تساؤلات عديدة وردت لطريق الشفا من مرضي الفيروس الكبدي حول جدوي العلاج بالفم عن طريق الكبسولة الأمريكية "سوفالدي". وفاعليتها في القضاء علي الفيروس ومدي الضرورة لاستخدام حقن الإنترفيرون للعلاج مع هذه الكبسولات وما هي الأضرار الجانبية أو مضاعفات تلك الكبسولات من عدمه خاصة مع ارتفاع ثمنها. عرضنا تلك التساؤلات علي الدكتور مختار عبدالعاطي أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بطب عين شمس فأوضح في البداية أن الفيروس الكبدي C ستة أنواع من 1 إلي 6 ويطلق علي كل منهم 1 Genotype و.. وهكذا إلي 6 Genotype والأنواع من 1 و2 و3 هي المنتشرة في أمريكا أما النوعين 5 و6 فمنتشرين في آسيا بينما الشرق الأوسط وبالطبع مصر فينتشر فيها 4 Genoype فقط. وقد جربت أمريكا الكبسولات الفمية الحديثة والمعروفة سوفالدي علي الأنواع الثلاثة من 1 إلي 3 الموجودة بها فتبين أنها نجحت بفاعلية في علاج المرضي من النوعين 2 و3 بنسب بلغت 90% بينما عالجت مرضي النوع 1 بنسب بلغت 75%.. والجدير بالذكر أن هذه الكبسولات الهدف من استخدامها هي أن تكون علاجاً خالياً تماماً من الإنترفيرون المعروف بمضاعفاته الخطيرة علي المرضي والمكلفة لهم ولخزانة الدولة. وقد عولج مرضي الفيروس C بأمريكا عن طريق تلك الكبسولات الفمية مع كبسولات الريبافيرن مع نوع آخر من الكبسولات خالي تماماً من الإنترفيرون. فكانت النتائج مذهلة علي النوع الذي أوضحناه سلفاً. غير أن الشركة المنتجة للإنترفيرون وهي شركة أمريكية أيضاً وجدت الحكومة الأمريكية أنها ستخسر كثيراً في حالة الاستغتاء عن إنتاجها من الإنترفيرون فقررت تجريب إعطاء الكبسولات الفمية مع حقن الإنترفيرون لمرضي الفيروس الكبدي من النوع 1 فتبين ارتفاع نسبة الشفاء بين هؤلاء المرضي من 75% إلي ما يقرب من 96% وبناء عليه نصحت أمريكا الدول التي ستستورد كبسولات السوفالدي منها باستخدامه في العلاج إلي جانب الإنترفيرون خاصة في الشرق الأوسط ومصر بصفة خاصة حيث ينتشر النوع 4 وهو الشبيه للنوع .1 ينصح دكتور مختار عبدالعاطي بعلاج المصريين من الفيروس الكبدي C بالكبسولات الفمية فقط حيث نسبة نجاحه ستكون 75% دون مضاعفات جانبية باستثناء الشعور بالإجهاد وبعض الحكة أثناء تناول كورس العلاج به. ويؤكد أن هذا أفضل من العلاج بتلك الكبسولات الفمية "السوفالدي" مع حقن الإنترفيرون التي سترفع نسبة الشفاء لأكثر من 90% لكن مضاعفاتها الجانبية أخطر بكثير علي المريض مادياً وجسدياً. يوضح أن الإنترفيرون هو بالأساس دواء لعلاج الأمراض حيث يستخدم في علاج مرضي اللوكيميا "سرطان الدم" ومرضي أورام الكلي. وحينما تم اكتشاف الفيروس الكبدي C عام 1989 تبين أن الإنترفيرون كعلاج منفرد "monotherapy" يعالج 20% من مرضي الفيروس C وبإضافة الريبافيرين مع الإنترفيرون ارتفعت نسبة الشفاء إلي 35% ومع تطويره إلي إنترفيرون طويل المفعول إلي جانب الريبافيرون أيضاً ارتفعت النسبة إلي 40% إلا أنه تبين أن 10% من بين ال 40% الذين تم شفاهم يحدث لهم انتكاسة ويعاود الفيروس في الظهور بجسدهم مرة أخري ولكن بصورة أكثر نشاطاً وذلك لأسباب غير معروفة حتي الآن. يضيف أنه برغم نسبة الشفاء بالإنترفيرون التي تتراوح بين 35% إلي 40% إلا أن المضاعفات الجانبية له تمثل خطورة شديدة علي المريض حيث يسبب له أنيميا الإنترفيرون الحقنة الواحدة للعلاج منها ب 120 جنيهاً كما يسبب تكسير كرات الدم البيضاء والحقنة الواحدة المعالجة له ب 600 جنيه كما يسبب تكسير الصفائح الدموية للمريض والحقنة الواحدة للعلاج بها ب 3 آلاف جنيه وناهيك عن أن المريض يحتاج لعدد متكرر من الحقن الثلاث للعلاج من تلك المضاعفات إلا أن أخطر المضاعفات الأخري له هو أنه يؤدي بالمريض لميول انتحارية خاصة لدي السيدات بينما يسبب ارتخاء للمرضي من الرجال وضعف جنسي مما يهدد السلم الاجتماعي للأسرة المصرية. وعن تكلفة العلاج بكبسولات "سوفالدي" أوضح أن المريض يحتاج للعلاج بها إلي 3 عبوات لضمان النسبة المرجوة من الشفاء بتكلفة إجمالية 150 ألف دولار أمريكي وأضاف أن وزارة الصحة تعاقدت مع الشركة الأمريكية المنتجة لتلك الكبسولات وليست مع شركة أخري منتجة لبديل له كالهند مثلاً كما يشيع البعض.