كشف الكاتب الصحفي الشهير "روبرت فيسك" ان شركات السلاح هي المستفيد الأول والرابح الأكبر من الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد تنظيم "داعش" في العراقوسوريا في إطار ما يعرف بالتحالف الدولي ضد الإرهاب. قال فيسك في مقاله له بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية: الولاياتالمتحدة احترفت مثل ربيبتها إسرائيل إشعال الحروب لتضمن لمصانع السلاح بها الاستمرار بما يضخ مليارات الدولارات سنوياً إلي شرايين الاقتصاد الأمريكي. أضاف ان الولاياتالمتحدة قصفت تجمعات "داعش" في يوم واحد بصواريخ توماهوك تصل قيمتها إلي 66 مليون دولار دون ان تضعفها وكلما قتل واحد من أنصار داعش ظهر بعده ثلاثة أو أربعة. وقال إن ما تم إنفاقه حتي الآن في ضرب داعش دون أن يضعفها وأصاب الأبرياء فقط كان يحكفي للقضاء علي وباء الإيبولا في العالم كله. أوضح فيسك ان شركات صناعة السلاح الأمريكية وفي مقدمتها "لوكهيد مارتن" لن تهتم بمن ينتصر في الحرب سواء كان الولاياتالمتحدة أو الأكراد أو السوريون أو العراقيون. سوف تهتم فقط بالأسلحة المستخدمة في الحرب علي الإرهاب. سوف تهتم فقط بأن تلك الحرب ساعدت علي ارتفاع مبيعاتها وزيادة أرباحها وارتفاع أسعار أسهمها في السوق خاصة لوكهيد مارتن التي ارتفعت أسهمها بمقدار 10% منذ ادنلاع الحرب. ولم تكن لوكهيد الشركة الوحيدة التي انتعشت من جراء الحملة وهناك أيضاً "ريثيون" التي وقعت معها الحكومة الأمريكية عقداً قيمته 351 مليون دولار لتوريد صواريخ توماهوك في يوم إعلانها توسيع عمليات التحالف الدولي إلي سوريا. ولا تتوقف استفادة هذه الشركات من الحملة علي العقود الحكومية الأمريكية فقط بل تستفيد أيضاً من عقود توقعها من الدول المشاركة في التحالف وبالإضافة إلي ازدهار مبيعات هذه الشركات من الطائرات المقاتلة والذخائر فإن أسلحة أخري من إنتاجها بدأت مبيعاتها تحقق الازدهار مثل طائرات التزود بالوقود في الجو وطائرات التجسس مثل يوم 2 وبي 8 والطائرات بدون طيار وتأمل هذه الشركات في أن تستمر الحرب ليترجم الأمر إلي عقود جديدة. يدعو فيسك الضحايا المدنيين لهذه الأسلحة الفتاكة التي لا تقتل بالفعل سواهم إلي رفع دعاوي قضائية علي الشركات المنتجة للسلاح واعتبارها متضامنة مع الدول التي استخدمت سلاحها ضدهم سواء كان ذلك في العراق أو في فلسطين أو غيرهما من بقاع العالم وهو متأكد ان هناك مكاتب محاماة عديدة في الولاياتالمتحدة مستعدة للقيام بتلك المهمة لأنها واثقة من ربح الدعاوي القضائية ضد تجار الموت هؤلاء وقتها مما يتيح لها الحصول علي عائد يسيل له اللعاب بأسلوب "أتعابنا من خصمك" المنتشرة في الولاياتالمتحدة.