تنطلق في مدينة مراكش المغربية غداً فعاليات الدورة الرابعة عشرة لمؤسسة البابطين للإبداع الشعري التي تقام تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد الخامس وتحمل اسم الشاعر العربي أبو تمام وتستمر حتي الخميس القادم. وتتضمن كذلك الاحتفال بمرور ربع قرن علي إنشاء المؤسسة. يتم خلال الدورة توزيع جوائز المؤسسة علي الفائزين من الشعراء والنقاد وهم : الشاعر اللبناني جورج جرادق الحاصل علي الجائزة التكريمية. والشاعر المصري سمير فراج الحاصل علي جائزة أفضل قصيدة مناصفة مع الشاعر اليمني أحمد عبده علي الجهمي .والشاعر التونسي المنصف الوهايبي الحاصل علي جائزة أفضل ديوان.والناقد والباحث الأردني يوسف أبو العدوس الحاصل علي جائزة الابداع في مجال نقد الشعر. الدورة تتضمن جلستين عن أبي تمام . يشارك في الأولي د. عبدالله التطاوي من مصر ببحث عن اللغة في شعر أبي تمام يبدأ البحث بمقدمة ثم تمهيد ومدخل نظري حول لغة الشعر وبيان دورها في التشكيل الجمالي للنص الأدبي . بما له من منطلقات معرفية ووجدانية وتأثيرات اجتماعية وفكرية وإيحاءات نفسية تتطلب بدورها إعادة قراءة القصيدة عبر الأنماط الصوتية والصرفية والتراكيب النحوية والمستويات الدلالية. ثم يتواصل الحوار النظري وصولاً إلي تميز أبي تمام بين شعراء عصره بما عرف عنه من تزاوج الفكر والشعور ومقاييس الصنعة والكد الذهني . وماتجلي في وعيه النقدي من خلال نظرية الشعر بين فهمه للماهية والأداة والوظيفة وإنعكاس ذلك كله علي شعره. ومن المهاد النظري جاء الوقوف تطبيقاً علي ماينطق به ديوان أبي تمام من صور الأبداع التي استوعبت معجمه الإسلامي علي تعدد مصادره ودلالاته . وبقدر تمكنه من توظيفها في إثراء صوره وتقاريره من آيات قرآنية وأحاديث نبوية وقصص ديني وصيغ القسم والدعاء والشعائر والعبادات والأحكام والفقه مما ينضوي تحت ثقافة الشاعر من حصيلة علوم الأوائل مضافاً إليه معارفه العلمية واللغوية والأدبية والنقدية إلي جانب أرصدته من علوم عصره التي حاول تطويعها في إثراء معجمه الإبداعي. مما أدي إلي انقسام واضح في مدارس النقادبين اتهامه بالغموض . وبين انصافه لدي نفر من النقاد الفلاسفة ممن ادركوا مسألة الكد الذهني التي انطلق منها في كثير من صوره مما ينعكس في مسألة التلقي ومستويات التلاقي والتفاعل من جانب الجمهور. بنية الصورة البحث الثاني في الجلسة الأولي يقدمه د. عبدالقادر الرباعي تحت عنوان بنية الصورة الفنية في شعر أبي تمام ويستعرض فيه ميزة البناء الشعري للصورة الفنية عند أبي تمام.تلك الميزة التي يمثلها جانبان غالبان علي تشكلات تلك الصورة وهما التشخيص وتواؤم الأضداد. مؤكداً أن الصورة الفنية في النص الشعري تحيا حياة كاملة متكاملة حين يسندها الإيقاع الشعري بألوانه وتشابكاته المتنوعة . الجلسة الثانية يشارك فيها د. فوزي عيسي مصر ببحث التجديد الفني في شعر أبي تمام حيث يوضح أن الشعر علي يدي أبي تمام تطور وطرأ عليه فيضان من التجديد وصار مغايراً للمألوف والسائد واستحال إلي مادة لينة سهلة . يصورها الصانع كيف يشاء . صناعة يتحري فيها لغرض يريد أن يحققه . ولكن هذا التحقيق قد تعترضه قيود اللغة فيحطمها . ورسوم البلاغة فيخرج عنها . وذوق الناس فلا يعبأ بشئ . يحطم القيودويعدو الحواجز ويأبي علي الشعر إلا أن يكون فكرة قبل أن يكون شعوراً. أما البحث الثاني في الجلسة الثانية فيقدمه د. إبراهيم نادن المغرب تحت عنوان شعر أبي تمام وأثره الفني حيث يرصد المميزات العامة لشعر أبي تمام ومظاهر التجديد في صناعته ومنها الاختيار وعمق دلالته في التأليف الشعري. العلم بالشعر والقدرة علي نقده والحكم عليه والتنظير لمفهومه. وفضلاً عن الجلستين الخاصتين بأبي تمام تعقد جلسة أخري للاحتفال بمرور ربع قرن علي إنشاء مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري يشارك فيها د. محمد حسن عبدالله . ود. عبدالله المهنا. ود. عبدالرحمن طنكول.