أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن ثورة يوليو قام بها الجيش وقادها الشرفاء العظماء لتلبية طموحات الشعب المصري. وأننا نسير في طريقنا لتحقيق أهداف ثورتنا. وجه الرئيس في الكلمة التي ألقاها بمناسبة الذكري ال 62 لثورة 23 يوليو التحية لرجال ثورة 23 يوليو خاصة الرؤساء الذين حكموا مصر في تلك الفترة محمد نجيب وجمال عبدالناصر وأنور السادات.. مؤكداً أن أهداف الثورة تأخذ سنوات وليس يوماً أو شهراً أو عاماً. مشيرا إلي الوقت الذي استغرقته الثورة الفرنسية لتحقيق أهدافها. وأن تفهم الشعب المصري لذلك وتحمله المشقة وعدم الالتفات لضغوط قلة قليلة والعمل الجاد ضروري لتحقيق أهداف الثورة. كما أن مسيرة الإصلاح تأخذ وقتاً كبيراً. أشار "السيسي" إلي أن ثورة يوليو واجهت الكثير من التحديات منها عدوان 1956 وحرب السويس بعد تأميم القناة كمورد وطني ومعركة السد العالي. مشيرا إلي أن الثورات تحرك أمة لتغيير واقع إلي واقع تنشده. وقال إن الأهداف تتحقق بإرادة الشعب والإصرار علي تحقيقها. تحدث الرئيس السيسي عن التحدي الراهن الذي يواجه مصر.. فقال إن التحدي ليس فقط اقتصادياً وإنما هو تحد وجودي وهناك مخطط لهدم الدولة. ولكن لا أحد يستطيع أن يهزم شعباً إذا كان إلي جانب جيشه وشرطته. قال "السيسي": انظروا حولكم في السياق الموجود فيه الوطن كله وليس فقط مصر وادركوا ما هو معناه وأين نحن منه.. لابد أن نفهم ونثق. فبالنسبة لواقعة الفرافرة رأيت الرأي العام كيف نظر إلي الموضوع ولا أريدكم أن تتلخبطوا أو تتهزوا ولابد أن تثقوا في أنفسكم وفي الجيش الذي هو جزء منكم وهم أبناؤنا. أضاف: كان أمامنا خياران إما يحصل فينا ما يحدث في الآخرين من حولنا أو يتقدم الجيش والشرطة ليتلقيا الضربة عن الشعب. أشار الرئيس إلي أن أهداف ثورة 25 يناير من عيش وحرية وعدالة اجتماعية هي استكمال لأهداف ثورة 23 يوليو. حيث إن النتائج التي تحققت لم تكن علي قدر طموحات الشعب. موضحاً أن الجيش المصري كان نصيراً للشعب وهما معاً يمثلان كتلة صلبة في الحفاظ علي الدولة المصرية ولن يستطيع أحد النيل من مصر طالما المصريون كتلة واحدة وهدف واحد مهما كانت المخاطر. شدد علي ضرورة توافر قناعات لدي من يحكم مصر بشأن أهداف الثورة.. موضحاً أن الحرية أن تشعر بالتفكير بحرية دون سيطرة وحرية الاعتقاد تعني عدم فرض ما هو بعيد عنهم. فالمصريون عندما تحركوا في 30 يونيو شعروا أن حريتهم منتقصة. كل إنسان من حقه أن يفكر ويعتقد وألا يفرض عليه رأي. قال "السيسي" في كلمته إن ثورة يوليو قام بها الجيش ضد الاستعمار وكانت لها أهداف تحقق بعضها والبعض الآخر لم يتحقق.. مشيرا إلي أن الثورة وضعت 6 أهداف. فإذا نظرنا إلي ما تحقق نجد أن الاحتلال البريطاني انتهي ومصر لعبت دوراً في تحرر كثير من الدول الأفريقية وتم القضاء علي الإقطاع وإنهاء سيطرة رأس المال علي الحكم وإقامة جيش وطني قوي. ونحن نري الجيش وأهمية دوره منذ وضع هذا الهدف. وفيما يخص العدالة الاجتماعية.. قال: أتصور أن هذا الوقت ومنذ مدة طويلة كان هناك الكثير من الأهداف التي تحققت. موضحاً أن هذه الحركة كانت تستهدف استكمال تطلعات الشعب. تابع قائلاً: إن المصريين تحركوا تاني في 25 يناير إلا أن النتائج لم تكن في المستوي الذي يرضي الناس فتحركوا في 30 يونيو وهذه المرة الجيش وقف مع الناس. والجيش كان ظهير الشعب ووقف مع الناس يشكل مع الشعب المصري كتلة واحدة. أوضح أن حادث الفرافرة الإرهابي كشف أن الجيش ابن وأخ كل مصري. وأن الجيش والشرطة يتقدمان لتلقي الضربات بدلاً من المصريين. والجيش ضمير مصر وابن الوطنية المصرية ويكون دائماً في مقدمة من يقدم التضحيات. وأن البديل الآخر أن نشهد ما نراه في دول أخري- في إشارة للأوضاع في ليبيا وسوريا والعراق. قال إن التوجه الاقتصادي حر رشيد بأن يكون المال أداة التقدم والازدهار وليس الضغط علي المصريين. مبيناً أن تحقيق العدالة الاجتماعية يجب أن يستهدف توظيف الشباب واستيعاب سوق العمل للخريجين. مؤكداً ضرورة أن يمتد ذلك في سوق العمل سواء داخل أو خارج مصر عبر تجهيز الشباب لإيجاد فرص عمل مناسبة لهم. أكد الرئيس السيسي علي دولة سيادة القانون.. موضحاً أن كثيراً من المصريين يشعرون بأن الإجراءات القانونية ليست مريحة. مطالباً بضرورة الحفاظ علي استقلال القضاء ليمارس دوره في سيادة القانون وتحقيق العدالة دون تدخل من أحد لتحقيق الكرامة الإنسانية للمصريين. وتناول "السيسي" رؤية مصر تجاه تحسين قدرتنا الاقتصادية.. وقال: كل التقدير والشكر والاحترام لرد فعل المصريين تجاه تقليل الدعم وخفض العجز في الموازنة. وهو إجراء قاس ولكن كان لابد منه ولابد من إجراءات صعبة تسعي الحكومة إلي ألا تمس المواطن الفقير.. أشكر المصريين وكل المحللين قالوا إن هذا الأمر خطر ولا يجب أن يتم ولكني راهنت علي المصريين العظماء. وهناك فقراء في مصر ولكن رد فعلهم كان محيراً.. كيف أنهم مستعدون للتحمل وأنا أراهم ونفسي رغبة وعملاً أن يكونوا أحسن كثيراً ونحن في الطريق لتحقيق ذلك. فقد كان لدي المصريين المسئولية والتحمل لقرارات أصعب. أعلن الرئيس السيسي أنه خلال الأيام الماضية والقادمة نعمل في أربعة مجالات سننطلق فيهم.. تحدثنا عن الزراعة التي تركز علي زراعة 4 ملايين فدان والطرق باعتبارها وسيلة للتنمية لإقامة أكثر من 3200 كيلو في عام واحد واجمالي الطرق الموجودة حالياً 24 ألف كم. ونأمل الانتهاء من المرحلة الأولي في خلال سنة لإضافة 10% للطرق الموجودة لفتح أبواب التنمية. وخلال الأيام القادمة سنطلق مشروعاً جديداً سيكون مفاجأة ويجري بحثه حالياً مع متخصصين وسنتحرك وننجح بكرم الله وجهدكم وإرادتكم أيها المصريون. وبالنسبة للأزمة في قطاع غزة.. قال "السيسي" إن مصر قدمت للقضية الفلسطينية مائة ألف شهيد وأكثر من ضعفهم أصيبوا إصابات بالغة علي مدي تاريخ القضية ومصر قدمت اقتصادها المنهار علي مدي ستين عاماً وهذا لا يعني أننا نكتفي بذلك. وإنما أذكر الناس في الداخل والخارج بما قدمناه لأهلنا في فلسطين. ونطالب في كل المحافل بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية. وبالتالي لا يمكن لأحد أن يزايد علي دور مصر ليس فقط بالنسبة لفلسطين وإنما علي الصعيد العربي كله. فمصر دولة عظيمة وكبيرة ومسئولة.