وسط زحمة السياسة والأحداث المتلاحقة التي نلهث وراءها منذ ثلاث سنوات نسينا أشياء كثيرة مهمة ومشاكل نعانيها.. ضمن ما نسيناه طريق كورنيش المعادي الذي يعد عبوره مغامرة ومخاطرة بالحياة.. حتي أفقنا علي حادث مؤلم منذ عدة أيام حيث لقي شخصان مصرعهما أثناء عبورهما الكورنيش.. الحادث وقع عند أخطر مناطق الكورنيش أمام مستشفي النيل بدراوي. قطع الأهالي الطريق أمام السيارات حتي منتصف الليل اعتراضاً علي تكرار مثل هذا الحادث ووقوع الضحايا يوماً بعد الآخر ومطالبين بحل سريع يجعل عبور الكورنيش آمناً مثل انشاء مطب صناعي أو كوبري علوي.. لم يجدوا غير التجمهر وقطع الطريق بعد تجاهل المسئولين لمعاناتهم. هذه المنطقة ليست هي فقط الخطيرة.. فمعظم الكورنيش لا احترام فيه للمشاة.. ومع تزايد الحركة العمرانية علي الجانب الآخر عند دار السلام والمعادي يضطر الأهالي بالآلاف لعبور الطريق لاستقلال وسائل المواصلات.. عبورهم يتم وهم تحت مقصلة عربات الميكروباص المجنونة وعشوائية النقل الثقيل وفوضي سائقي الملاكي ورعونة الكثير منهم ولا ننسي التوك توك والدراجات البخارية.. اضف إلي ذلك ان الطريق بأكمله بلا اشارات مرور إلا فيما ندر وبلا رجال مرور إلا عند تقاطعات محدودة ويسوده الظلام أو الاضاءة الخافتة!! المشهد المعتاد المأساوي انه وسط هذا السيل المرعب من السيارات المسرعة بأنواعها تجد شيخاً عجوزاً يحاول العبور وامرأة تحمل طفلاً وفي يدها طفلان آخران أو أسرة بأكملها تجاهد وتستعطف السيارات للتهدئة حتي تتمكن من العبور.. في لحظة خاطفة قد يقع المحظور ويحدث تصادم ويسقط الضحايا الأبرياء. هذه الأرواح التي تزهق علي كورنيش المعادي في رقبة المسئولين.. عن الطرق والمحليات والمرور.. فمتي يصحو الضمير ويسارع هؤلاء بزيادة اشارات المرور الخاصة بعبور المشاة ووضع رجال مرور لتنظيم ذلك علي مسافات متقاربة.. لماذا لا يتم عمل مطبات صناعية مدروسة وفي مناطق محددة ويكون عليها اشراف من رجال المرور أيضاً حتي لا تتحول إلي عشوائيات مثل الطرق الفرعية؟ هذه الاجراءات مؤقتة لكن الحل النهائي يتطلب دراسة سريعة لانشاء كبار علوية وإلزام المشاة بها.. وحتي يحدث هذا أو حتي تعود الدولة الغائبة بتعبير أدق يبدو انه لن يكون أمام الأهالي إلا التجمهر وقطع الطريق عند تكرار الحادث لا قدر الله. فعلا تقاليع!! انقطاع التيار الكهربائي ليصل إلي أربع ساعات في بعض الأيام دليل آخر علي غياب الدولة التي تتعامل مع المشكلة باستخفاف واستهانة بالمواطنين.. فوزير الكهرباء يؤكد في تصريحاته انه أعطي تعليمات بألا تزيد مدة الانقطاع علي ساعة واحدة.. وفي تصريح آخر يقول انه أعطي تعليمات أخري بأن يكون قطع التيار قبل تمام الساعة ب 15 دقيقة حتي يكون المواطنون علي دراية بذلك فلا يستعملون المصاعد في هذا التوقيت.. يا سيادة الوزير تعليماتك لا تجد أذنا صاغية عند موظفيك أو هي في الأساس تعليمات للنشر فقط والاستهلاك المحلي كما يقول المثل!! حسد!! أغرب تعليق سمعته في أزمة ادخال الفحم ضمن منظومة الطاقة جاء علي لسان المهندس مدحت اسطفانوس رئيس شعبة الأسمنت باتحاد الصناعات. التعليق جاء رداً علي تدشين حركة "مصريون ضد الفحم".. فقد قال ان الحركة تمثل حسداً لصناعة الأسمنت وأصحابها.. وذلك عندما حاول رئيس الحركة أحمد الدروبي مناقشته عبر الهواء في برنامج الصورة الكاملة علي قناة "أون تي في" عن الأرباح الطائلة التي يحققها أصحاب مصانع الأسمنت علي حساب المستهلك والتي تعد في مصر الأعلي علي مستوي العالم رغم انخفاض تكلفة الإنتاج ودعم الطاقة الذي تحصل عليه تلك الصناعة!!