عاشت أسرة شهيد القوات المسلحة محمد أحمد حسن من قرية العرين مركز فاقوس بالشرقية والذي عثر علي رفاته أثناء عملية حفر قناة السويس الجديدة حالة من الفرح المختلط بالحزن بعد ان تجددت أحزانهم واجمعوا علي تحقيق رغبتهم بدفن رفاته بمقبرته التي اعدت له خصيصاً منذ ذهابه الي حرب اليمن واشتراكه في حرب 1973 وحتي يكون بحوار قبر زوجته التي كانت تتمني ان يدفن بجوارها. تجمع الأهالي في منزل أسرة الشهيد التي عاشت حالة فرح بتوزيع المشروبات "الشربات والبسبسي" علي المهنئين. "المساء" التقت بأسرة الشهيد لمشاركتهم أفراحهم. قال رضا محمد أحمد حسن "مشرف نشاط الابن الأكبر للشهيد: توفي والدي وعمري عام ونصف العام ولم يغب عن عيني أبداً وكنت أتمني ان يكون موجوداً بيننا خاصة وانني وشقيق صلاح من ذوي الاعاقة وبكيت في حفل زفافي إذ تمنيت ان يكون معي كما انني أقوم بصفة مستمرة له ولوالدتي في كل جنازة تشيع في مقابر القرية لافتاً الي انه استقبل الخبر بالصدمة الممزوجة بالفرح بالعثور علي رفات والده بعد 41 عاما من العذاب وإن دفن رفات والده بمقابر الأسرة بالقرية أهم مطالبنا ليوضع في مقبرته التي أعدت له منذ اشتراكه في الحرب وليكن بجوار قبر والدتي التي ماتت بالحسرة عليه بعد ان اصابها المرض لمدة 15 عاماً وأنها أوصتني في حالة العثور علي جثمان والدي ان يدفن بجوارها. أضاف ابن الشهيد: صدقوني كنت أشعر بان الرفات التي عثر عليها لوالدي وليست لشهيد المنصورة وأسرعت بتأدية ركعتين شكر لله سبحانه وتعالي وبجد وش قناة السويس الجديدة علينا حلو الآن وقد ارتاحت قلوبنا مشيراً الي أنه يرغب في أداء فريضة الحج بالأراضي المقدسة علي نفقة الدولة وأن يهبها لروح والده الذي كان يتمني ذلك. أما صلاح محمد أحمد حسن "الابن الثاني للشهيد" فقال والدي كان رجلاً وطنياً يحب البلد واذكر ا نه وهو مسافر للمشاركة في حرب 1973 قام بتقبيلنا جميعاً وترك ساعته لي تذكاراً ومن يومها وأنا أرتديها وكلما نظرت اليها أتذكره وابكي ثم أقرأ الفاتحة له. أضاف عشنا طيلة هذه السنين علي أمل ان يكون أسيراً ويعود إلينا احتسبناه عند الله من الشهداء خاصة بعد ان أكد لنا زملاؤه عدم العثور عليه ونحن الآن في حالة فرح وانبساط والعثور علي رفات والدي أثناء عمليات حفر القناة يؤكد ان الشهداء مخلدون عند الله كما يكفي ان التاريخ سيذكر والدي البطل الذي ضحي بحياته فداء للوطن. قالت صباح شقيقة الشهيد: محمد كان غالياً علينا وكان عندنا أمل ان يرجع البطل تاني لينا وزوجته أحلام أحمد حسين أصيبت بحالة حزن ولم تقدر علي بعاده بعدما فقدت الأمل في عودته وقد لحقت به رغم انها كانت تتمني رؤية زوجها والاطمئنان عليه قبل وفاتها. يقول عبد السلام أحمد حسين شقيق زوجة الشهيد: شقيقتي ظلت تنزف دماً علي رحيل زوجها والغريب أنها رفضت الزواج من بعده لتربية نجليه وكانت تردد "يكفي أن أكون أرملة شهيد" أضافت ان الشهيد دائما كان يردد مقولة الرئيس الراحل "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة" كما اذكر انه عند وداعه للأسرة قبل يد والده وهو يبكي وأوصاه خيراً بزوجته ونجليه وكأنه يعلم انه لن يعود مرة أخري. من جانبه قرر د. سعيد عبد العزيز محافظ الشرقية اطلاق اسم الشهيد علي أحد مدارس القرية تخليداً لذكراه واستجابة لمطلب أسرة الشهيد مشيراً إلي أن باب مكتبه مفتوح في أي وقت أمام الأسرة لحل كافة مشاكلهم.