مدينة كرداسة إحدي المدن السياحية الهامة التي سقطت من حسابات المسئولين عن السياحة في مصر.. فمنذ ثورة 25 يناير وقد امتنع السياح عن الذهاب إليها نظرا للظروف الامنية للبلاد بصفة عامة ولكرداسة علي وجه الخصوص.. في الوقت نفسه أكد أهالي كرداسة انهم يعيشون في سلام دائم مسلمين ومسيحيين وانه لا توجد أي مشاكل داخل المدينة وأن هذه الصورة السيئة السبب فيها وسائل الاعلام التي تنقل صورة مخالفة للحقيقة علي حد قولهم. وأثناء ذهابنا إلي مدينة كرداسة لإجراء تحقيق حول الوضع الأمني دارت في الذهن اسئلة عديدة هل هذه البلدة هي بؤرة الإرهاب وموطن البلطجية وأصحاب الأفكار المتشددة والمتطرفين وهل سيصيبنا أي مكروه إذا حاولنا الاقتراب أو التصوير ولا يخفي سرا فقد أصابنا شيء من الخوف بعدما نقل الإعلام صورة مفزعة عن كرداسة طوال الفترة الماضية خاصة بعد الأحداث التي لحقت بها من إحراق مركز الشرطة وقتل من فيه من الضباط والأفراد وإحراق كنيسة الملاك.. ولكن عندما وطئت أقدامنا أرض المدينة فوجئنا بسير الحياة فيها بصورة طبيعية جدا وتحدثنا مع المواطنين عن أحوالهم الحياتية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية وتجولنا في شوارع المدينة التي تعد مزارا سياحيا من الدرجة الاولي يمكن استغلاله والتسويق له مما يحقق مكاسب طائلة للدولة. يعد شارع السياحة بكرداسة من أبرز معالم المدينة نظرا لكثرة البازارات السياحية الممتلئة بالتحف والأنتيكات والبراويز الرائعة والكراسي ذات الطابع البدوي وهناك ما يزيد علي 300 مصنع ومحل لبيع العبايات الحريمي التي يقصدها السياح من جميع أنحاء العالم وخاصة من دول الخليج العربي كما يوجد الكثير من الأنوال اليدوية التي تنتج السجاجيد اليدوية التي يتهافت عليها الجميع.. ومن ناحية أخري فقد اختفت كثير من الصناعات والمنتجات السياحية مثل الألابستر وورق البردي والنحاس والصدف وصناعات الجلود المختلفة مثل الجواكت و"المحافظ" وكل ذلك بسبب اختفاء الزبون الأجنبي بعد ثورة 25 يناير. المواطنون في كرداسة كلهم آمال في غد مشرق يعود معه الأمن والأمان لمصر مرة أخري حتي تنشط تجارتهم التي توقفت بسبب أفعال العنف والبلطجة التي سيطرت علي الشارع المصري خلال الفترة الماضية.. فالكل هنا يعشق الحياة والعمل وينبذ الإرهاب وأعوانه فهم متدينون بطبيعتهم وفطرتهم البسيطة. رصدت "المساء" آراء أهالي كرداسة في الوضع الأمني داخل المدينة خاصة بعد نجاح القوات المسلحة وضباط العمليات الخاصة بالداخلية في إسقاط 150 من العناصر الإرهابية والإجرامية وضبط كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر وأكدوا أنهم يعيشون في أمان كامل وبعيدون كل البعد عن أحداث الفتن الطائفية كما أكد أصحاب المحلات والمعارض السياحية أنه لم تكن هناك حادثة وحيدة للاعتداء علي محلاتهم أو محاولة سرقتها بالرغم من نقل مركز شرطة كرداسة إلي القرية الذكية بالسادس من أكتوبر. قال محمد حسن "صاحب كوافير" ووجدي وديع "مهندس": إن ما يحدث من تكرار الحملات الأمنية علي مدينة كرداسة في الوقت الحالي هو استكمال لخطة الداخلية في تجفيف بؤر الإرهاب في المدينة والقبض علي العناصر الإرهابية والمنتمين للأفكار المتشددة وغيرهم من المتهمين في اقتحام قسم كرداسة. أحمد مغربي "محام" وحسين عبدالعظيم الطيار "سواق": تكمن المشكلة في مظاهرات الإخوان المسلمين نظرا لأن المشاركين فيها يفتعلون المشاكل مع الأهالي ويشتبكون معهم وأحيانا يصل الأمر إلي تبادل إطلاق الأعيرة النارية لذلك لابد من منع هذه المظاهرات تماما وعودة مركز الشرطة والسجل المدني إلي مقريهما من جديد للمساهمة في استقرار الأمن وعودة السياحة مرة أخري إلي كرداسة. قال يوسف السيد "صاحب كافيتريا" وعبدالمجيد حامد "صاحب كشك": انقطعت أرزاقنا بعد اقتحام قسم كرداسة فسابقا كنا لا نكفي طلبات الضباط والأفراد من الشاي والقهوة وباقي المشروبات أما الآن فقد توقفت أحوالنا تماما.. كما نضطر للسهر طوال الليل أمام منازلنا خوفا من تواجد أي غريب أو حدوث أي شيء في الأوقات المتأخرة من الليل.. لذلك فلابد من عودة مركز الشرطة من جديد. ينعون حظهم قال باسم بشري "صاحب بازار" وعماد وهيب "صاحب محل عبايات": لقد تأثرت أعمالنا بنسبة 90% فمثلا لو كنا نبيع 10 عبايات سابقا الان نبيع عباية واحدة فقط مما سبب لنا خسائر فادحة بسبب عدم إقبال الزبائن سواء من السياح أو المصريين لدرجة أن البعض باع مصنعه أو ورشته أو محله نتيجة الخسائر الكبيرة. قال خالد علي "صاحب بازار" وعمرو حيدر "صاحب بازار": الحملات الامنية اصبحت سلاحاً ذا حدين فهي ضرورية من وجهة النظر الامنية وفي الوقت نفسه فهذه الحملات أصبحت تسبب رعبا وذعراً للزبائن وتعطيهم إحساساً بتدهور الأوضاع الامنية وأن الحياة داخل كرداسة عبارة عن قتل وبلطجة وشغب فقط.. لذلك لابد من إيجاد طريقة للنزول بالحملات الامنية دون إحداث ذعر للمواطنين أو الوافدين علي المدينة. قال عماد أحمد وحمزة هديب "صاحبا محلات عبايات": تعرضنا لخسائر فادحة وأصبحنا مضطرين لتسريح العمالة التي تعمل لدينا فسابقا كان المحل يعمل به من 5 إلي 10 أفراد والمصنع به العشرات أيضا أما الآن فصاحب المحل أصبح يكتفي بنفسه فقد ويطرد باقي العمالة نظرا لعدم وجود سيولة مادية لصرف مرتباتهم. أضافا: اصبحنا لا نبيع إلا في بعض المناسبات مثل عيد الام ويرجع ذلك الي تسليط الضوء علي كرداسة بأنها مدينة إرهاب وبؤرة من بؤر الإجرام في مصر مما أدي في النهاية إلي تراكم كميات كبيرة من البضائع داخل المخازن. محمد سعيد عيسي وابنه محمود "صاحبا مصنع نسيج يدوي": مدينة كرداسة لا تقل أهمية عن منطقة الحسين أو خان الخليلي ويجب ان توليها الدولة بالاهتمام حتي تجذب إليها السياح من كل بلاد العالم حيث اننا أصبحنا نعتمد علي زبائن القري والبلاد المجاورة لكرداسة التي تعلم بحقيقة الأمر هنا وأننا لا نعاني من تدهور الأمن أو نعاني من عدم استقرار الأحوال في المدينة. محمد عبدالسلام "عامل بمصنع نسيج": كان معظم أهالي كرداسة يعملون في النسيج وصناعة السجاد والعبايات أما الآن فمعظمهم قد ترك هذه المهنة نظرا لتوقف الحال والخسائر التي سيطرت علي جميع أصحاب المصانع والمحلات والورش السياحية واتجهوا إلي مهن أخري.. حيث كان العامل سابقا ينتج ما لا يقل عن 6 سجاجيد في الاسبوع أما الآن فسجادة واحدة تكفي في ظل الركود الاقتصادي الذي يسيطر علينا.