اشتعلت الأوضاع في ليبيا طوال الليلة الماضية حيث أعلنت مصادر ليبية أن عناصر تنظيم القاعدة وجماعة الإخوان اقتحمت معسكر الصاعقة الرئيسي في "بوعطني" بمدينة بنغازي خلال هجوم مفاجئ وتجمعوا داخله رافعين الأعلام السوداء وأعلنوا استيلاءهم علي المدينة تماما وقد أكد مسئول بالجيش ذلك. أضافت المصادر أن العناصر المسلحة من تنظيم القاعدة وأنصار الشريعة والإخوان اقتحمت أيضا أغلب الأماكن الهامة بمدينة طرابلس العاصمة مما اضطر غالبية المواطنين لترك منازلهم خوفا من قيام تلك الجماعات بعمليات قتل وذبح وحتي لا يتكرر سيناريو ما يحدث في العراق علي يد "داعش". أعلنت حالة الطوارئ القصوي بمنفذ السلوم البري علي الحدود المصرية الغربية وإداراته المختلفة تحسبا لنزوح الآلاف من المصريين والليبيين بعد تردي الأوضاع الأمنية واستمرار المعارك في المنطقة الشرقية وسقوط بنغازي في يد القاعدة والإخوان وأنصار الشريعة. شهدت الحدود المصرية -الليبية من السلوم حتي واحة سيوة المتاخمة لواحة "جغبوب" الليبية نزوحا وتسللا لمئات المصريين ممن لا يحملون أوراقا تمكنهم من الدخول إلي مصر بطرق شرعية. أكد اللواء العناني حمودة مدير أمن مطروح ان قوات الأمن تمكنت من ضبط 170 مصريا أثناء تسللهم لدخولهم الأراضي المصرية عن طريق الدروب الصحراوية قادمين من جحيم ليبيا. أضاف انها ليست المرة الأولي التي يتم خلالها ضبط متسللين إلي مصر مشيرا إلي ضبط المئات من المصريين والأفارقة القادمين من ليبيا عبر الدروب الصحراوية علي دفعات ومراحل مختلفة خلال الأيام القليلة الماضية. ناشدت الحكومة الليبية جميع الفصائل المتناحرة في ليبيا عامة وبنغازي خاصة ضرورة وقف التقاتل وحقن الدماء ومراعاة الصالح العام للوطن الذي ينهار. أكدت الحكومة في بيان حصلت "المساء" علي نسخة منه ان استمرار الأوضاع في ليبيا علي ما هو عليه ينذر بكوارث إنسانية خاصة ان الدعم الطبي بدأ في النفاد بالعديد من المناطق. صرح السفير بدر عبدالعاطي المتحدث باسم وزارة الخارجية بأن الوزارة تتابع بشكل مستمر ومتواصل أوضاع المصريين داخل ليبيا لتوفير أقصي درجات الحماية والتأمين لهم وتسهيل إجراءات الراغبين في العودة إلي أرض الوطن وذلك بالتنسيق وبالتعاون مع السلطات الليبية والتونسية المعنية. أضاف المتحدث في بيان له إن الوزارة تتابع أعداد المصريين علي الحدود الليبية -التونسية وتقوم برصد كثافة هذه الأعداد وان الوزارة قررت مضاعفة عدد أفراد الطاقم القنصلي الذي سبق الدفع به إلي الحدود بين ليبيا وتونس لتسهيل إجراءات الراغبين في العودة إلي مصر عبر الأراضي التونسية في ظل تصاعد حدة الاشتباكات الجارية في العاصمة طرابلس بين الميليشيات الليبية المختلفة.