"داعش" الخطر الأعظم الذي تواجهه الدول العربية. خطر انبثق ونشأ في العراقوسوريا لا يسعي للانتشار والتمدد علي حساب الدول التي تشهد نزاعا وعدم استقرار بمعني آخر.. ما كان لداعش أو ما يسمي بالدولة الإسلامية في العراقوسوريا أن تبزغ وتظهر إلا في ظل الأوضاع المتردية والصراعات والحروب والاقتتال والتناحر ومثل هذه الجماعات والتنظيمات المتطرفة تنشأ وتترعرع في بيئات شديدة الخصوصية.. وفي أجواء مضطربة متوترة لذلك ظهرت في العراق وكان لها دور في الصراعات والاقتتال الدائر هناك منذ سقوط بغداد وانهيار الدولة العراقية بعد الغزو الأمريكي عام 2003 ومع بداية ما سمي خطأ بالربيع العربي عادت هذه التنظيمات للظهور بقوة في البلدان التي شهدت انتقاضات شعبية واسعة سابقة التخطيط والتجهيز والإعداد حيث ظهرت في سوريا مع ما تشهده منذ ثلاثة أعوام من حروب وصراعات داخلية علي السلطة والأرض. هذه التنظيمات وراءها أجهزة مخابرات دولية لدول كبيرة تستخدم هذه التنظيمات كأدوات في تنفيذ مخطط الفوضي الخلاقة الذي يهدف إلي اثارة الصراعات والفتن الطائفية والمذهبية والحروب والاقتتال الداخلي في الدول العربية لكي ينتهي بتقسيم تلك الدول!! المخطط يعود إلي الغزو العراقي في مارس 2003 ومازال مستمرا منذ هروب الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وأحداث الخامس والعشرين من يناير في مصر ثم ليبيا واليمن وسوريا. وبعد أن فشل المخطط في مصر وتم ايقافه وتعطيله وجار هدمه ومحوه بدأت القوي الكبري المخطط من نقطة انطلاق أخري في محاولة لاثارة واشعال الحروب والنزعات الطائفية والمذهبية ونشرها في باقي الدول العربية. المؤامرة محكوم عليها بالفشل إذ أنها لو نجحت في العراق الذي تصدح فيه نعرات التقسيم والطائفية والمذهبية فسيكون نجاحا مؤقتا غير قابل للتنفيذ في باقي الدول العربية التي تشهد استقرارا إلي حد كبير الآن - ونظن ان هناك استعدادات كبيرة في الدول المجاورة للعراق لمواجهة خطر داعش لايقاف انتشارها وتمددها وربما القضاء عليها مع التنظيمات المتطرفة الأخري التي تعمل لحساب القوي الكبري والمخابرات الأمريكية. ونظن أن مساعدة العراقوسوريا الان تصب في مصلحة السعودية ودول الخليج الأخري ومصر وباقي الدول العربية التي تخشي من انتشار داعش ومفاجآتها.. وهذا هو الوقت المناسب الذي يجب ان تتبدل فيه المواقف المعادية للأسد ولسوريا لوأد داعش والتنظيمات العميلة الأخري للأبد في العراقوسوريا وكل الدول العربية.