تعددت وكثرت القنوات الفضائية المتخصصة في الرياضة ونجحت إلي حد كبير في خطف الأضواء منافسة الصحف الورقية في توصيل الرسالة إلي المشاهد والقارئ.. ومهما كانت الاتهامات التي توجه إليها من إثارة الجدل أو حتي بث الخلاف فإنها -أي تلك القنوات- نجحت في وضع بصمة إعلامية ايجابية لملاحقتها الأحداث الرياضية بتعدد فروعها سواء في الانفراد ببعض الأخبار أو البحث الجيد في القضايا الرياضية ومناقشتها بعمق جيد والاستعانة بخبراء الرياضة في كل المجالات في الإدارة والتدريب عن الأخطاء بل والفساد في الوسط الرياضي الذي مازالت أيدي النيابة والقضاء بعيدة عنه. كل ذلك يحدث في الوسط الرياضي بفضل وجود تلك الفضائيات الرياضية المتخصصة حتي بات كل من له صلة بالرياضة يعمل ألف حساب لتلك القنوات التي أجبرت المشاهد المصري للاتجاه إليها ومتابعة قنواتها المتعددة. ومع متابعتي اليومية لمجموعة القنوات الرياضية الكثيرة حاولت ان أبحث عن التليفزيون المصري وسط هذا الزخم المتعدد والكثيف في الإعلام المصري فلم أجد له مكانا.. بعد ان حكم أصحاب المكاتب في المبني العريق علي الرياضة بالقتل العمد.. وابتعاد قنوات التليفزيون المصري عن الرياضة.. ربما جاء ذلك خدمة للقنوات الخاصة أو انهم فشلوا في مجاراة ما يجري هناك في مدينة الإنتاج الإعلامي من ثورة رياضية تقودها القنوات الرياضية المتخصصة. فمثلا في التليفزيون المصري والقناة الأولي لا يوجد برنامج رياضي واحد مفيد ومشوق حتي فقرة الرياضة في صباح الخير يا مصر الذي يقدم علي مدي ثلاث ساعات خصصوا للرياضة فيها قل لقطة ولا تقل فقرة لا تزيد مدتها علي دقائق تعد علي أصابع اليد الواحدة رغم محاولات استضافة خبراء الرياضة المحبين لتليفزيون بلدهم الرسمي. ورغم تعدد القضايا التي يمكن ان تناقش في هذه الفقرة إلا انه سرعان ما يصطدم الضيف بالوقت الذي ينتهي وكأنه طاقه البرق التي تخطف الأضواء قد اختفت رغم عناء الوصول ووقت البرنامج وبلا عائد مادي. وإذا قدمت القناة الأولي برنامجا رياضيا فإنه لا يكون إلا قبل صلاة الفجر بفقرات هايفة بعيدة تماما عن الأحداث الساخنة علي الساحة الرياضية بمعدين هم بعيدون كل البعد عما يجري في الوسط بحجة الاعتماد علي أبناء التليفزيون حرصا علي الوظيفة. رغم ان هناك مجموعة من الشباب من مقدمي البرامج أفضل وأقدر من هؤلاء. نفس الحال في القناة الثانية التي لا تقدم غير استاد النيل والذي يعتمد علي خبراء اللعبة من خارج التليفزيون لذا فإنه الناجح الوحيد ونفس الحال في القناة الثالثة فحدث فيها ولا حرج جميع تليفزيونات العالم الرسمية التي تمثل دولها تقدم برامج رياضية ناجحة يمكن ان تنافس ما يقدم في القنوات المتخصصة لأنها تعتمد علي خبراء الرياضة وتمنحهم التوقيت الأفضل والأكثر ولأنها أولا وأخيرا تعطي العيش لخبازه أما عن الإذاعة فللحديث بقية إذا كان في العمر بقية.