من يذهب إلي معهد الأورام بقصر العيني سيشعر بالرعب وأيضا بالأمل في نفس الوقت.. الرعب لما سيشاهده من أحوال صعبة جدا لمرضي جاءوا يلتمسون ولو بصيصا من نور لشفاء قد يأتي وقد لا يأتي.. وسيشعر بالأمل لما يراه من جهد كبير تقوم به إدارة المعهد بدون كلل أو ملل لانقاذ حياة المرضي وبدون مقابل. رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب افتتح مؤخرا المبني الجديد للعيادات الخارجية بالمعهد وذلك بعد التصدع الذي أصاب المبني الجنوبي وأخرجه من الخدمة. المبني الجديد تم انشاؤه مكان حديقة المعهد التابعة لمحافظة القاهرة والتي لم تمانع في ذلك وفقا لاحدث المواصفات مع ادخال أحدث الأجهزة التشخيصية في مجال الأورام. يقول د.علاء الحداد عميد معهد الأورام أن اغلاق المبني الجنوبي منذ أكثر من 3 سنوات جعلنا ننقل العيادات الخارجية إلي المستشفي مما نتج عن ذلك تكدس للمرضي فطلبنا أرض الحديقة التابعة لمحافظة القاهرة ومساحتها حوالي 4200 متر مربع وللأمانة السيد محافظ القاهرة لم يتأخر في خدمة المرضي. واقمنا علي هذه المساحة 44 عيادة و3 عيادات اسنان وكل هذه العيادات مجهزة لتعمل في تشخيص كافة الأورام سواء أورام الوجه أو الثدي أو المرئ وباقي التخصصات. أضاف ان وجود هذا العدد من العيادات ينعكس بالتالي علي جودة الخدمة حيث نستطيع الآن ان نستقبل 1500 مريض يوميا وكنا في السابق نستقبل ما بين 800 إلي 1000 حالة وكانوا مكدسين في كل مكان بالمعهد لعدم وجود أماكن مع العلم اننا لا نرفض أي حالة تأتي لنا وكل ذلك بدون تحصيل أية مصاريف من المرضي. أشار د.الحداد إلي أن المبني الجديد تكلف حوالي 22 مليون جنيه تكفلت بها جمعية أصدقاء معهد الأورام. كما تم ادخال جهاز تشخيصي جديد لأول مرة بالمعهد هو جهاز "PET.CT" وقد تبرعت سيدة أعمال بحوالي 80% من ثمنه والذي يقدر ب12 مليون جنيه ومن خلال هذا الجهاز نستطيع أن نتابع نشاط وحجم المرض في الجسم لأن الاشاعات العادية كانت تخبرنا بحجم المرض فقط علي فكرة هذا الجهاز موجود في عدة أماكن منها مستشفي المعادي للقوات المسلحة ومستشفي 57 لسرطان الأطفال وأيضا في عدة مراكز خاصة. عن المعهد الجديد للأورام المنتظر افامته في مدينة 6 أكتوبر أكد د.الحداد اننا انتهينا من مرحلة التصميمات وهو يتكلف حوالي مليار و200 مليون جنيه بالتجهيزات وكلها من التبرعات وتم توفير ما بين 10 و15% من حجم المبلغ والمعهد الجديد سيكون نقلة نوعية في علاج الأورام وسيكون له مساهمة كبري لمواجهة ارتفاع اعداد المرضي وتقديم خدمة طبية مجانية- كعادته- لغير القادرين. أما د.مجدي قطب استاذ الطب النووي بمعهد الأورام ورئيس وحدة المسح الذري فيقول إن الحديث في مجال التصوير الطبي هو دمج الاشعة في جهاز واحد متعدد الوظائف منها دمج الاشعة المقطعية مع المسح الذري البوزتيروني لرفع كفاءة درجة التشخيص وهذا يعد أحدث التقنيات العالمية في هذا المجال وهو ما يقوم به الجهاز "PET.CT" الذي تم ادخاله الخدمة بالمعهد لأول مرة. أضاف أنه نتج عن هذا الدمج رفع كفاءة التشخيص إلي مستوي التغييرات البيولوجية والشكلية في الخلايا المرضية وأيضا رفع درجة الحساسية والتقنية إلي التنبؤ بالاستجابة للعلاج وتطور المرض. منوها إلي ما كان يحدث قبل وجود الجهاز الجديد وهو إما السفر للخارج لعمل هذا الفحص أو الاستغناء عنه وفي كلتا الحالتين كان له تأثير سلبي علي العملية العلاجية والمادية. تجولت "المساء" بين جنبات المعهد والتقت بعض المرضي.. يقول صلاح الدين توفيق "القاهرة": ان المعاملة داخل المعهد علي أفضل ما يكون خاصة من الاطباء قائلا "فعلا.. أخلاق دكاترة" ومشيدا بالنظام الجديد داخل العيادات الخارجية بعد افتتاحها هذا غير أن الخدمة مجانية في كل مراحلها. أضاف شعبان محمد "الفيوم" أنه تم تحويل ابنه من مستشفي أبو الريش وتم استقبالنا في المعهد بعد أن رفض مستشفي 57 لعلاج سرطان الاطفال استقبالنا والمعهد تكفل بكل مصاريف العلاج من اشعات وتحاليل. فاخذت منه زوجته عبير فتحي طرف الحديث مؤكدة ان المعهد استقبلني مع ابني المريض في دار الضيافة الموجود بالجيزة ولا نتكفل بأي مليم حيث تأخذنا السيارات التابعة للمعهد إلي هناك للمبيت ويقدمون لنا الطعام ولو اشتكت أي أم مرافقة لابنها بأي مرض يتكفلون أيضا بعلاجها ويقومون بنقل الطفل ليلا من دار الضيافة إلي المعهد في حالة شكوته ليلا من أية آلام. أما محمد يسري "كفر الشيخ" فيقول: أن مرحلة الكشف تتم علي أعلي مستوي وبمعاملة راقية ولكن المشكلة تكمن في مرحلة ما بعد جلسة العلاج الكيماوي حيث لا يجد الاطفال بعد هذه الجلسات المرهقة والمميتة أسرة يستريحون عليها مما يجعلنا نجلس في مكان حتي ولو علي الأرض ولهذا ارجو من المسئولين توفير اماكن لائقة للمرضي بعد جلسات الكيماوي. أشار وهبة شعبان "دمياط" إلي ابنه الذي يعاني بعد ان استأصلوا له الاذن الوسطي وهو مازال يحتاج إلي متابعة للحالة بعد الجراحة وأطباء الباطنة رفضوا متابعة حالته وأمر متابعة الحالة من والدته صعب جدا.. منوها إلي أن عملية ابنه تتكلف حوالي 100 ألف جنيه ولكن المعهد لم يأخذ مليما واحداً منه. في نهاية الجولة رأينا حجرة بها اطفال يلعبون ومكتوباً علي بابها غرفة ألعاب للاطفال ودخلناها وجدنا بها أطفالاً مرضي يلعبون بمختلف الألعاب من كمبيوتر وبلاي ستيشن ومكعبات وغيرها فسألنا المشرفة عائشة محمد فاكدت: ان هذه الغرفة للاطفال للترفيه عنهم قبل جلسات الكيماوي وحتي يخرجوا من هذه الاوقات العصيبة. منوهة إلي أنه يوجد العديد من الالعاب بالاضافة للشغل اليدوي والرسم والمسابقات هذا غير توزيع الجوائز علي كل الاطفال وهذا كله مجانا. قال الاطفال أحمد محمد عبدالعاطي وسارة أشرف ويارا صلاح أنهم جاءوا مع أهليهم الموجودين خارج الحجرة وهم سعداء بالالعاب الموجودة بالغرفة من كمبيوتر وبلاي ستيشن ومكعبات ورسم اشغال يدوية جميلة لحين دخول جلسة الكيماوي.