الاهتمام بالبحث العلمي من أهم وأولي الخطوات للنهوض بالبلاد والقضاء علي العديد من المشكلات.. ومن هذا المنطلق اهتمت دول كثيرة بالبحث العلمي وانطلقت من خلاله للعالمية في كافة المجالات وتعد مدينة الابحاث العلمية والتطبيقات التكنولوجية ببرج العرب بالإسكندرية من العلامات المضيئة علي مصر حيث تخدم أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية مع تطبيق الاساليب العلمية الحديثة في مجالات الإنتاج والخدمات.. بما يعني ربط خطط البحوث والتطوير بأهداف التنمية. "المساء" التقت رئيس المدينة الدكتور عصام خميس لمعرفة الهدف من انشاء المدينة والمشروعات التي قدمتها للنهوض بالبلاد. يقول عصام خميس أن قيام العديد من الدول الخارجية ومن بينها إسرائيل يقومون بسرقة الأبحاث المصرية موضحاً أن اهمال الباحثين في تأمين ابحاثهم وعدم حصولهم علي حق الحماية الفكرية دولياً والاكتفاء بالحماية المحلية وراء الكارثة.. مشيراً إلي أن الباحث ليس له الحق في هذه الحالة للرجوع قانونياً ضد الدول التي تسرق أبحاثه. أضاف أن من أهم المشاريع العلمية التي قدمتها المدينة والمشروع العلمي لتعقيم وتحسين جودة مياه الصرف. للدكتوره سحر عبدالفتاح زكي وذلك باستخدام جزيئات الفضه المتناهية الصغر المخلقة حيوياً والتي لها القدرة علي التخلص من 650 نوعاً من البيكتريا وتطبيقها باستخدام ميكروبات مصرية لدراسة تأثير وتطبيق المنتج علي تعقيم وإزالة الرائحة بالمياه. واستخدامها لمعالجة مياه الصرف الصحي والصناعي والزراعي كما أن من أهم المشروعات انتاج المجموعات التشخيصية وهي مجموعة من الكيماويات للكشف عن أمراض بعينها بدلاً من استيرادها من الخارج بأموال طائلة وكذلك لرصد البكتيريا المضرة مثل "السلمونيلا والإيكولاي". قال من أهم المشاريع العلمية التي قدمتها المدينة.. مشروع لعلاج فيروس الكبد الوبائي للدكتور الراشدي مصطفي رضوان بمعهد بحوث الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية باستخدام البروتين المعدني "اللاكتوفيرن" والمستخلص من لبن الابل القادر علي توقف وتكاثر فيروس "سي".. بالإضافة إلي مشروع المعالجة الحيوية للنفط للدكتوره سهي فرج إبراهيم لمعالجة الملوثات الناتجة من تسرب النفط باستخدام الكائنات الحية الدقيقة التي لها قدرة عالية لتحلل مكونات زيت البترول الخام. بدلاً من استخدام الطرق الفيزيائية والكيميائية التي لم تنجح بالصورة المطلوبة بالإضافة إلي مشروع القضاء علي مرض العفن البني للبطاطس كأحد أخطر الامراض التي تهدد هذا المحصول الاستراتيجي الهام بما يحول دون تصديره للخارج بعد التوصل إلي مبيد بكتيري من خلال فريق بحثي بالتزامن مع قرار الاتحاد الأوروبي بحظر دخول البطاطس المصرية إلي أسواقه بسبب العفن البني بالإضافة إلي مشروع زراعة الطحالب ومشروع النوافذ الذكية وتصنيع جهاز استشعار للغازات واصطياد الضار منها خلال انتشاره في الجو. أضاف أن المدينة تسعي لتعميم تجاربها وأهمها توليد الكهرباء باستخدام المرايا الشمسية والتي يتم إنشاؤها علي مساحة 12 فداناً بمدينة برج العرب والتي ستولد كهرباء بقيمة 1 ميجاوات. وبالرغم من التكلفة العالية لإنشاء المرايا الشمسية لإنتاج الكهرباء إلا أن تكلفتها تقسم علي مدار 25 سنة لاتحتاج خلالها إلا لأعمال طفيفة للصيانة. وطالب بضرورة الاسراع في تنفيذ المحطات الكهربائية من الخلايا الشمسية للتغلب علي أزمة الكهرباء في الأيام القادمة. والتي بصددها قامت مصر بتوقيع اتفاقية بينها وبين السعودية علي استبدال الكهرباء التي تصدرها مصر للسعودية نهاراً وتستوردها ليلاً. وأشار إلي أن مصر من الدول الرائدة التي استخدمت هذه الطاقة عندما قام العالم فرانك شومان بانشاء ثاني محطة عالميا بعد أمريكا في المعادي عام 1912 كان الهدف منها توليد 88 كيلو وات من الكهرباء لاستخدامها في سحب 6 آلاف جالون في الدقيقة من مياه النيل لري محصول القطن. قال لابد أن نعترف أن الاهتمام بالبحث العلمي لم يصل إلي صورة تواكب العالمية. موضحاً أن اهتمام الدولة بالبحث العلمي وتشجيع الباحثين وتشريع قانون جديد. سيجبر الكيانات الاقتصادية والاستثمارية في مصر علي التعاون مع المراكز البحثية الكبيرة المتواجدة في البلاد والاستعانة بأبحاثها وتطبيقها تكنولوجيا. بدلاً من الاستعانة بالخبير الأجنبي لمجرد تحدثه باللغة الأجنبية. الأمر الذي يضيع مجهود الباحث المصري عبر سنوات عديدة هباء. وكذلك ضرورة زيادة ميزانية الابحاث العلمية في التشريع الجديد وأشار إلي أن مصر تحتل التصنيف 42 علي مستوي العالم من حيث نشر الأبحاث العلمية من إجمالي 238 دولة. بواقع 89 ألفاً و500 بحث علمي منذ عام 96 حتي عام 2013 مقارنة ب 7 ملايين و63 ألف بحث علمي لأمريكا التي تحتل المركز الأول عالمياً. يليها الصين ب 2 مليون و700 ألف بحث علمي ثم اليابان. كما أن مصر تحتل الترتيب الثاني أفريقيا بعد جنوب افريقيا صاحبة 125 ألف بحث. والرابعة في الشرق الأوسط بعد تركيا 307 آلاف بحث ثم إسرائيل وبعدها إيران. بينما تحتل السعودية المركز الخامس. أوضح أن عدد الابحاث التي خرجت من مصر منذ بداية البحث العلمي المصري عام 1975 هي 132 ألفاً و944 بحثاً. وعدد الأبحاث المصرية في الأعوام الأربعة الأخيرة 8720 بحثاً في عام 2010. و10500 بحث في عام 2011 ثم زادت إلي 12064 بحثا في عام 2012. أعلن أن المدينة حققت 22 براعة اختراع بخلاف 38 قيد التحكيم. ولابد أن نضع في الاعتبار أن البحث العلمي يبدأ كبحث أساسي ليس له علاقة بالتطبيق "البيزك سيرش" يؤدي ذلك إلي بحث علمي متميز ونشره في المجلات العلمية المشهورة. ثم يتطور إلي بحث تطبيقي يؤدي إلي براعة اختراع يدخل في التكنولوجيا والأمور التقنية وفي هذه الحالة يؤدي بالبحث إلي نموذج أولي. وأخيراً يصبح كمنتج يتم استخدامه في حل المشاكل البيئية وفي الصناعات المختلفة. والمشكلة الكبري أن غالبية الأبحاث لم تصل إلي هذا التسلسل. لأنه ليس لدينا ابتكارات أو تطبيقات تؤدي إلي براعة اختراع. وللتغلب علي هذه المشكلة لابد من تعاون رجال الأعمال والمستثمرين المصريين بالاعتماد علي الأبحاث العلمية وتطبيقها وكذلك مساندة المسئولين للباحث.