زينة.. تلك الطفلة الجميلة البريئة فقدت حياتها بطريقة شديدة البشاعة.. لكن أحياناً ما تولد الحياة من رحم الموت.. فقد تسببت زينة في إصلاح عوار واضح في قانون الطفل كان سبباً في إفلات قاتليها من حبل مشنقة يستحقونه. رئيس الجمهورية المستشار عدلي منصور كلف مجلس الوزراء بتعديل أحكام قانون العقوبات بالنسبة للأحداث.. التعديل ينص علي الآتي: "وتستثني جرائم الاغتصاب والقتل وهتك العرض والسرقة بالإكراه من نطاق تطبيق أحكام الطفولة لمن بلغ الرابعة عشرة.. ويحكم عليه بعقوبة جنائية في أحوالها العادية". يجب أن يتحرك مجلس الوزراء سريعاً لإجراء التعديل ليعود إلي رئيس الجمهورية لإقراره بما لديه من سلطة التشريع.. فالتعديل تأخر كثيراً وتأخره كان سبباً في قتل زينة وغيرها بيد شباب ناضج بالغ يدرك ما يفعل من جرائم لكن القانون المعيب اعتبرهم أطفالاً!! والأفضل من هذا التعديل كان النزول بسن الحدث إلي ستة عشر عاماً فقط كما كان في السابعة بدلاً من سن الثامنة عشرة في القانون الحالي.. لكن للأسف هذا التعديل الواجب في أساس قانون الطفل يصطدم بالدستور الذي تم إقراره منذ أسابيع والذي ينص في مادته رقم 80 علي أن سن الحدث هو 18 عاماً.. وللأسف الأشد أننا جميعاً ونحن نتابع الدستور ونناقشه قبل إقراره لم نلتفت إلي تلك المادة واعتبرنا أن استمرار الطفولة حتي 18 عاماً أمراً واقعاً!! التعديل الذي طلبه رئيس الجمهورية سوف يمثل رادعاً لهؤلاء المنفلتين الذين يستبيحون الدماء البريئة والأعراض المصونة لأنهم أمنوا العقاب الرادع.. فحبل المشنقة في انتظار القاتل والمغتصب والمؤبد في انتظار هاتك العرض والسارق بالإكراه حتي لو كان عمره 14 عاماً فقط.. فمن يمسك بالسلاح ويستخدمه ومن يروع الآمنين ويستبيح أعراضهم لا يمكن أن يكون طفلاً.. فالطفولة منهم براء!! الخطوة القادمة هي تعديل الدستور بعد انتخاب البرلمان ولتكن المادة 80 من المواد المطروحة للتعديل لننزل مرة أخري بسن الحدث إلي 16 عاماً فقط.. وقتها نستطيع أن نقول للجميلة البريئة الراحلة زينة شكراً لك.. ارتاحي في قبرك ولتهدأ أسرتك الحزينة ولو قليلاً. "هل يفعل"؟ * في حواره مع الزميلة الأهرام الجمعة الماضية قال المستشار جنينة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات إنه يطلب من رئيس الجمهورية القادم أن يكون أول ما يفعله هو الإطلاع علي تقارير الجهاز ليقف علي مواطن الفساد ويحاربها.. خطوة مهمة بالفعل لابد أن يبدأ بها الرئيس القادم.. فهل يفعل. "سفاري الفيس بوك" * أربعة شباب في عمر الزهور دفعتهم روح المغامرة والرغبة في استكشاف بلدهم إلي رحلة لم يتحسبوا لها جيداً.. وحتي لا تضيع أرواحهم هباء يجب فتح ملف "سفاري الفيس بوك" رسمياً وأمنياً وإعلامياً لنضع أيدينا علي الأخطاء ونتعلم منها فلا يتكرر الحادث البشع.