ما بين تأكيد وكيل وزارة الصحة بأسوان ونفي وزير الصحة لظهور حالة إصابة واحدة بالملاريا الخبيثة.. جاء التساؤل عن طبيعة الملاريا الخبيثة ومدي خطورتها وأيضا مدي امكانية انتقال المرض لباقي المحافظات. الأطباء أكدوا أن الملاريا الخبيثة قاتلة.. حيث يهاجم المرض المخ والكلي ويدخل المريض في غيبوبة نادراً ما يفيق منها.. وطالبوا باستمرار توخي الحذر وحالة الطوارئ وعدم الاطمئنان بأن حالات الإصابة حميدة ومحدودة. مع ضرورة التعامل بجدية مع المياه الراكدة والمستنقعات في كل المحافظات. لأنها توفر البيئة الصالحة لنمو وانتشار البعوض الناقل للمرض. الحالات الجديدة سببها استقبال أسوان لوافدين من السودان وأفريقيا يومياً. يقول الدكتور سمير عنتر نائب مدير مستشفي حميات امبابة: إن ما تردد عن ظهور حالة مصابة بالملاريا الخبيثة غير مؤكد. لأن الملاريا الخبيثة تتطلب بيئة تناسبها وتنتقل عن طريق بعوضة "الجمبا" التي ليس لها وجود في مصر. لأن نوع البعوض الموجود في مصر هو "الأنوفيليس" وهو غير مهيأ لنقل الملاريا الخبيثة. لذلك فإذا قامت "الأنوفيليس" بمص دم شخص يحمل ملاريا خبيثة لا يمكن لها أن تنقل المرض. أشار إلي أن الملاريا نوعان "الحميدة" وأعراضها ارتفاع درجة الحرارة والعرق الشديد وشعور بالبرودة وهذه الأعراض غير مستقرة. حيث إنها تزول وتعود للمريض وعلاجها سهل جداً ومتوفر. والعلاج منها لا يتعدي ثمنه جنيهاً واحداً.. أما الملاريا الخبيثة فهي عبارة عن طفيل اسمه "ملازمديم" ينتقل من شخص لآخر عن طريق بعوضة "الجمبا" وهذا النوع من البعوض مستوطن في أفريقيا وأعراض الخبيثة نفس أعراض الملاريا الحميدة لكن تظل الأعراض ملازمة للمريض وتؤدي إلي مهاجمات متلاحقة تصيب المخ بالتهاب شديد قد يدخل المريض في غيبوبة وأنيميا حادة أو فشل كلوي. وقد تؤدي لوفاة المريض. مشيرا إلي أنه لا يمكن مساعدة مريض الملاريا الخبيثة من الشفاء إلا إذا تم الاكتشاف المبكر للحالة والعلاج مكلف جداً ويستدعي وجود فريق طبي متكامل لمتابعة جميع أجهزة الجسم. أكد أن الملاريا لا تنتقل بين الأشخاص عن طريق النفس أو الاحتكاك المباشر مع المصاب فالبعوض هو الوسيلة الوحيدة لنقل المرض ولابد عن الاشتباه في اصابة شخص بالملاريا أن يتلقي العلاج باعتباره مصاباً إلي أن يثبت العكس لتجنب تدهور حالته. * د.خيري عبدالدايم "نقيب الأطباء" أوضح أن احتمال انتشار الملاريا إلي باقي محافظات مصر قائم خاصة أن المناطق الحدودية مفتوحة وأسوان تعد النافذة الجنوبية لمصر مع أفريقيا التي تعاني من تفشي الملاريا بها بنوعيها الحميدة والخبيثة.. ففي حال دخول مصاب من أفريقيا أو السودان إلي أسوان كانت هذه النتيجة نقل المرض من المصاب إلي السليم عن طريق البعوض! أكد أهمية عزل المرضي المصابين بالملاريا في غرف عناية خاصة حتي يتماثلوا للشفاء.. كما طالب الهيئات الصحية الموجودة علي الحدود بتشديد الإجراءات الطبية اللازمة وعدم السماح للمصابين بالدخول وتوعية الجمهور. خاصة بأسوان مع ضرورة إجراء تحاليل بمجرد ظهور بعض الأمراض. خاصة ارتفاع درجة الحرارة للتأكد من أنه خال من المرض وحتي لا يكون سبباً في اصابة شخص آخر. * د.سعيد شلبي "أستاذ الأمراض الباطنة بالمركز القومي للبحوث" يقول: إن الملاريا تنتشر في حالة انتقال المصاب من محافظة إلي أخري.. لذلك لابد من اتخاذ إجراءات احتياطية بالكشف عن أي شخص ينتقل من أسوان إلي المحافظات المختلفة للتأكد من خلوه من المرض لتفادي أن يصبح وباء. أكد أن هناك طريقة بسيطة للوقاية من المرض. خاصة في أسوان التي تواجدت بها حالات الاصابة وهي مسح الأجزاء الظاهرة من الجسم بالليمون لأن البعوض يتجنب الأحماض. أشار إلي أن العلاج الموجود للملاريا له جدوي لكن في حالة الملاريا الخبيثة التي تصيب المريض بالأنيميا وتضخم الطحال ليس من السهل علاجها إلا إذا تم اكتشافها مبكراً. فالملاريا الخبيثة لا تترك فرصة للمريض. حيث تهاجم الأعضاء الرئيسية المتحكمة في الدم. فمجرد الشعور بارتفاع في درجة حرارة الجسم يمكن إنقاذ المريض قبل أن تتفاقم عليه الأعراض. أكد أنه خلال فترة الصيف يزداد البعوض لذلك لابد من قيام عربات الرش بعمل دوريات متتالية للتخلص من البعوض. بالإضافة إلي ضرورة شفط وإزالة المياه الراكدة أولاً بأول حتي لا تكون مصدراً لزيادة البعوض. * د.مجدي زيدان "مدير مستشفي حميات حلوان سابقاً" أشار إلي أن الملاريا في أسوان تم التعامل معها بالشكل السليم بطرق مكافحة البعوض وردم البرك والمستنقعات التي تجمع بداخلها مياه راكدة لفترات طويلة تساعد علي انتشار البعوض.