يقولُ الذي لا يقولُ : إذن ليس أفضلُ منكَ سوي أن تخشَّ إليكَ وهذا جنونى أليفى فلا تخشَ منه علي الآخرين . **** في حجرِكَ الآن َ كلُ طيور ِ الثقافة ِ بين يديكَ براعمها » والشيوخ ُ .. وحكمة ُخمسين عاماً من الشعر ِ أنت َ الذي قد وقفت َ طويلاً علي ساحل ِ الفن ِ - فن الكتابة - قلْ لي إذنْ : أما زلتَ تفتح نافذة ً لطيور الكلام ِ تراود أسواره بسؤال ي عن الحُلم ِ ؟! عن شجر ي تزرعه ببذور ِ البلاغة ِ في عمق ِ بستان أرواحنا ؟! هل تراكَ تكدستَ في علبة ِ الأبجدية ِ ؟ أم يا تري فزتَ بالبهجة ِ الملكية ِ ؟ هل توجتكَ التجاربُ في آخر ِ الأمر ِ بالغار ِ أم صلبتكَ علي ربوة ِ في آخر ِ العمر ِ تأكل منكَ الطيور ُ الكواسرُ ..؟! أنتَ الذي كنتَ تحبس كوناً بكامله في القصيدة ِ تشرب قنينة ً من عصير ِ الحياة ِ المعتق ِ في قبو هذا الزمان ِ..فتسكرُ .. تنكبُّ عمراً.. لتكتب مأمولَ هذا الوجعْ. فأي خيال ي تري جرجر الروحَ - يا سيدي - إلي شهوة ِ الحِبر ِ ..؟ أي سؤال ي عويص ي تري زج بكْ ؟ ها أنا سيدي جئت أستسألكْ؟ فأنا شاعرى - ربَّما - .. وألوذ إلي الشعر إن عاندتني وقائعُ تلك الحياة ِ لذا .. سوف لا أطرح اليومَ نقدا ً سخيفاً وأوي إلي ربوة ي من رُباكَ .. ألوذ بدهشة ِ هذا الحوار ِ عن العمر ِ » والفن ِ تلك إذنْ .. ليلة ى من ليالي التواريخ ِ ليس لنا أن تمرَّ بنا كليالي الخريف ِ فأنت بها - ربمَّا- زهرة ى لربيع ي مقيم ي .. وقد عركتك َ الحياة ُ .. وأوقن أنكَ عاركتها .. عاندتكَ البداياتُ - أعرف ُ - واسكندريةُ .. أنتَ تنسمتَ عطرَ التهاويل باسكندرية ِ تلك التي.. ينام علي جمر فتنتها الشعراءُ .. أراك كمثلي تحب النساءَ .. تحب صياغة تلك الروايات عنهن تجعهلن رموزاً .. أحاجيَ.. أنت الحديث الذي أربك الصمت َ.. لملمَ بعضَ رماد ِ الوطنْ. أراكَ كمثلي .. تفتش عن كوكب ي لم يزل غائباً وعن لغة ي لا تقايض بالوهم ِ شبراً من الأرض ِ .. فاحك لنا عن مسافات عشقك ها نحن بين يديكَ فوزع علينا عطاياك َ .. وإياكَ .. إياكَ .. إياكَ أن تبخل الآن إلي أين يأخذك الوقتُ يا سيدي ؟ إلي ورق ي يابس ي » وزفير ي عليلْ. أمَا من سرير ي مُريح ي تحِنُّ إليه ؟ هنالك في آخر ِ الأفق ِ لي سِدرةى سوف آوي إليها إذا ما تعبتُ .. وظلى لديَّ بكل ِ جدار ي ظليلْ. وماذا تري في الجوار ِ ؟ بقايا متاع ي زخارفَ من تالف القول ِ لا شئ من تحتها غير زاد قليلْ. - وماذا عن الشعر ِ يا سيدي ؟ راح يفرك كفيه في حسرة ي » ويتمتم ثم تهدهد بالقول ِ » قالَ : إنه عبثى ملغزى ضيّع الحلم في الوهم ِ لا سبيلَ إلي الفن ِ إلا الجنونْ. لم يكن من سبيل ي » ولا من دليل ي سوي أن نكون » وألاَّ نخون ْ ربّما أن نجنَ هو المدخلُ المنطقي إلي المشتهي هو الهربُ المنطقي إلي عالم ي من حنينْ. - ما الذي سوف يبقي لنا بعد أن ننفق العُمرَ في الفن ِ ؟ ليس سوي وهج ي عابري وظلال ي من الظن ِ وتعزية ي فجة ي.. وذبول ي جميلْ . - وماذا عن الحب ِ يا سيدي ؟ راح يكبح في نفسه رغبة ً في التكتم ِ أو في العويل : الفتاة ُ التي قبلتني علي ساحل ِ الفن ِفي أوّل ِ العمر ِ » ظلت معي .. وكم من نساء ي أتين » مضين ولم يبق منهن شئ ى .. ولكنها فوق أرجوحة ِ الحلم ِ ظلت ترتب لي عرشَ بيت ي وتفرشُ ظِلاّ وتزرع بالحب ِزهراتها .. الفتاة ُ التي في الخيال ِتظلُ فتاة ً .. بينما يهرم الكلُ شيئا ً » فشيئا ً إنها السحرُ » قُلْ والجنون ْ. يخون الجميعُ»ولكنها لاتخونْ. إنها الهربُ المستمر إلي قمر ِ العمر ِ هذا الهروبُ الذي لا يعرف الخوفَ من أن تكونَ » وألاّ تكونْ. - قد يقالُ : ظلالى من الظنّ ِ » والوهم لا بأسَ .. إذن .. ليس أجملُ منكَ سوي أن تَخُشّ َ إليكَ!! - وهذا جنونى أليفى فلا تخش منه علي الآخرينْ.