لا ندري لماذا يسرف أقطاب المعارضة السورية حتي الآن في الترحيب بالعقوبات التي أعلن الاتحاد الأوروبي عن فرضها علي الرئيس السوري بشار الأسد شخصيا. فضلا عن عقوبات أخري ضد أكثر ممن مائة شركة وكيان ترتبط بنظام حكمه. فهذه العقوبات لن تقدم ولن تؤخر ولن تمنع الأسد الذي يجلس علي قمة نظام قمعي طائفي من المضي قدما في مذابحه ضد الشعب السوري. إننا لا نخفي مخاوفنا من أن يكون بشار الأسد الابن وشقيقه ماهر مشغولين حاليا بالإعداد لمذابح وحشية يتضاءل أمامها ما وقع حتي الآن في درعا أو بانياس أو غيرها علي غرار مذبحة "حماة" التي ارتكبها الأسد الاب ضد سكانها عام 1982 والتي يقدر ضحاياها بنحو ثلاثين ألفاً. لو كانت مثل هذه العقوبات فعالة لكان من باب أوّلي أن تمنع الرئيس الليبي معمر القذافي من المضي قدما في إعمال مذابحه ضد الثائرين علي حكمه والتي لا تزال قائمة حتي الساعة. إن ما يحدث ليس أكثر من ذر الرماد في العيون ليصرف الغرب الانظار عن سكوته علي جرائم الأسد الابن كما سكت علي جرائم الأب من قبل باعتبار ان ذلك يصب في مصلحة اسرائيل من خلال إضعاف الشعب السوري والجيش والذي لا يستفيد من اسرائيل.