المنافسة الحامية الحالية بين القنوات الفضائية تجعل مسئوليها يبحثون عما يميزهم لدي المشاهد وبالتالي يجلب لهم اعلانات بالملايين. وليس هناك من انفراد تفوز به أي قناة أفضل من اذاعة الخواطر الايمانية لفضيلة المرحوم الشيخ محمد متولي الشعراوي.. تلك الخواطر التي تربينا عليها والتي تعتبر من أفضل البرامج التليفزيونية التي كانت تحقق أعلي نسبة مشاهدة بين المسلمين والمسيحيين علي السواء. وكانت أهم فقرات التليفزيون المصري عقب صلاة الجمعة. وبمناسبة ذكري رحيل الشيخ الشعراوي وفي ظل فوضي الفتاوي الصادرة من شيوخ الفضائيات والبلبلة التي أحدثتها هذه الفتاوي ومنها ما أدي إلي نشوب فتنة امبابة الأخيرة. يصبح من الضروري علي التليفزيون المصري الرسمي صاحب الملكية الفكرية لاذاعة هذه الخواطر ان يبادر باعادة اذاعتها والغاء القرار الصادر من النظام السابق بوقف اذاعتها بدعوي انها كانت تزعج اسرائيل لكثرة حديث الشيخ الراحل عن الآيات التي تفضح اليهود وتؤكد أنهم لا عهد لهم ولا أمان معهم. الآن الوضع اختلف. وأصبح الشعب بكل طوائفه يرفض اسرائيل ويؤيد كل ما يخالفها في الرؤي. واذا أضفنا لذلك الحب الجارف الذي كان يتمتع به الشيخ الشعراوي رحمه الله بين المصريين والعرب أجمعين لأمكننا القول بدون مبالغة "ان الشعب يريد اذاعة خواطر الشيخ الشعراوي".. هذا اذا اراد التليفزيون ومسئولوه تقديم بادرة حسن النية لاستعادة المشاهد المصري الذي هجره إلي القنوات الفضائية الأخري ذات التوجهات والميول الشخصية لأصحابها. ليس هناك أفضل من الآن للبدء في اذاعة هذه الخواطر التي قد تقينا الفتن القادمة لما تتضمنه من ملامسة لمشاعر وسلوكيات وأخلاقيات المصريين. ويجد فيها كل منا نفسه. وكما قال الرسول الكريم في حديثه الشريف ما معناه: "يبعث الله إلي الأمة علي رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها".. واذا كانت بداية ظهور فضيلة الشيخ الشعراوي للناس في أحاديث وبرامج في أوائل السبعينيات في برنامج "نور علي نور" مع الاذاعي الشهير أحمد فراج وتوافق ذلك مع بداية القرن الهجري الرابع عشر فانه يصبح أمامنا حوالي ستين عاما للاستفادة من علم وخواطر الشيخ الشعراوي اذا كنا جادين في اخراج أجيال تحرص علي الفضيلة.. وتحافظ علي التقاليد والقيم المصرية الأصيلة في مواجهة الغزو الثقافي وهجمة الانترنت بمفاسده التي فاقت منافعه.