علي شاطئ الأحزان.. في فصل الشتاء التقت فينا.. جموع من فراشات الربيع.. وأسرعت.. حتي تبادر بالغناء جلسنا.. والأمواج ترتطم.. خلف أسوار القلوب.. ويختفي في مشاعرنا الرجاء صديقتي.. لا أدعي العشق.. ولا أدعي الفلسفة.. في كيمياء النساء فأنت وحدك بعالمي.. وبعدك.. تساوت الشقراء.. بالشعواء ففي عينيك.. كل المسافات خضراء.. كل المساحات خضراء.. بلا استثناء التقينا صديقتي.. مدي يديك.. كي تعانقها يدي.. كي ترسو علي شواطئها الممتدة.. إلي ما بعد الماء.. سفينتي المرتحلة.. بين خطوط الطول.. وخطوط العرض.. لسنوات.. ولم تجد يوما مرفأ.. ولا ميناء فيديك يا صديقتي.. جزيرة مجهولة.. وأنا فضولي جدا.. أريد أن أكون.. أول من اكتشفها.. ونبش أسرارها.. أريد أن أتجول فيها.. وأجعل منها عاصمة.. لموطني ولقلبي.. أضيئها بنجوم السماء صديقتي.. أريد أن أتعلم لغة البحر.. أخاطبه.. لإعفاء يديك من ظاهرتي.. المد.. والجزر مقابل قصيدة رثاء لأجعلها مدينة متحضرة.. مدينة متطورة.. أتجول في شوارعها وحدي.. وأكتب الشعر وقت المساء.. صديقتي.. مدي يديك.. فيدي يؤلمها الانتظار.. لا تخافي.. وترقبي.. حينما يتلامس.. ماء المطر بالصحراء دعيها تفيض.. علي شقوق يدي.. ترويها بترياق الشفاء وتحول جبالها.. الصفراء والصماء إلي ينابيع عزبة.. إلي أودية مزهرة.. إلي أشجار.. كلها خضراء.. خضراء