من تابع تصريحات الدكتور خالد حنفي وزير التموين والتجارة الداخلية التي أدلي بها مؤخراً حول منظومة الخبز الجديدة التي حسب قوله سيتم تطبيقها في بورسعيد منتصف الشهر المقبل وتعميمها علي مستوي الجمهورية خلال ثلاثة أشهر يشعر للوهلة الأولي أن معالي الوزير يبدو أنه يعيش في كوكب تاني والمصريون يعيشون في كوكب آخر يجهله معاليه ولا يعرف عنه لغة وسلوكيات المصريين في هذا الكوكب!! الدكتور "خالد" فطن أخيراً إلي أن الكارت الذكي هو السبيل الوحيد للحفاظ علي مليارات الجنيهات التي تنفقها الدولة علي دعم الخبز وعدم إهدارها حتي يصل رغيف العيش "أبوشلن" وهي عملة أصبحت أصلاً غير موجودة إلي مستحقيه.. وبالتالي سترتاح الحكومة أخيراً من جشع بعض أصحاب المخابز الذين يبيعون أغلب حصتهم من الدقيق في السوق السوداء ويحققون أرباحاً طائلة منذ أكثر من 30 عاماً والحكومة أول من تعلم ذلك الأمر كما أن محاضر التموين التي يتم تحريرها للمخابز المخالفة لم توقف يوماً نزيف مال الدولة المهدر بعلم الوصول!! المشكلة والوزير أول العارفين أن إهدار مال الدولة المخصص لدعم الخبز لا يدخل فقط جيوب أصحاب المخابز بل هي سلسلة محكمة من الفساد تبدأ من وصول شحنات القمح إلي موانئ المحروسة وكلنا لا ينسي شحنات القمح المسرطنة والمسوسة التي تم ضبطها وأعلن عنها بينما تسللت مئات الأطنان منها إلي بطون الغلابة.. وهناك ايضا عمليات تلاعب وبيع كميات من القمح قبل أن تصل إلي المطاحن ناهيك عما يجري في بعض المطاحن من فساد ايضا.. معالي الوزير لم يشرح لنا كيف سيقضي علي منظومة الفساد هذه في ظل منظومة الخبز الجديدة؟! الطريف أن وزير التموين يبشر المواطنين بصرف سلع مجانية إذا نجحوا في ترشيد استهلاكهم من الخبز الذي لا يحصلون عليه أصلاً وإن حالفهم الحظ والشطارة حصلوا علي جزء منه.. المهم الوزير يقول إنه سيتم تخصيص حصة من الخبز شهرياً لكل كارت ذكي وللمواطن الحق في صرف عدد من الخبز يومياً حسب احتياجاته أو صرف - وهنا المفاجأة - حصته الشهرية بالكامل في أي يوم من الشهر ما يعني أنه يفتح الباب أمام أي مواطن غير محتاج ولديه كارت الخبز الذكي أن يأخذ حصته الشهرية كاملة في يوم واحد حسب كلام الوزير ويبيعها لجيرانه ومعارفه أو للمطعم الذي تحت بيته.. يعني السوق السوداء وجدت لنفسها منفذاً جديداً.. المهم يقول الوزير أن عدد الأرغفة سيحتسب بنظام النقاط وكلما وفر المواطن في استهلاك الخبز حصل علي عدد أكبر من النقاط يستطيع من خلالها أن يحصل علي سلع مجانية من محلات البقالة التموينية مثل الألبان والشاي والزيت والسكر.. والحمد لله أن الوزير لم يذكر الأرز كسلعة مجانية لأنه صعب الحصول عليه بالبطاقة التموينية أصلاً!!.. بالذمة ده كلام ناس عاقلين عايشين في مصر؟!