ثلاثة أصوات شابة تتفق في التجربة الإبداعية لكنها تختلف في بعض التفاصيل وإن قدمت مثلاً لجيل إبداعي جديد. يبحث عن التجريب والجديد عبر تجارب سردية تعبر عن ذات إبداعية تعي دور الإبداع الشعري والنثري في بناء شخصية المتلقي سواء كان متقدماً في السن أم حدثاً. تقول الأديبة منار فتح الباب: تفتحت موهبتي علي القصة القصيرة فنشرت أول كتاب لي وهو لعبة التشابه عام 1993. بعد ذلك استكتبني الشاعر أحمد زرزور لكتابة قصص وسيناريوهات في مجلة قطر الندي. كنت خائفة من تجربة الكتابة للطفل لكنه قال لي: روحك طفولية بها شفافية وصدق وسوف تنجحين. كتبت روايات وقصصاً عن الحيوانات للأطفال الصغار حرصت فيها علي إبراز قيم الحرية والوفاء والحب خرجت منار الطفلة التي كانت مختزنة داخلي. وسعدت كثيراً حين أصدرت أول كتاب "أحلام صغيرة" عن سلسلة كتاب قطر الندي وكان بتشجيع من د. زينب العسال ورسومات الفنان الكبير عز الدين نجيب. صدرت هذه الأيام رواية للطفل بعنوان مملكة الفراشات عن سلسلة الأولاد والبنات عن دار الهلال أنا سعيدة جداً بهذه التجربة لأن السلسلة توزع جيداً أملي أن أصل إلي الجمهور القراء وأن أتحقق ككاتبة في هذا المجال. لم أتابع الكتابات الجديدة وإن بدأت أقرأ للأصدقاء مثل صفاء النجار وقرأت مختارات من كتابات داليا مختار علي الفيس بوك أما عبير عبدالعزيز فقد قرأت لها ما كتبته للأطفال. * إلي أي جيل تنتمين؟ - أنا انتمي لجيل التسعينيات وهذا الجيل أغلبه هاجر خارج مصر ومنهم من هاجر داخل مصر بمعني أنه هجر كتابة القصة إلي فنون أخري مثل الراحلة نادين شمس التي اتجهت إلي كتابة السيناريو ونورا أمين اتجهت للمسرح وأنا اتجهت إلي عالم الإعلام نسبياً وتحولت رانيا خلاف للفن التشكيلي واتجهت عزة أحمد أنور إلي الكتابة للطفل. المفروض أننا نتجه إلي النقد فهو الأقرب إلي القصة القصيرة والبعض منا عمل في مجال النشر. أنا فخورة بأنني انتمي لهذا الجيل حيث خرجت منه أسماء ظلت تكتب في مجال القصة القصيرة ومنهم أمينة زيدان وعزة سلطان ونجلاء علام. وتقول داليا مختار: كانت بدايتي في الكتابة للأطفال عندما بدأت في إعداد رسالة الماجستير والتي كان عنوانها تنمية بعض سلوكيات البيئة باستخدام القصة الشعرية الغنائية لطفل الروضة وظللت أبحث عن نصوص خارجية من قصص وأشعار توصل المفاهيم التي ضمتها رسالتي لكني لاحظت قلة النصوص التي تجمع بين القصة والشعر للأطفال من سن الخامسة حتي السابعة من العمر. لم أكن في تلك الفترة أجيد كتابة الشعر لكنني أفدت من دراستي للموسيقي وكتبت أفكار قصص في نقاط وبعد جهد حولت هذه الخواطر القصصية وقمت بتلحين القصص ثم تركت هذه الهواية واتجهت لكتابة الشعر للكبار بدأت بالشعر الرومانسي وقويت من لغتي بتعدد القراءات في مجالات متعددة منها الشعر الجاهلي وأشعار فاروق جويدة ونزار قباني وشعر جيل الستينيات وما تلاه وخلال عشر سنوات كتبت 60 قصيدة للكبار كما أصدر سلسلة من حواديت الأطفال وشاركت بها للحصول علي جائزة الدولة التشجيعية ولكن لم يحالفني الحظ ثم حاولت أن أوظف التراث الشعبي لتأصيل الهوية المصرية لما له من قيمة من خلال قصائد تتحدث عن صاحب المهنة وكذلك قدمت الأغنية والحدوتة المستوحاة من تراثنا الشعبي وقمت بإخراج الرسومات وصدر لي مؤخراً كتاب للأطفال بعنوان "عبر عن إحساسك" يضم 13 قصيدة تحدثت فيها عن نفسي كطفلة وعن أحلامي وكان أسلوبه مختلفا لأنه يخاطب الشعور والوجدان ويداعب أحلام الأطفال وينمي هواياتهم بالإضافة إلي حثهم علي تقديم الخير والسعي إليه دون انتظار الشكر. لم أكن يوماً من الأيام أتصور أنني سأكتب للأطفال وأن تتنوع كتاباتي في هذا المجال اتصور أن هذا كان توفيقاً من الله سبحانه وتعالي. وتقول الأديبة عبير عبدالعزيز: كتبت الشعر وكان عمري 14 سنة وعندما كتبت للأطفال كنت غاضبة مما يكتب أن ينشر في مجالات الاطفال وكانت النصوص تخلو من الجديد والمبتكر أول ما كتبت كان كتاب تحت عنوان يوميات تختة وقد شجعتني الأديبة منال السيد علي الكتابة للطفل وكان للشاعر الراحل أحمد زرزور دور في استمراري في هذا المجال فقد شجعني فكتبت باباً بعنوان "هيا نبتكر علم" ثم عملت "دفتر كائن خرافي" مع الرسام سمير عبدالغني وحصلت علي جائزة من الشارقة عن مسرح الطفل.. وأنا أحب رسوم الفنان حجازي وقد كتبت- عكس ما يحدث- عن رسوماته ووجدتني أكتب ديواناً قدم لسن ما فوق الخمسة عشر عاماً ثم كتبت كتابا آخر بعنوان "بيننا سمكة" وهي نصوص نثرية عن تيمة واحدة هي عنصر السمكة رسم سمير عبدالغني ثم حصلت علي منحة من مؤسسة آفاق ونشروا لي كتاباً صدر عن الدار المصرية اللبنانية. أنوي أن استمر في هذا المشروع لدي أمل أن تصدر لي دواوين تصدر عن ورش في المدارس تتضافر فيها فكرة الشعر مع الكتاب مع الرسوم بهدف أن يهتم الاطفال بالشعر وعندما يكبرون يرتبطون بالشعر. أطفالي بنت وولد الولد ليس له في الأدب هو يحب الكمبيوتر أما ابنتي فلديها تسع سنوات تقرأ وترتجل الشعر.. وأنا أبدأ بأسئلة كبيرة يثيرها الطفل مثل السما رايحة علي فين؟ هو فين ربنا؟.. هذه الأسئلة تلهمني بالأفكار أنا اكتب بروح الطفلة الموجودة داخلي. وأحب أن يري الطفل بعيني دون أن أقصد. إلي جانب ذلك هناك نشاط نسوي وهي جماعة "ذات" التي تضم عدداً من الشاعرات كان أول نشاط لها في الفيوم عملنا ملتقي بمجهودنا الذاتي وجمعت أشعار الشاعرات وقدمتها بطريقة جديدة ليست الطريقة القديمة التي تقف فيها الشاعرة وتقول قصيدتها أمام الجمهور بل إنها تجمع بين الشعر والموسيقي والإلقاء ودخول العروسة الماريونيت كان علي الشاعرات أن يقدمن من شعرهن نصوصاً كاملة.