عصر الانفتاح الفضائي له مقومات تتمثل في تطوير وتحديث آليات العمل في القنوات الفضائية لتؤدي إلي حدوث نقلة نوعية في تلك المحطات وتنقل له المعلومة الصحيحة وتعبر عما يدور في ذهنه من تساؤلات. من أهم هذه المقومات التفرد في موضوعات البرامج واسلوب طرحها علي المشاهد بحيث تجذب مختلف فئات المجتمع.. ومن العناصر المهمة ضيوف البرامج الذين يتميزون باللباقة في الحوار وتبسيط الموضوعات المعقدة علي المشاهد البسيط. ما أراه علي معظم الفضائيات يخالف تلك المقومات المطلوبة فضيوف البرامج اصبحوا كالرحالة يتنقلون في شكل جماعي من برنامج "العاشرة مساء" إلي "90 دقيقة" ومن "بلدنا بالمصري" إلي "كلام جرايد" ومن "صباح دريم" إلي "صباحك عندنا".. وهكذا. الضيوف المكررون هم: د. علي حسن ود. ضياء رشوان وأسامة الغزالي وشادي الغزالي ود. عمرو حمزاوي ود. عمرو الشوبكي ود. وحيد عبدالمجيد ود. عمرو عبدالعزيز. المتابع لبرامج التوك شو بالقنوات المحلية والعربية والاجنبية الناطقة بالعربية سيجد هذه الاسماء هي المسيطرة عليها حيث يتنقلون من بلاتوه لآخر وبسرعة غريبة.. والسؤال الذي يطرح نفسه هل نضب معين الساسة المصريين وقادة الاعلام ليتم التركيز علي مجموعة بعينها من الشخصيات دون غيرها لدرجة أنهم اصبحوا من الوجوه المحفوظة لدي المشاهد يطلون عليهم من قناة لأخري بصورة يومية ومتكررة مما جعل المشاهد في حيرة من أمره لما يراه علي الشاشات لدرجة انه لم يعد يفهم ما يقال هنا وهناك وكيفية الفصل بين البرامج. هذه الظاهرة جعلتني علي يقين من أن المعدين يعملون بنظام الكتالوج المحفوظ تارة والمنقول تارة أخري فلماذا يجهد نفسه عناء البحث والتنقيب والاختيار وامامه اسماء بعينها مكررة ومضمونة وتسعي للظهور علي الشاشات.. فالمهم من المعد تسليم أوراق الحلقة والجري إلي الخزينة لتسلم الاجر. حتي الاسئلة آراها متكررة ومملة وليس فيها أي تغيير ولا يغوص المعد أو المذيع في اغوار الضيف ليعرف منه المعلومة التي تهم القاريء ويلقي الضوء علي قضية بعينها من قضايا الساعة بالتفاصيل التي يأملها المشاهد ويرجوها ليعرف ما يريد ان يعرفه لكن هذا هو اعلامنا. ومن منطلق اثبات الذات والقدرة علي الفهم والاطلاع في محاولة من مذيعة البرنامج لايهام المشاهد انها فاهمة كل شيء فانها تقاطع الضيف وتصر علي ذلك لطرح رؤيتها هي دون رؤية المتخصص.. وكثيراً ما ألاحظ هذه المقاطعة مع مني الشاذلي وريهام السهلي بطريقة مزعجة للغاية.. وايضا في قنوات الجزيرة والعربية وال "بي بي سي" مما يؤدي إلي وضع الضيف بموقف محرج جداً وهذا ان دل علي شيء فانما يدل علي اسلوب اعلامي رديء للغاية. والمدهش ان مسئولي الاعلام الذين يقع علي عاتقهم تطوير الرسالة الاعلامية هم ايضا في غيبوبة.. فكل ما يفكرون به هو تطوير الديكورات دون تطوير الافكار.