شددت قوات الأمن من تواجدها وتأمينها أمام المدينة الجامعية لجامعة الأزهر عقب الحادث الإرهابي الخسيس الذي وقع أمام المدينة الجامعية وأسفر عن استشهاد 3 مجندين وإصابة المقدم محمد الصعيدي رئيس مباحث قسم ثان مدينة نصر و8 مجندين منهم 5 يرقدون حتي الآن بالعناية المركزة وحالتهم غير مستقرة و3 مجندين آخرين يتلقون العلاج في مستشفيات الشرطة بمدينة نصر.زارت "المساء" المصابين بمستشفي الشرطة للاطمئنان علي حالتهم الصحية بعد أن أصابهم رصاص الإرهابيين.. وأكدوا أنهم عاشوا لحظات صعبة لم يتخيلوها من قبل. وأنهم لا يستطيعون النوم بعد الحادث ورؤية اشلاء زملائهم القتلي. وأرسلوا رسالة إلي منفذ الحادث الإرهابي وأعوانهم بأن الحادث لن يزيدهم إلا إصراراً علي مواجهتهم حتي القضاء علي الإرهاب من جذوره. أكد المقدم محمد الصعيدي رئيس مباحث قسم ثان مدينة نصر أنه كان متواجداً مع باقي قوات الأمن وقت وقوع الحادث. وفي المسافة ما بين مقر المدينة الجامعية ومقر قسم مدينة نصر. مشيرا إلي أنهم فوجئوا بمسيرة حاشدة من طلاب المدينة الجامعية وبمجرد خروجها بدأنا في التعامل معها بقنابل الغاز المسيل للدموع لإجبارهم علي العودة وعدم الخروج من المدينة. وبالفعل هدأت الأجواء قليلاً حتي فوجئنا بسيارة ملاكي تنطلق من خلفنا وتطلق وابلاً من الرصاص علي القوات أسفر عن استشهاد ثلاثة مجندين وإصابة خمسة. قال "الصعيدي" إنه أصيب بطلقتين في الفخذ والسمانة. وأن تلك العمليات الإرهابية لن تؤثر في عزيمتهم ولن يستطيع مرتكبوها النيل من شجاعة وثقة الشرطة وإنما العكس صحيح. لأن تلك العمليات الخسيسة لن تزيدهم إلا إصراراً وقوة علي مواجهتها والوقوف في وجه الإرهاب لحماية الشعب المصري.. داعياً المصريين إلي النزول والمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة لإيصال رسالة إلي منفذي تلك العمليات بأنه لا فائدة منها بعد ذلك. قالت المستشارة سالي الصعيدي شقيقة المقدم محمد الصعيدي وعضو المكتب الفني بمحكمة النقض: حسبي الله ونعم الوكيل في منفذي الحادث الإرهابي الذين يواصلون حربهم مع الشرطة.. وأخي لن يكون أول ولا آخر ضابط يتعرض لعمليات إرهابية ولكننا في انتظار أن ينهض المصريون ويدافعوا عن أبنائهم واخوتهم ضباط ومجندي الشرطة عن طريق النزول في الانتخابات القادمة والشعور بالمسئولية الوطنية للقضاء علي جماعة الإخوان. قال محمد هشام علي "21 سنة" مجند أمن مركزي من محافظة دمياط: عندما كنا نتعامل مع المظاهرة الإخوانية للطلاب جاءت سيارة ملاكي وأطلقت علينا الرصاص بكثافة شديدة أوقعت جميع المجندين علي الأرض وأصابت عدداً منهم وأصابتني بطلق ناري في الركبة. مشيرا إلي أنه لا يستطيع النوم بعد الحادث وبعدما رأي اشلاء زملائه المجندين ملقاة بجواره. مؤكداً أنه يدعو الله أن تمر فترة خدمته علي خير وأن يروا يوماً أسود في هؤلاء الجناة.. وقال: أستعد للزواج بعد انتهاء فترة خدمتي لكن قدر الله وما شاء فعل. قال المجند رفيق ناصر سعد إنه كان يشارك زملاءه في فض تظاهرة طلاب الإخوان التي كانت قد أوشكت علي الانتهاء إلا أنه فوجئ وزملاؤه والضباط بسيارة تأتي من خلفهم وتطلق النار بعشوائية تجاههم وشاهد العديد من زملائه يسقطون علي الأرض. وأشار إلي أنه أصيب بطلق ناري في الساق اليسري وتقدم له المستشفي الرعاية الكاملة ويتمني الشفاء سريعاً ليعود لاستكمال مدة خدمته. قال المجند حسن سعيد أحمد المصاب بطلق ناري بالفخذ الأيمن أنه وزملاؤه كانوا "مركزين" في إعادة الطلاب إلي داخل المدينة الجامعية دون استخدام أي عنف معهم طبقاً للتعليمات الصادرة لهم من الضباط ولكنه فوجئ مع زملائه برصاصات الغدر تأتي من خلفهم ولم يكن معهم أسلحة يمكن أن يردوا بها علي المعتدين. وأشار إلي أنه شاهد أحد زملائه وهو يصارع الموت ولم يستطع أن يفعل له شيئاً. أشار المجند محمد أحمد عبدالله المصاب بطلق ناري بالساق اليمني إلي أنه كان عائداً لتوه من إجازة ويعمل سائقاً لسيارة تابعة لقطاع أحمد شوقي وأنه قبل وقوع الحادث بدقائق معدودة كان الوضع قد بدأ في الهدوء وزملاؤه لم يكونوا قد تناولوا طعام العشاء. وأن الضابط طلب منه التوجه لإحضار الطعام لزملائه الذين يؤمنون مدخل المدينة الجامعية لكنه فوجئ بإطلاق النار بكثافة تجاههم واخترقت إحداها ساقه اليمني. وأكد أن ذلك سيدفعه إلي المزيد من التفاني في العمل. من بين المصابين أيضا الذين أكدوا كلام زملائهم ولكن حالتهم لا تسمح لهم بالحديث بناء علي تعليمات الأطباء كل من صموئيل مجدي بشري المصاب بطلق ناري في الرأس ومحمد رمضان أحمد المصاب بطلق ناري في البطن ورضا عمارة فوزي المصاب بطلق ناري في البطن. كرم سعد علي "21 سنة" من الفيوم مجند مصاب: طلاب الإخوان خلال تظاهرهم ألقوا علينا زجاجات المولوتوف والحجارة مما اضطرنا إلي التعامل معهم بقنابل الغاز المسيل للدموع وبعدما هدأوا قليلاً فاجأتنا سيارة بإطلاق النار بكثافة علينا من سلاح آلي.. وقال: ربنا يستر الأيام القادمة خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية. مشدداً علي ضرورة مشاركة كل مواطن عشان الإخوان يتهدوا ويوقفوا عملياتهم وكفاية دم. ساد الغضب والاستياء بين طلاب المدينة الجامعية بجامعة الأزهر عقب الحادث. خاصة بعدما ترددت شائعات بينهم حول إصدار إدارة المدينة الجامعية قراراً بإخلاء المدينة من الطلاب غداً بسبب الحادث والاستعداد للانتخابات الرئاسية. خاصة أن منهم مازال يؤدي امتحانات نهاية العام الدراسي. حيث كانت إدارة المبني قد أخبرت الطلاب أن لديها قرار الإخلاء يوم 30 مايو الجاري. ومع ذلك فضل الكثير من الطلاب إخلاءها من اليوم لتنظيم مواعيد استذكارهم دروسهم. أكد اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية أن ما تقوم به جماعة الإخوان وعناصرها من أعمال إرهابية وإجرامية مستهدفين بها رجال الشرطة ظناً منهم أن ذلك سوف يزعزع عزيمتهم أو يثنيهم عن أداء مهامهم في تحقيق أمن الوطن وحماية المواطنين. فهم بذلك يعيشون في وهم كبير. ومن يخطط لهم لارتكاب ذلك "مجنون" لأن رجال الشرطة يزدادون صلابة وقوة وإصرار علي تنفيذ ما يوكل إليهم من مهام كلما سقط من بينهم شهداء ومصابون. قال وزير الداخلية عقب زيارته للمصابين في الحادث الإجرامي أن تلك الأعمال الإجرامية التي يقوم بها الإخوان لن تعيد عجلة الحياة للوراء. فالشعب عرف طريقه إلي المستقبل والشرطة والجيش ملتزمون بتأمين المواطنين حتي تتحقق إرادتهم وأن ما يقدمه رجال الشرطة من تضحيات يؤكد شجاعتهم وإصرارهم علي حماية إرادة الشعب المصري خلال تلك المرحلة المهمة من تاريخ البلاد.