انتهي الموسم الكروي قبل أيام بتتويج الزمالك بطلاً لكأس مصر ومن قبله الأهلي بطلاً للدوري وكان سموحة هو النادي الوصيف في البطولتين بل إنه كان الأقرب للفوز بدرع الدوري في مباراته الختامية مع الأهلي لولا فارق الهدف الذي منح الأهلي اللقب وكان أيضاً منافساً قوياً في كأس مصر وأطاح بالأهلي خارج المسابقة وفي المباراة النهائية تعرض لظلم تحكيمي أثر علي أداء اللاعبين مما تسبب في اهتزاز الفريق وخسارته بهدف في الدقائق الخمس الأخيرة. ورغم هذا الاحباط المزدوج للاعبي سموحة والجهاز الفني بقيادة حمادة صدقي والإدارة برئاسة المهندس فرج عامر إلا ان سموحة قد حقق انجازاً فريداً في تاريخ الكرة المصرية وهو ان يكون وصيفاً لبطلي الدوري والكأس رغم عمره القصير في الدوري الممتاز هذا الانجاز لم يأت بالصدفة أو من فراغ ولكن نتيجة إدارة ناجحة وقوية ولها رؤية عميقة وما نجاح فريق سموحة لكرة القدم ووصوله لمصاف الأبطال رغم أنه لم يتوج إلا استمراراً لحالة النجاحات المستمرة في نادي سموحة في مختلف النواحي الرياضية والاجتماعية والتسويقية وسيبقي نادي سموحة بقيادة فرج عامر عنواناً للتميز في الإدارة المتميزة للأندية الرياضية. وخلال زيارة أخيرة لهذا النادي السكندري الكبير وجدت لدي الأعضاء قلقاً بالغاً علي مستقبل النادي إذا ما تم تطبيق بند ال 8 سنوات في الانتخابات القادمة للنادي وخروج أغلب أعضاء المجلس الحالي وعلي رأسهم فرج عامر الذي يمثل للأعضاء عنوان النجاح في هذا النادي. نجاح نادي سموحة المشهود له من الجميع كان سبباً في حدوث نهضة حقيقية في تاريخ الاتحاد السكندري زعيم الثغر وسيد البلد بعد ان أحس رجاله بالحرح وهم الأقدم والأكثر شعبية فرأينا في الموسم المنتهي فريقاً جديداً وقوياً وكان قريباً جداً من المنافسة في الدوري بعد سنوات من التخبط. وانتقلت عدوي النجاح من سموحة أيضاً إلي النادي الأولمبي السكندري العريق فقام كذلك من غفوته التي طالت لسنوات وها هو يعود مجدداً إلي الدوري الممتاز والأضواء وهكذا أصبح سموحة قائداً للنهضة الرياضية في الإسكندرية ومن الظلم ان تتعرض هذه النهضة إلي انتكاسة تعيد الرياضة الاسكندرانية للوراء مرة أخري.. فريق الكرة بسموحة تعرض بالفعل إلي انتكاسة شديدة خلال الموسم الماضي عندما خسر أمام الانتاج الحربي بثلاثية وانقلبت الاسكندرية علي الفريق وعلي المدير الفني حمادة صدقي وطالبت برحيله إلا ان فرج عامر بما لديه من رؤية عميقة وثبات في الأزمات استدعي صدقي وأكد له ثقته بل قال له بالحرف الواحد: سوف نفوز بالدوري!. ولو كان من القيادات الخفيفة المرتعشة لأطاح بالجهاز الفني واستبدله بغيره إرضاء للجماهير والإعلام وهكذا تكون القيادات الرياضية. وسبق وأؤكد قولي إن بند ال 8 سنوات إذا كان يصلح للعمل به في الاتحادات الرياضية فهو لا يصلح علي الاطلاق في الأندية لأنها تمتلك جمعيات عمومية عملاقة تتجاوز أحياناً ال 200 ألف عضو وكل جمعية لها إرادة ورؤية أعضائها الذين يستطيعون فرز الطيب من الغث والناجح من الفاشل من خلال العمل علي الأرض أما اللوائح فهي لا تسمع ولا تري وهي مجرد بنود حاكمة ولابد ان تكون متوائمة مع واقع الأمر لا ان تكون سبباً في قطع مسيرة نجاح في ناد كبير أما مسألة توالي الأجيال فيمكن تحقيقها بدون هذا البند القاطع المدمر. وإذا كانت اللجنة الأولمبية تسعي بقوة وتضغط أيضاً لإلغاء بند ال 8 سنوات قبل إقرار القانون الأولمبي فالأولي من وزير الشباب والرياضة خالد عبدالعزيز ان يعلن عن تجميد العمل بهذا البند فوراً في الأندية تحديداً وهو عضو مجلس إدارة سابق مع المهندس حسين صبور في نادي الصيد ويعرف حجم النجاحات التي حققها هذا الرجل في نادي الصيد إلا ان البند المذكور أقصاه عن استكمال مهامه في النادي المتعدد المقرات.. وسيكون الأمر أكثر اختلافاً في نادي سموحة إذا ما تم إقصاء المجلس الحالي عن الانتخابات المقبلة لأن قوي الظلام تنتظر الفرصة بدعم كبير من جماعة الإخوان المحظورة التي لا يستطيع أحد ان ينكر وجودها في الاسكندرية وان عادت لأسلوبها القديم بالتحرك تحت الأرض.