أزمة السولار تهدد أكثر من 200 ألف فدان بغرب الإسكندرية من أجود الأراضي الزراعية. والمزروعة بالمحاصيل والفواكة المختلفة. المحاصيل في انتظار الحصاد ولكن توقف المعدات الخاصة بعمليات ضم الغلة "الذرة" بسبب عدم وجود السولار يعوق ذلك وأراضي مطلوب تجهيزها وريها بالرغم من توافر المياه.. الا ان عدم وجود السولار تسبب في عدم ريها لاستحالة تشغيل ماكينات الري وعجزها عن العمل بدون وقود. تعطلت مئات الجرارات الزراعية عن خدمة الأراضي التي وقفت بالطوابير أمام محطات البنزين في انتظار الفرج.. وتوقفت فواتير الرش لمكافحة الآفات ضد محاصيل الطماطم والبطاطس والبصل في أهم مراحل النمو لها.. وكل ذلك بسبب عدم توافر السولار. والنتيجة حدوث خسائر بملايين الجنيهات للمزارعين وأصحاب الأراضي. أكد المزارعون انهم انفقوا الملايين علي مختلف المحاصيل وان البلاد في أشد الحاجة اليها ومع ذلك لم يتحرك أحد. قالوا ان السيارات الثقيلة متوقفة علي جانبي الطرق وأصبح السائق يمون سيارته ذهابا ولا يجد سولاراً في الآياب وأصبح أصحاب محطات البترول يتحكمون في عمليات بيع السولار وراح الآخرون يستغلون الأزمة ورفعوا سعر اللتر. يقول راضي عبدالجليل مؤمن "مزارع" انه ليس من المعقول ان ينقل معدة زراعية بدون أرقام الي المحطات الموجودة داخل المدن للتموين. * يؤكد "السيد جمعة" مزارع اننا ننتظر السولار بمعدل مرة كل خمسة أيام وبالرغم من ذلك يتم تموين السيارات النصف نقل بربع طاقتها مما أدي إلي تكدس البضائع ورفع قيمة النقل حتي ان السيارات توجهت إلي الشون لتسليم المحصول وبقيت هناك لعدم وجود الوقود للعودة. أما الحاج فتحي عبدالموجود فيقول ان عدم ضم الغلة في الموعد المقرر لها من أول مايو الجاري وحتي 15 منه بالنسبة لغرب اسكندرية وبالنسبة لمناطق أخري يترتب عليه عدم تجهيز الأراضي للزراعات التالية "ذرة أو طماطم" وبالتالي سيؤثر علي انتاجية المحصول. ويضيف "بيومي عز الرجال" فيقول ان عدم توافر الوقود "السولار" في محطات البنزين ترتب عليه قيام العديد من العاملين بهذه المحطات باستغلال الأزمة وراحوا يبيعون اللتر ب 3 جنيهات وساعدهم في ذلك وجود من يدفع 10 جنيهات ليحصل علي اللتر لانقاذ محاصيله من الهلاك!! يشير الحاج مسعود عبدالمعبود ان المزارع يدفع أكثر من 3000 جنيه لشراء مبيدات واذا تأخر عن أعمال الرش بسرعة فقد محصوله مما يضطره لشراء سولار بأي سعر. ويتعجب نجله مجدي فيقول نحن في أزمة حقيقية والمسئولون غير متواجدين. مشيرا الي ان الجرارات الزراعية بدلا من تعجل اصلاح وخدمة الأراضي أصبحت تقف أمام المحطات في انتظار الرحمة! يلتقط طرف الحديث الحاج عز حسين فيقول لا توجد لدينا وزارة للزراعة قادرة علي حل أي أزمة وكذلك وزارة البترول. * يقول الحاج منسي عبدالبديع: زرعنا نخلة علي انه مشروع مجد ولكن الفرق ما بين التكلفة والسعر المحدد من قبل الوزارة جيد لكن بعد أزمة السولار انخفض هامش الربح. يوضح الحاج عز حسين فيقول ان الفدان لو انتج "20" أردبا بسعر 350 جنيها للأردب فالتكلفة لا تقل عن 3000 جنيه غير القيمة الايجارية للأرض وبالتالي يكون هامش الربح في حدود 1500 جنيه وبعد ارتفاع اسعار الكيماوي والتقاوي ومعدات الانتاج أصبح هامش الربح أقل من 1000 جنيه. * أبدي الخريجون حسرتهم حيث أصبحوا يعيشون مأساة حقيقية لعدم قدرتهم علي مواجهة الأزمة فقد صرفوا ما استدانوه حتي أصبحت التكلفة عليهم باهظة للغاية وأصبحت عليهم مديونيات بمبالغ كبيرة للبنوك وغيرها والتي تصل لأكثر من 10 آلاف جنيه للخريج الواحد مع البنك. أكد المزراعون ان المحاصيل الزراعية تلفت كلها فالقلة بدأت تسقط علي الأرض والآفات الزراعية هاجمت المحاصيل وهم يعجزون عن مواجهتها مشيرين إلي ان منطقة غرب الاسكندرية تمثل 87% من مساحة الإسكندرية للزراعة. قالوا ان صفيحة الجاز التي كانت ب 16 جنيها أصبحت ب 42 جنيها. أما سالم عطية عامل بمحطة النهضة فيقول ان الكمية التي تسلمها من الشركات 28 ألف لتر وتم توزيعها في 4 ساعات وتم اغلاق المحطة بعدها مؤكدا ان شركات البترول وراء الأزمة؟! يؤكد الحاج عيسي العيسوي ان أسعار الطماطم خلال يومين علي الأكثر ستصل الي 7 جنيهات.