يعد الأديب وكاتب السيناريو والمخرج والموسيقي والتشكيلي أحمد فؤاد درويش مثلاً لتعدد الاهتمامات الفنية. وتعد المواهب. فقد صدر له الكثير من المؤلفات في تلك المجالات. وشارك في مجالات فنية مختلفة بالتدريس وتقديم المواهب. وحصد الكثير من الجوائز التي شملت المجالات التي أبدع فيها. يقول: إذا كنتب قد ولدت معاقاً في عظام مفصلي القدم. فجاءت مشيتي عرجاء. إلا أنني واثق الخطوة. وإذا كنت قد سبحت ضد النظام علي مدي أربعين عاماً. كمثقف مستقل. وبعزم لا يلين. فإني أقول لشرفاء مصر: إن يقولوا لي: أحسنت أيها المقاتل الشرس. أنت في استراحة محارب. نحن نقدرك. يعبر أحمد فؤاد درويش عن اعتزازه بالبيئة الثقافية قلنا: الملاحظ أن معظم الأفلام التي أعددت لها السيناريو. أو أخرجتها مأخوذة من نصوص أدبية.. قال: هذا صحيح.. ولعلي أذكر قصة العسكري الأسود ليوسف إدريس. ودربال خالي البال للتونسي محمد صالح الجابري. وباب العرش للتونسي البشير بن سلامة. والبردية الفرعونية للحكيم آني. وغيرها. لكن الأفلام التي قدمتها لا تقتصر- في الحقيقية- علي الأعمال الروائية. أو الدرامية. ثمة أفلام وثائقية جمالية مأخوذة من الفرعونيات. وأفلام وثائقية جمالية عن أعمال فنية تشكيلية مصرية وعربية وعالمية. وأفلام وثائقية عن فن العمارة في مصر. وعن السياحة كذلك. قلنا: عادت الدراما إلي تقديم نصوص أدبية.. هل تري في ذلك إعادة اعتبار للنص الأدبي. والإفادة منه في الأعمال الدرامية؟ قال: النص الأدبي موجود دائماً. لكن الأمر يعتمد علي وعي كاتب السيناريو. سواء كان يؤلف قصة سينمائية أو تليفزيونية من أولها إلي آخر. أو يتجه لنص أدبي يراه مناسباً لسيناريو سينمائي. وعي كاتب السيناريو هو الذي يحدد التعامل مع النص. وهنا أحب أن أقول إن المنتجين مظلومون. ثمة توجه عام عند المنتج يأخذه من الممول الذي يحدد ماذا يطرح. وماذا لا يطرح. والقصة تخضع لوعي كاتب السيناريو. سواء في ما يكتبه مباشرة. أو أنها إبداع أديب يقدمه بأمانة. أو يقتبس منه. قلنا: هل اختلف الآن عما كان من قبل؟ قال: للأسف. الوعي الآن منهار. لأنه لا توجد صناعة سينما حقيقية منذ عقود. فقد أعلن رفع يد الدولة عن دعمها للسينما تخوفاً من الاتجاهات اليسارية. ولم تعد إلا محاولات فردية لا تمثل تياراً. وإنما تشبه الومضات. أقطار الخليج العربي تنتج أعمالاً توظف التاريخ العربي أو الإسلامي. لكنها لا تعني بالواقع المعاصر. قلنا: ما رأيك في أن معظم كتاب السيناريو بدأوا كتاباً للقصة والرواية؟ قال: البحث عن الفلوس! زائد أن الروائي أو القاص الذي يعرف فنية السيناريو سيكتب للسينما بصورة جديدة. المخرج الكبير صلاح أبوسيف تعرف إلي نجيب محفوظ في 1947. وعمله كتابة السيناريو. وصار محفوظ من أهم كتاب السيناريو في تاريخ السينما العربية. عملية كتابة السيناريو تعتمد في الأساس علي تحويل السرد إلي صورة. قلنا: أخيراً.. ما تقييمك للمشهد الثقافي؟ قال: لقد ورث سياسة فاروق حسني التي كانت مجرد سد خانة. واحتفالات مظهرية. حتي الثقافة الجماهيرية التي أسسها سعد كامل بدعم من ثروت عكاشة. خجلوا من اسمها. واتجهوا إلي القصور بدلاً من الجماهير التي تبحث عن الثقافة والمعرفة.