التاكسي الأبيض الذي بدأ ناجحا منذ خمس سنوات تحول إلي مشكلة في شوارع العاصمة حتي فقد بريقه تماما.. فالعدادات إما معطلة عن عمد أو تم التلاعب فيها!!.. والسائقون يرفضون المشاوير التي لا تتفق مع مزاجهم.. والتكييف تحول إلي ديكور رغم حرارة الجو.. والنتيجة أنه أصبح مثل التاكسي الأسود تماما في عيوبه إضافة للأجرة المغالي فيها!! الركاب تحدثوا عن معاناتهم ورد عليهم السائقون.. أصحاب التاكسي الأبيض برر معاناتهم ايضا مع الأقساط المتأخرة والديون المتراكمة وأسعار قطع الغيار والصيانة ومعاملة الزبائن.. إضافة للمشاجرات بين الطرفين بعد ارتفاع اسعار البنزين والغاز الطبيعي مما أدي إلي رفع قيمة بداية العداد إلي ثلاثة جنيهات. يقول حسام غالي طبيب أطفال: التاكسي الأبيض فقد بريقه.. فقد بدأ بداية مبشرة ثم تراجع تدريجيا.. فأين فاتورة العداد التي كان الراكب يحصل عليها؟ ولماذا لا تعود خاصة انها أحيانا تكون من المستندات المطلوبة لمن يعمل في وزارات أو شركات ويتم تكليفه بمهام والانتقال بالتاكسي.. كما أن التلاعب بالعداد أصبح ظاهرة فبعض السائقين يقوم بالضغط علي زر بالعداد لمضاعفة قيمة الأجرة مما يتسبب في مشاجرات وخلافات يومية بين السائق والزبائن. تضيف ناهد منير مدرسة: ان مسافة ركوبي التاكسي يوميا واحدة من مدينة نصر حتي ميدان رمسيس لكن بعض السائقين يغالون كثيرا في الأجرة ولا يقومون بتشغيل العداد. تقول مني محمد موظفة: يرفض سائق التاكسي تشغيل التكييف رغم إرتفاع درجات الحرارة بحجة تعطله والبعض الآخر منهم يتلاعب ويسير في طرق غير مباشرة تزيد من المسافة وبالتالي تتضاعف الأجرة وهناك بعض السائقين يقومون برفع سعر الكيلو متر وذلك بالتلاعب في العداد وهي حيل لا يستطيع الراكب اكتشافها. يقول محمد عبدالمقصود موظف: معظم السائقين يتلاعبون في العداد حتي يحققوا مكاسب طائلة بعضهم يزعم أن العداد معطل ويطلب أجرة تفوق كثيراً المشوار وعادة ما تكون قيمة العداد فلكية رغم أن المشوار اعتاد الراكب عليه ويعرف تكلفته بالإضافة إلي الانتظار في الاشارات والشوارع المزدحمة يتسبب في مشاجرات كثيرة وفي زيادة قيمة الركوب. .. مشاكل.. مشاكل * يقول محمد ماهر حنفي سائق: رغم نجاح التاكسي الأبيض في بداية ظهوره إلا أن مشاكله فاقت كل مميزاته وازدادت حدتها بعد قرار الحكومة برفع أسعار البنزين والغاز حيث ارتفع المتر المكعب للغاز الطبيعي الذي يعمل معظم سيارات التاكسي الأبيض من 45 قرشاً إلي 110 قروش بخلاف ارتفاع أسعار قطع غيار السيارات فأصبحنا لا نستطيع تدبير مصاريف السيارة وارتفع أيضا سعر "جركن" الزيت الذي يحتوي علي 4 لترات إلي 130 جنيها بدلاً من 100 جنيه.. والنتيجة أن اليوم الذي كانت حصيلته حوالي 450 جنيها انخفض إلي نصف قيمته تقريباً!! ويؤكد سعيد محمد سائق: أن أغلب قطع غيار السيارات بالسوق مضروبة ومرتفعة الثمن وللأسف نقوم بشرائها مضطرين مما يتسبب في خسائر فادحة.. نتيجة تكرار تغيرها مثل السيور وتيل الفرامل والمساعدين.. كما أن مراكز الصيانة محدودة جداً. يضيف أن معظم السائقين لا يعلمون شيئا عن كروت البنزين الذكية حتي الآن وفي آخر تصريحات رسمية قيل انها سوف تعمل في سبتمبر القادم مؤكداً أن ارتفاع سعر لتر بنزين 92 من 185 قرشاً إلي 260 قرشا يمثل عبئا حقيقيا فتفويل السيارة وصل إلي 80 جنيها بعد أن كان 58 جنيها فقط بالاضافة لمشاكل الزحام التي تتسبب في مشاكل مع الزبائن الذين يشترطون السير في شوارع محددة مما يمثل إرهاقا ويزيد قيمة الأجرة وفي النهاية نفاجأ باتهامات بالتلاعب في العداد حيث إن التعريفة محددة ومعروفة ولا يمكن التلاعب بها كي يعتقد البعض.. كما أن زيادة بدء التشغيل إلي ثلاثة جنيهات بدلاً من 250 قرشا أحدث الكثير من المشاجرات رغم أنه قرار من الحكومة. فوائد متراكمة يقول فوزي محمد عبدالله سائق: أعمل ليل نهار من أجل دفع أقساط السيارة في موعدها فالقسط الشهري قيمته 920 جنيها.. لكن نظراً للظروف الاقتصادية فقد عجزت عن سداد ثمانية أقساط.. كما أقوم بتسديد الضرائب والتأمينات بخلاف التجديد والإحلال للسيارة.. وبالتالي أدبر مصروفات اسرتي بالكاد.. لذلك نتمني أن يقوم البنك باسقاط الفوائد المتراكمة علي الاقساط المتأخرة تقديرا لظروفنا المادية الصعبة والظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد أو أن تقوم الحكومة بسداد ديوننا المتأخرة.. مع ملاحظة أن معظم الركاب مازالوا يخشون ركوب التاكسي الأبيض رغم تواجده بالشارع منذ 5 سنوات بحجة أن قيمة العداد مرتفعة!! يشير أحمد عبدالعال سائق: إلي أن معظم الزبائن يتفقون علي الأجرة قبل الركوب خوفاً من وصول العداد إلي مبالغ لا يستطيعون دفعها في نهاية رحلتهم ويطلبون وقف العداد خاصة إذا كان المشوار بعيداً. يقول محمد محمود عطية سائق: أنا حاصل علي بكالوريوس تجارة ولم أجد فرصة عمل تناسبني فقررت شراء تاكسي أبيض بالقسط وبالفعل أحصل علي رزق وفير وأسدد الأقساط ولكن غلاء المعيشة وإحجام المواطنين علي ركوب التاكسي هو الذي أدي إلي تراكم الديون بالإضافة لمزاحمة بعض أصحاب السيارات الملاكي لنا في الطرق. يقول محمد عبدالنبي سائق: نعاني من تراكم أقساط التاكسي وعدم القدرة علي السداد ووصلتنا إنذارات ضبط وإحضار وسحب الرخصة.. بالاضافة إلي مصاريف السيارة وقطع الغيار المرتفعة والاستهلاك العالي للبنزين بسبب الانتظار في الإشارات والزحام لذلك نطالب الحكومة بحلول جذرية لمشاكلنا مثل اسقاط الديون المتأخرة.