تراجعت زراعة هذا الموسم في محافظة المنوفية التي كانت تضم أكبر مساحات لهذا المحصول الاستراتيجي.. وتدق "المساء" ناقوس الخطر في هذا التحقيق بعدما تبين أن 500 فدان فقط جري زراعتها بعدما كانت تصل إلي 20 ألف فدان قبل 4 سنوات.. الغريب أن إنتاج العام الماضي من القطن مازال راكدا في بيوت الفلاحين ومراكز التجميع لا يجد من يشتريه بينما الكثير من مصانع الغزل توقفت لنقص القطن اللازم للإنتاج.. ويقول يحيي شلبي طه "فلاح" إن موسم زراعة القطن انتهي هذا العام قبل الميعاد بسبب عدم قدرة الفلاحين علي بيع إنتاج العام الماضي.. ويقول خالد البدراوي "مزارع" إن الجمعيات الزراعية كانت مسئولة عن تسويق القطن لصالح الفلاح.. فأصبحت الآن تبحث عن مشاريع أخري مثل بيع وشراء الأجهزة الكهربائية التي تعود علي العاملين في الجمعيات بالأرباح بدلا من الاهتمام بصالح الفلاح ويري أحمد العليمي من "قرية مسطاي" أن معظم الفلاحين احجموا عن زراعة القطن هذا العام لتدني سعره وسوء تسويقه. يضيف علي الشافعي "فلاح من الكفر الأكرم" ان قطن العام الماضي مكدس حتي الآن بمراكز التجميع وعرضة للتلف والحريق. يعترف السعودي حسن علي حماد مدير عام المتابعة المالية بإدارة التعاون الزراعي والمسئول عن تجميع القطن من الفلاحين ان قطن العام الماضي لم يجد له سوقاً لتدني سعره بالنسبة لتكلفته.. وأوضح إبراهيم صدر الدين أمين لجنة التسوية بمحافظة المنوفية ان المنوفية أولي المحافظات في زراعة القطن علي مستوي الجمهورية حيث كانت مساحة القطن المنزرع حوالي 200000 فدان منذ اربع أعوام والعام الماضي وتقلصت إلي 1400 فدان في العام الماضي أما هذا العام فلم تتجاوز ال 500 فدان.. يقول إن سبب ذلك هو سياسة استيراد القطن من الخارج بسعر أقل من سعر القطن المصري.. يضيف أن زراعة القطن من الزراعات التي تفيد الأرض الزراعية وتساعد علي خصوبتها ويعد من المحاصيل التي يعتمد عليها الفلاح في اقتصاده.. لكن كل ذلك كان في الماضي.