أكد خبراء الري أن وزير الري الدكتور حسام مغازي واللجنة الفنية التي زارت سد النهضة الإثيوبي حالفها الحظ بدرجة كبيرة حيث إنهم بذلوا مجهودا كبيرا قبل جولة المفاوضات الفنية وأثناءها في حين أن هناك طرفي التفاوض أصحاب رؤي مختلفة. ووصف الخبراء موقف إثيوبيا بأنه تغير 180 درجة حيث إنها رأت مصلحتها في الجلوس علي مائدة التفاوض حرصا علي مصالحها. قال د. محمد نصر علام وزير الري الأسبق إن اللقاء الفني الذي عقد في أديس أبابا إيجابي ومبهر من الناحية العامة وأن اللجنة الفنية ووزير الري بذلا مجهودا قبل الجلسة وأثناءها. قال علام إن اللجنة وفقت في نقطتين هما الحصول علي الدراسات الإنشائية المعدلة للسد وزيارة موقع إنشاء السد حيث إن اللجنة وقفت علي حجم الأعمال الحقيقي وهو كما أعلن الوزير لا يزيد علي 20% وهو رقم حقيقي لأنه ليس رؤية الوزير وحده وإنما رؤية اللجنة الفنية أيضاً وهي تضم أساتذة جامعات متخصصين في هذا المجال. أبدي وزير الري الأسبق تخوفه من إرجاء اختيار المكتب الاستشاري للجلسة القادمة التي ستعقد بالقاهرة خاصة أن كل دولة من الدول الثلاث قدمت قائمة بثلاثة مكاتب استشارية وكان من السهل اختيار مكتب في جلسة التفاوض الفني لكن إثيوبيا طلبت أن يكون الاختيار بنظام العطاء وأن إحساسي الشخصي يحدثني بأن إثيوبيا تحاول أن تماطل لتكسب المزيد من الوقت حتي تكون انتهت من بناء السد وتخزين المياه خاصة انها تدرك أن الدراسات ستستغرق أكثر من المدة المحددة بستة أشهر. قال: لكن ما يطمئن أن المفاوض المصري يدرك أهمية الوقت وهو يحارب من أجل إنجاز الدراسات في ستة أشهر. حذر علام من نقطة مهملة من جانب المفاوض المصري وهي اتفاقية عنتيبي التي لا تعترف إثيوبيا فيها بحصة مصر المائية والمقررة ب 55.5 مليار متر مكعب من المياه وهذا الأمر لا يحتاج إلي تفاوض فني وإنما تفاوض سياسي. وعن سد البارواكوبو الذي أعلنت إثيوبيا عن بنائه قال إنه لا توجد معلومات مؤكدة عن السد بالرغم من إعلان إثيوبيا أن سعته التخزينية مليار و300 مليون متر مكعب من المياه فمصر لم تطلع علي الرسومات ويمكن لإثيوبيا أن تغير موقفها من هذا السد ويكون ذا سعة تخزينية أكبر. أكد دكتور مغاوري شحاتة الخبير في شئون المياه أن إثيوبيا غيرت موقفها بشكل مذهل وكل ما يحدث يدل علي أن اللجنة الفنية التي رأسها وزير الري وزارت السد تسير في الطريق الصحيح. قال إن اللجنة ليس من السهل خداعها لأن أعضاءها يملكون من الحنكة والخبرة ما يؤهلهم لكشف أي ألاعيب من الطرف الآخر فزيارة السد والاطلاع علي الرسومات والدراسات كان شيئا مستحيلا وأصبحنا الآن نعرف كل شيء عن السد وأن ما كانت تتداوله إثيوبيا لم يكن إلا حربا نفسية تمارس ضدنا. وصف المفاوض الإثيوبي بأنه زئبقي ومن الصعب أن تسجل عليه موقفا وعن السد الجديد الذي أعلنت إثيوبيا اعتزامها بناءه قال: هو سد صغير ولن يضيرنا في شيء لكن المقلق هو أن إثيوبيا تمارس معنا سياسة الأمر الواقع وهي تعتبر أن ما تفعله هو من أعمال السيادة علي أراضيها لكني أقول لهم إن الأنهار المشتركة لا سيادة لدولة علي النهر وإنما هناك شراكة وهو ما يضمنه القانون الدولي. قال دكتور سامح أرمانيوس أستاذ المنشآت المائية بهندسة عين شمس: كل ما صدر عن وزير الري المصري صحيح فمن المستحيل الزراعة حول سد النهضة لأنها منطقة منحدرات شديدة تصل لأكثر من 460 مترا. وهذه الزيارة تأخرت عامين ولكننا عرفنا الحقيقة وأطمئن المصريين من تصريحات وزير الري. وعن تضرر مصر من بناء سد بهذا الحجم في حالة حدوث فيضان منخفض أو متوسط أكد أن السد العالي وبحيرة ناصر بهما أكثر من 160 مليار متر مكعب من المياه وهو رصيد ليس بقليل. طالب أرمانيوس المسئولين المصريين باتخاذ قرار سريع بالتفاوض مع الإثيوبيين في عمل شبكة الربط الكهربائي معهم لأن إنتاجهم من الكهرباء سيكون كبيرا والكهرباء عندهم ستكون أرخص لنا.