مازالت بعض العناصر المتطرفة تتناول بشكل أو بآخر بالأفكار الجهنمية الغريبة التي أطلقوها والتنظيمات التي تكفر الكثيرين من أرباب الفكر الحديث وفي مجملها أن الشعب والحكومة والحاكم هم كفرة.. والبلد التي فيها كفار لايجب العيش فيها بل يتحتم علي غير الكفرة الهجرة والاعتزال.. وهذا أقل ما يمكن أن تواجه به الجماعة المسلمة تجمعات الباطل والطريق الوحيد للخروج من ضغوط الكفر. أفكار في غاية الغرابة.. مازالت تسيطر علي عقولهم فالمعروف أن الإسلام بني علي خمس - كما جاء في حديث النبيس عليه الصلاة والسلام هي شهادة ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.. وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا.ولكن الجماعة قررت أن هذه الفروض الخمسة لا تكفي بل اضافت إليها بعض الشعارات مثل البيعة والطاعة والتوبة.. وغيرها وأن ترك فريضة واحدة هو الكفر بعينه وفي ذلك قال شكري أحمد مصطفي صاحب تنظيم التكفير والهجرة أن الشخص الذي يريد السفر إلي الإسكندرية من القاهرة لابد وان يقطع المسافة كلها فإذا توقف في طنطا فلن يصل أبداً إلي الإسكندرية..!! وهذا يماثل الرجل الذي يؤدي أربعة فرائض فقط فإنه لن يصل ابداً إلي الإسلام ويكون كافراً!! وطبعاً هذا كلام فارغ فقد جاء أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: هل تدرون ما الإيمان بالله وحده؟ ومعني ذلك أهم اساس الإيمان هو شهادة الا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ومعني ذلك أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد حكم بالإسلام لمن نطق بالشهادتين.. ولذلك فهو مؤمن. وقرر شكري أن من لا يحتكم إلي الشرائع التي أنزلها الله بأن حكمه هو حكم الجاهلية ويعتبر الحاكم من الكافرين وبناء علي ذلك فإن رئيس الدولة يعتبر كافراً هو وجميع العاملين بالدولة وكذلك جميع الحكام الذين لا يحكمون بما أنزل به الله وعدم تطبيق هذه الاحكام تعني أن عقائدهم ناقصة وفاسدة وقرر شكري أيضا أن جميع المصريين كفره ودعا للهجرة من أرض الكفر "أي مصر".. والغريب أن بعض من آمنوا بهذه الأفكار المضللة وهاجروا بالفعل في ذلك الوقت إلي أفغانستان وغيرها. والواقع أن هناك دولاً كثيرة لها قوانينها العادية وهي لا تعد كافرة. وقد وجه مفتي بنجاب الهند سؤالا إلي الشيخ محمد عبده عن الحكم بالقوانين الانجليزية.. وجاء في الاجابة التي أرسلت إليه.. أن ظاهرة الآية التي تقول: "من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون" لم يقل به أحد من أئمة الفقه المشهورين بل لم ينزل به أحخد قط حتي الخوارج الذين يكفرون الفسق بالمعاصي ومنها الحكم بغير ما أنزل الله لم يحكموا بكفر هؤلاء.. وهذا ماجاء به اللواء حسن صادق في كتابه "جذور الفتنة".. ويقال إن هذه الآية قد نزلت في اليهود كما ذكر صاحب المنار والشعبي وابن حذيفة. وعن تكفير الحاكم هناك حديث للرسول عليه الصلاة والسلام يقول: "لا طاعة في معصية إنما الطاعة في المعروف" فالقوانين الوضعية يجب إطاعتها مثل القوانين التي تنظم مجالات الحياة كالمرور والصحة والاسكان وغيرها. بصراحة أفكار غريبة وشعارات أغرب اطلقوها ومازالوا يذكرونها.. وهناك الكثير منها مما يؤكد تفسيراتهم الخاطئة لمفاهيم الشعائر الدينية.