فتوي د. سعد الدين الهلالي بتشبيه المشير السيسي ووزير الداخلية محمد إبراهيم بسيدنا موسي وسيدنا هارون والله أرسلهما لتخليص المصريين من المتاجرين بدين الله وحتي يتحقق قول المولي عز وجل "وقاتلوهم حتي لا تكون فتنة ويكون الدين لله" وأن الرجلين من جنود الله مستشهداً بقوله تعالي "وما يعلم جنود ربك إلا هو".. أثارت جدلا واسعا وانقساما في صفوف علماء الدين ما بين مؤيد ومعارض. أكد د. أحمد عمر هاشم "عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف إن فتوي د. سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر "والتي قال فيها أن الله بعث للمصريين برسولين من عنده هما عبد الفتاح السيسي ومحمد إبراهيم . وأمرهما أن يقاتلا الإخوان المسلمين من أجل الدين الصحيح. وحتي لا تكون فتنة ويكون الدين لله. أكد هاشم أن هذه الفتوي صحيحة مائة في المائة وذلك لأن الرجل لم يشبه نبياً بقائد ولكنه يشبه المواقف بالمواقف وقد قال الله في كتابه العزيز لرسوله محمد صلي الله عليه وسلم "أولئك الذين هدي الله فهداهم اقتده "لذلك فليس هناك أي مخالفة في ذلك. أما د. حامد أبوطالب "عميد كلية الشريعة والقانون الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية" فقد أكد أن ما صدر عن د. الهلالي ليس فتوي وإنما هو عبارة حماسة قيلت في حفل عام وهي لا تزيد علي كونها هفوة عالم ولكل عالم هفوة لأنني لا أعتقد أن د. الهلالي يمكن أن يقع في مثل هذا الخطأ الواضح. أضاف أعتقد أن د. الهلالي كان يريد أن يقول أن الله أرسل رسولين سيدنا موسي وسيدنا هارون لتخليص المصريين من تعذيب فرعون لهم وأرسل السيسي ومحمد إبراهيم لتخليص المصريين من استبعاد الإخوان كجنديين من جنوده وليس كرسولين بدليل أنه استدل بعد ذلك بقوله تعالي في سورة المدثر "وما يعلم جنود ربك إلا هو".. لذلك فالرجل سقط لسانه في هذا الخطأ غير مقصود وقال رسولين بدلا من جنديين. قال د. أحمد برج أستاذ ورئيس الفقه العام بكلية الشريعة والقانون جامعة دمنهور "أن هناك خلطاً في كلام د. سعد الدين الهلالي لأنه مرة يقول أنهما رسولان ومرة يستدل بقوله تعالي "وما يعلم جنود ربك إلا هو" ومرة أخري يستدل بقوله تعالي "وقاتلوهم حتي لا تكون فتنة" وهذا القول نزل في المشركين .. لذلك انا أري أن هناك استخداماً للألفاظ في غير موضعها لأن الأنبياء والرسل لهم مواصفات خاصة بإرادة إلاهية ولا يجوز إسقاطها علي نماذج بشرية حالها بين الفعل الحسن وغير الحسن وبناء عليه فإن تشبهه للرجلين بالرسولين لا يتفق مع منهج الشرع في توصيف الأشياء. أضاف أن للفتوي ضوابط عامة لإنهاء دراية لواقع معين ودراسته دراسة دقيقة ومعرفة ما تقدم عي هذه الدراسة من أسباب ودوافع ثم معرفة حكم الشرع عليه وهل هذا الحكم مطابق لمنطق الحق والصواب والقواعد الشرعية أم لا.. وبناء عليه فلا يجوز الحكم علي الأشياء السياسية بأنها شرعية أو غير شرعية إلا بعد تصورها تصورا دقيقا ثم الحكم عليها بعد ذلك لأن الحكم علي الشيء فرع عن تصوره.