حديد التسليح أصبح لغزاً فرغم الركود الذي يسيطر علي حركة البيع والشراء بالأسواق إلا أن هناك ارتفاعاً كبيراً في اسعاره حيث وصل سعر الطن إلي 5500 جنيه بدلاً من 4500 جنيه يباع في بعض المناطق ب 6 آلاف جنيه.. والمشكلة أن أسعار مواد البناء ارتفعت نتيجة لارتفاع أسعار الحديد. السؤال الذي يطرح نفسه الآن من وراء هذا الموقف ومن يحل لنا هذا اللغز الذي يبحث عن اجابة. "المساء" رصدت ما يدور بالأسواق والتقينا تجار الحديد ومواد البناء الذين اختلفت آراؤهم حول مشكلة ارتفاع أسعار الحديد كما التقينا مع المستهلكين الذين يعانون الامرين بسبب اشتعال أسعار الحديد والتي أثرت بشكل كبير علي ارتفاع مواد البناء والتشطيبات. * يؤكد جمال الفيومي- وعلي حسانين- تاجر حديد تسليح أن قلة المعروض بالأسواق وراء هذه الأزمة التي أدت إلي ارتفاع أسعار الحديد والتي كانت ثابتة لأكثر من ثلاثة أشهر ولكن بتخفيض المصانع الاستثمارية حصص تجار الحديد إلي 40% كان سبباً في اختلاق هذه الأزمة وبالتالي أدي ذلك إلي احداث ركود حقيقي في حركة البيع والشراء والتي كانت منتعشة اثناء وبعد ثورة 25 يناير. أما طه مصطفي وشوقي خلف تاجرا حديد فيؤكدان أن هناك قفزة كبيرة قد حدثت في أسعار الحديد بصورة مفاجئة في الآونة الأخيرة وذلك بسبب توقف استيراده من الخارج مما أدي إلي قلة المعروض بالأسواق خاصة وأن حصة كل تاجر قد انخفضت لأكثر من النصف.. واصبحنا لانعمل الا في الحديد ال 16 ملي إلي 32 ملي وهذا النوع من الحديد يكون الاقبال عليه ضعيفا لأن استخدامه في سوق البناء والتشييد أقل من الحديد ال 10 ملي وال 12 ملي. اما هنداوي عطاالله وعبدالحميد علي الفيومي - تاجرا مواد بناء- فيؤكدان أن الحديد أصبح لغزاً فرغم أن هناك حملة حاليا للقضاء علي الفساد والمحتكرين لكل السلع التي تهم المواطن البسيط إلا أنه مازالت هناك أياد خفية تعبث بالاقتصاد نتيجة للجشع الذي لانعرف كيف نقضي عليه نهائياً.. فرغم أن معظم المواطنين خاصة من البسطاء قاموا بالبناء في فترة الثورة وبعدها الا أن اسعار الحديد لم ترتفع فيما عدا الأسمنت الذي ارتفع سعره إلي 1200 جنيه ولكنه استقر الآن عند 470 جنيهاً فقط رغم ارتفاع أسعار الحديد. أضافا: نتمني الا يزيد سعر الحديد الذي شح من الأسواق بسبب الشركات الاستثمارية المنتجة له والتي تكون دائماً وراء قلة المعروض بالأسواق مستغلة أن عودة العاملين بالخارج أصبحت علي الأبواب وقاموا برفع السعر. يؤكد حسن عبدالوهاب وعلي حسين- تاجر مواد بناء أن التجار رفعوا سعر الطن مبررين ذلك بارتفاع أسعار البليت رغم عدم استيرادهم أي "بليت" بالأسعار الجديدة. ويوضح فاروق يحيي- ومحمود أحمد محمد- تاجرا أسمنت ومواد بناء أن ارتفاع اسعار الحديد أدي إلي ركود كبير في سوق البناء وأدي أيضا لارتفاع أسعار مواد البناء حيث أصبحت سيارة الرمل ال 4 أمتار ب 270 جنيها بينما وصل سعر الألف طوبة إلي 250 جنيهاً بعد أن كان ب 200 جنيه أما الأسمنت فقد ارتفع سعر الطن إلي 520 جنيهاً بعد أن كان ب 470 جنيهاً منذ أيام. للمستهلك رأي * عزيزة حسن -مدرسة- وعبده علاء الدين أعمال حرة: لقد فوجئنا بزيادة أسعار طن الحديد من 4500 جنيه إلي 5500 جنيه مرة واحدة مع أننا قد اشترينا في الأسبوع الماضي بسعر 4500 جنيه وعندما وجدنا هذا الارتفاع توقفنا عن تكملة البناء حتي يعود السعر إلي ما كان عليه لأننا لانستطيع نتحمل فرق هذا السعر. يؤكد طارق عبدالمعبود -موظف- وعبدالفتاح محمود -مهندس- أن هناك بعض التجار الذين يرفضون بيع الحديد رغم أننا نجد عندهم في المخازن وعندما نعترض علي ذلك يؤكدون أن الحديد الموجود عندهم ليس ما يطلبونه مما وضعنا في مأزق خاصة وأن هناك تجاراًً آخرين قد رفعوا السعر لأكثر من 30% عن سعره في بداية هذا الشهر. طالبوا بوضع رقابة علي الأسواق لأنه بعد أن عادت "ريما لعادتها القديمة" سوف يعود التجار واصحاب المصانع للتلاعب من جديد للعب بأسعار الحديد.