عاشت قرية شطورة مركز طهطا محافظة سوهاج الليلة الماضية في رعب وفزع شديدين إثر وقوع انفجار هائل في مخزن سري وغير شرعي للسولار والبنزين بمنزل يملكه عامل بالتربية والتعليم يقوم ببيعه في السوق السوداء. ساعات الكارثة كانت أشبه بالجحيم حيث أدي الانفجار إلي تطارير براميل السولار والبنزين لترتفع ألسنة اللهب إلي عنان السماء وتغطي أرجاء القرية خاصة مدخلها الرئيسي. الآلاف من أبناء القرية سارعوا إلي موقع الانفجار في محاولة يائسة منهم للسيطرة علي النيران لكن الانفجارات المتوالية وألسنة اللهب كانت أقوي منهم حتي حضرت سيارات الإطفاء وسيطرت علي الحريق الكارثة الذي أدمي قلوب الأهالي علي الضحايا. الحادث الكارثة يعد الأكبر من نوعه في محافظة سوهاج. "المساء" انتقلت إلي موقع الحادث حيث يقع محل الزيوت داخل منزل ريفي ملك "محمد عسكر" التي انطلقت منه الشرارة كما يقول عبدالكريم خلف موظف أحد شهود عيان مشيراً إلي ان عسكر يملك منزلاً بداخله مخزن علي طريق أسيوط- سوهاج وان النيرن أندلعت أولا في "جركنين" للوقود وسرعان ما تزايدت شدة الاشتعال وعندما حاول الأهالي اطفاء الحريق تبين وجود مخبأ سري مملوءا بالمواد البترولية داخل المنزل يحتوي علي كميات كبيرة من البنزين والسولار لا يعرفه الكثيرون وفوجئ الجميع عند محاولة اطفائه ان هناك مجموعة من البراميل المعبأة تنفجر في كل من يحاول الاقتراب للسيطرة علي النيران مما أدي لتفحم جثة صاحب المنزل وأسرته وعدد من الجيران وإلي ارتفاع المصابين بينما أتت النيران علي محتويات 3 بيوت مجاورة قبل السيطرة عليها. قال ناصر محمد مدرس وأحد جيران المنزل الذي شهد الكارثة انه كان يجلس داخل منزله وقت الواقعة فسمع انفجاراً كبيراً في منزل جاره محمد عسكر وشاهد ألسنة النيران تتصاعد منه وتجمع أهالي المنطقة وحضرت سيارات الإطفاء وتم اخماد النيران وبعد دقائق تجمع عدد كبير من الأهالي داخل المنزل المحترق فقام صاحب المنزل برفع برميل بنزين من الأرض بمساعدة الأهالي وأثناء ذلك وقع البرميل علي الأرض فحدث الانفجار وتحولت المنطقة إلي كتلة من اللهب مما أدي إلي وقوع ضحايا كثيرين مشيراً إلي انه يصعب التعرف علي بعض الجثث نظرا لتفحمها. أكد أحمد السيد عيسي من أهالي شطورة ان أحداً من الجيران لم يكن يتصور وجود هذه الكمية الكبيرة من المواد البترولية في منزل محمد عسكر المتواضع مما ساهم في ارتفاع عدد الضحايا. قال اللواء إبراهيم صابر مدير أمن سوهاج انه تمت الاستعانة ب 51 سيارة إطفاء للسيطرة علي الحريق كما أرسلت الصحة 10 سيارات إسعاف أضاف ان قوات الحماية المدنية نجحت في السيطرة علي الحريق وانقاذ القرية من كارثة أكبر. اكد اللواء مدير الأمن أنه لا توجد شبهة جنائية في الحريق. وقال اللواء حسين حامد مدير المباحث تبين ان صاحب المنزل كان يقوم بتجميع البنزين والسولار وإعادة بيعها في السوق السوداء موضحاً أن حادث شطورة يطلق صيحة تحذير بعدما تزايدت في الفترة الأخيرة ظاهرة تخزين السولار بكميات كبيرة داخل بيوت المزارعين بالقري خوفا من أزمات نقص المواد البترولية في مواسم العمل بالحقول.. وكذلك تخزين اسطوانات البوتجاز بكميات كبيرة داخل البيوت حما يهدد بوقوع كوارث. وقد دفعت مديرية الصحة بسوهاج ب 10 سيارات اسعاف إلي مكان الحادث لاسعاف المصابين ونقلهم إلي المستشفيات. قرر المستشار أسامة عبدالسلام المحامي العام لنيابات شمال سوهاج تشكيل فريق من نيابة طهطا لمعاينة موقع الانفجار وجثث الضحايا وسماع اقوال الشهود والمصابين. وقد لفت الأحزان قرية شطورة وانخرط معظم الأهالي في البكاء وسط صراخات النساء ويطلق علي شطورة قرية العلم والعلماء حيث يوجد بين أبنائها 250 أستاذاً جامعياً و 75 صحفياً. البسطاء من أبناء شطورة ألقوا بأنفسهم بين أحضان المنزل الملتهب كعادة أبناء القري عند مساعدة الملهوف الكل يتسابق لتقديم المساعدة المواطنون يحملون جراكن المياه والخراطيم وفي لمح البصر تنفجر براميل البنزين والسولار ويتعالي معها الصراخ وطلبات الاستعانة.. وسط تزايد اعداد الأهالي الذين يأتون من كل مكان من الاقارب والاصدقاء. حسام محمدين رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة طهطا يستغيث باللواء محمود عتيق محافظ الاقليم والمحافظ يستغيث باللواء إبراهيم صابر مدير أمن المحافظة ويتم الدفع بأكثر من 15 عربة إطفاء بقيادة العميد علاء الدين السعيد مدير إدارة الحماية المدنية وببسالة وتضحية يتم تطويق موقع الحريق قبل انتقالة للمنازل المجاورة.. وتخمد النار المشتعله بعد أكثر من ساعتين.. وبين زحام وحطام المنزل الذي حوله صاحبه إلي مستودع غير شرعي للبنزين والسولار يقوم المئات من أبناء شطورة بالبحث عن الضحايا وتم انتشال 8 جثث بينهم خمسة متفحمة قبل ارتفاع اعداد الضحايا إلي 11 قتيلاً. دفعت وزارة الصحة ب 53 سيارة إسعاف كل أنحاء المحافطة وتم نقل جثامين الضحايا مستشفي خططا المركزي ونقل المصابين الذي تجاوز عددهم أكثر من 70 مصاباً طهطا المركزي والمراغة المركزي وسوهاج العام وطما المركزي والمستشفي التعليمي والمستشفي الجامعي. تم التعرف علي 6 ضحايا من اسرة واحدة وهم صاحب المستودع ومحمد أحمد عسكر ونجلاه فاطمة ومحمد بالاضافة إلي محمود عبده رشاد عسكر وعمر محمد شبيب عسكر ومصطفي ماهر محمد عسكر.. بينما لم يتم التعرف علي 3 جثث لتفحمها وجاري تحليل الحمض النووي لهم بعد أخذ عينات منهم. شكل اللواء محمود عتيق محافظ سوهاج غرفة عمليات لمتابعة الموقف بمكتب د. جمال قريش مدير عام مستشفي سوهاج العام ومعه د. محمد عبدالعال وكيل وزارة الصحة وصرح ل"المساء بأن الحالات المصابة حرجة وتصل نسبة اصابتها بالحروق إلي 90%.. موضحا ان 12 حالة تماثلت للشفاء. انتقل فريق من النيابة العامة برئاسة المستشار حاتم السيد لمعاينة موقع الحريق.. ومعاينة جثامين الضحايا بمشرحة طهطا. وأمرت النيابة العامة بدفن جثامين القتلي بعد معاينة الطب الشرعي وطلبت النيابة العامة من المباحث الجنائية سرعة التحريات حول أسباب الحريق وملابساته والمتسبب.