الإصلاح الحقيقي يبدأ بالاعتراف الصريح بأن هناك خللاً ما في مكان ما ويبدأ التعامل الجرئ مع الخلل في المكان الذي تم تحديده ونظامنا التعليمي به أكثر من خلل في أكثر من مكان والتعامل غير الجريء يزيد الطين بلة ونستمر في محاولات ترقيع لا طائل منها ولا نتيجة ومن هنا يجب أن نبدأ نظام الثانوية العامة يكشف عاماً بعد عام خللاً مريعاً يبدأ من المدارس والإدارات التعليمية حتي وزارة التعليم نفسها واقسامها وإداراتها المختلفة والمستحدثة من اقسام رقابة ومتابعة إلي أقسام تقييم وتوجيه. لن اتحدث عن النظم والمناهج المتنوعة من ثانوية عامة مصرية وبكالوريا فرنسية وIG انجليزية ودبلوما امريكية هذا الخليط الذي تعامل معه توني بلير رئيس الوزراء البريطاني عندما كان يشغل منصبه كما ذكرنا في هذا المكان. خلل الثانوية العامة وهو نتيجة طبيعية لما يحدث في مراحل التعليم السابقة لها لا مدارس حقيقية ولا متابعة حقيقية من الإدارات المختلفة وتسويد أوراق وتقارير من اللجان التي ترسلها الوزارة إلي المناطق التعليمية المختلفة لا تختلف عن التقارير التي كتبت منذ سنوات في هذا الشأن وكأن حمي الغش الجماعي قد انتقلت إلي مسئولي التربية والتعليم يغشون نفس التقارير التي كتبها سابقوهم دون أن يرعش لهم جفن لسوء حالة التعليم في مصر ويذكر أن أباطرة الدروس الخصوصية في المدارس الحكومية والخاصة هم الذين يدفعون الطلبة إلي الغياب من مدارسهم للالتحاق بمراكز الدروس الخصوصية حيث تعلم هذه المراكز طوال اليوم منذ الصباح الباكر توقيت حضور المدارس حتي بعد منتصف الليل. هؤلاء الأباطرة لا يمسهم تحقيق من إدارات المدارس أو حتي الإدارات التعليمية حيث إن دخلهم أو دخل بعضهم يصل لأكثر من ألف جنيه في الساعة الواحدة وهم قادرون علي تشغيل بعض موظفي الإدارات التعليمية في مراكزهم الخصوصية مقابل أن يوفروا لهم الحماية من أية مسائلة قانونية وإذا كان الحشو في المناهج وسوء الكتاب المدرسي من أسباب انصراف التلاميذ عن المدارس لماذا لا نملك الجرأة لاستيراد مناهج أجنبية وترجمتها والعمل علي تدريسها في مدارسنا مع تجريم الدروس الخصوصية بتشريع حازم وباتر يقضي علي هذه الآفة التي ضربت نظامنا التعليمي في مقتل.