أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي مجدداً توعده بالقصاص من مرتكبي حادث الفرافرة الذي راح ضحيته 22 من جنود حرس الحدود.. وقال إن الجناة لن يفلتوا هم ومن يساعدهم. وجه "السيسي" رسالة طمأنة للشعب المصري.. قائلاً: نحن مستعدون للموت دون وطننا مصر ودون ديننا. قال في كلمته خلال الاحتفال بليلة القدر أمس إن الإساءة للدين الإسلامي مرفوضة وغير مسموح بها. وأن الله سيحاسبه إذا سمح بذلك. وهنأ الرئيس عبدالفتاح السيسي الشعب المصري والأمة العربية والإسلامية بمناسبة ليلة القدر.. كما هنأ الفائزين في مسابقات حفظ القرآن الكريم علي فوزهم. وطالب "السيسي" خلال الاحتفال بمناسبة ليلة القدر وتكريم الفائزين من حفظة القرآن الكريم بأن تأخذ هذه المسابقات في الأعوام القادمة منحي أكثر عمقاً نحو الفهم الصحيح للقرآن وللدين الإسلامي. قال: أتحدث إليكم اليوم في ذكري ليلة القدر كإنسان مسلم مهموم بدينه والإساءة إلي دينه.. جميل أن نحتفل بحفظة كتاب الله. لكن المهم أن نحتفل بفهم حقيقي وأبحاث حقيقية لكتاب الله. أشار إلي أنه ليس من المهم فقط حفظ كتاب الله. لكن الأهم فهمه فهماً حقيقياً قدر الإمكان وبما يتناسب مع متطلبات العصر الحالي والجاهزية لهذا التحدي. وأن ينعكس ذلك علي ممارساتنا. نوه بأن هناك حاجة إلي إضافة هذه المفاهيم في مثل هذه المسابقات. وإضافة بنود الفهم والأبحاث والدراسات وإلقاء الضوء عليها. موضحاً مقصوده بالممارسة أن تكون هناك مسابقات تكرس لتطبيق قول النبي: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". شدد علي ضرورة أن ينعكس هذا الفهم علي كل مناحي الحياة. وأن يتمخض عن ذلك وجود أفضل مجموعة من المدرسين الذين يتميزون بمكارم الأخلاق. وأفضل مسلسل يعالج القضايا الأخلاقية. أو أفضل مذيع في الراديو والتليفزيون يتسم بسلوكيات مكارم الأخلاق. وأي مهنة أخري يكون فيها من يلتزمون ويشتهرون ويتميزون بمكارم الأخلاق. قال الرئيس السيسي: أنا متصور أننا بحاجة لأن نضيف لمسابقة حفظ القرآن المعاني الطيبة التي طالبنا بها ديننا.. داعياً وزير الأوقاف وشيخ الأزهر إلي إضافة تلك البنود في المسابقات القادمة. أضاف: كثير منا يحفظون القرآن.. لكن هناك أناساً يقتلوننا حافظين له. وأنا متصور انني سأحاسب علي غيرتي علي الله وعلي دينه إذا سمحت بالإساءة لهذا الدين. دعا إلي تعميم المفاهيم القرآنية مثل الصدق والإتقان والسماحة علي المجتمع.. مثمناً ما وصفه ب"الدور العظيم" للأزهر الشريف كمؤسسة دينية. مؤكداً دعمه الكامل له. تطرق "السيسي" إلي قضية الخطاب الديني.. فأشار إلي أن هذا الخطاب يتطور بالتطور الإنساني. موضحاً أنه لا مساس أبداً بثوابت الدين. عقّب قائلاً: لكن الخطاب الديني في التعامل مع الناس لا يمكن أبداً ألا يكون قادراً علي التعامل مع التطور الإنساني الذي خلقه الله خالق كل الأديان.. لافتاً إلي أن الأديان والتطور الإنساني لا يتنافيان مع بعضهما البعض. أوضح الرئيس عبدالفتاح السيسي أن حديثه عن الخطاب الديني ليس معنياً ب"أهل الوسطية وأهل السماحة".. مضيفاً أنه يخص بذلك فصائل بعينها أساءت لنا ولديننا. استرجع "السيسي" ما تردد في الماضي عن أن هناك رسوماً تسيء للرسول وللإسلام. وما كان لذلك من انعكاس علي المسلمين الذين كانوا يتفاعلون مع ذلك بانفعال وتألم. لكنه أشار إلي أنه في خضم ذلك كان يتساءل: هل نحن أيضا نسيء للإسلام بممارساتنا وسلوكياتنا؟! قال إن ما قدمناه وما نقدمه للناس من ممارسات تعكس ديننا هي ما جعلت الآخرين يطمعون فينا ويهاجموننا بسلوكياتنا نحن. وفي ذات السياق دعا الرئيس الشعب المصري إلي بذل جهود حثيثة في جميع المؤسسات من أجل تقديم الصورة الحقيقية للإسلام وبما يرضي الله سبحانه وتعالي.. وناشد المواطنين كافة استغلال هذه اللحظات في هذه الليلة للتضرع إلي الله بالدعاء بالهداية والتوفيق والإصلاح والنصر.. وقال: عسي الحق سبحانه وتعالي أن ينظر إلينا بعين الرضا والرحمة في هذه الليلة. تطرق إلي ما تعانيه البلاد من مشكلات اقتصادية.. مشدداً علي عدم التخلي عن مجابهة الفقر في مصر. وأكد أن هناك تصميماً علي التغلب علي المشكلات الاقتصادية. موضحاً أنه لهذا السبب تم تأسيس صندوق "تحيا مصر". وأعرب عن أمله في أن يجمع هذا الصندوق ما لا يقل عن مائة مليار جنيه من أجل بناء مصر بشكل حقيقي وإعطاء أمل جاد للشباب ورفع راية مصر.. مناشداً المصريين في الداخل والخارج تلبية نداء الوطن كما ينبغي. من جانبه أكد د.أحمد الطيب شيخ الأزهر في كلمته أن هناك مستعمرين يسعون إلي تفتيت العالم العربي.. وأشار وزير الأوقاف د.مختار جمعة إلي أن بلداً فيه الأزهر لا يمكن أن تختطفه يد التشدد. كان الحفل قد بدأ بتلاوة آيات من الذكر الحكيم تلتها لأول مرة الطفلة "إسراء" البالغة من العمر "8 سنوات".