبد نفسه في هذه الحالة وهنا لابد من أخذ العينة. أضاف ان وحدة الكبد في قصر العيني تعاقدت بالفعل علي هذا الجهاز وسيدخل الخدمة بها ليكون تاني جهاز من نوعه .. وناشد وزارة الصحة سرعة استيراد جهاز آخر منه أو اثنين لخدمة مرضي الكبد علي مستوي الجمهورية.