من تركيا عاد الشاعر شعبان يوسف منتشيا بعد مشاركته في مهرجان اسطنبول الشعري الذي كان شعاره هذا العام "ربيع العرب" احتفاءً بالثورات العربية بمشاركة 27 شاعرا من 23 دولة منهم سيف الرجي "سلطنة عمان" وفوزية أبوخالد "السعودية" وثريا اقبال "المغرب" وخالد النجار "تونس" وموسي حوامدة "فلسطين" وحسين حبيس "سوريا" بينما تخلف من سوريا نزيه أبوعفش دون ابداء اسباب وكذلك الفلسطينية حنان عواد التي منعتها سلطات الاحتلال من السفر. المهرجان نظمته جماعة شعرية يسارية مستقلة بعيدا عن الحكومة وحرصت هذه الجماعة علي عدم دعوة أي شاعر من إسرائيل وحرصت كذلك علي الحديث قبل كل أمسية عن الثورات العربية وخاصة ثورة مصر التي قوبلت بحفاوة واحترام شديدين هناك. وقائع المهرجان كما يقول شعبان يوسف لم تكن تقليدية اقيمت في كنائس وقلاع تاريخية ومطاعم وكافيتريات ومكتبات وقاعات فنون تشكيلية وكان الشعراء يقرأون مرتين أو ثلاث مرات يوميا وتصاحب قراءاتهم ترجمات إلي التركية والانجليزية. لم تقتصر فعاليات المهرجان علي القراءات الشعرية فقد كان هناك احتفاء بشاعر تركي كبير هو جمال ثريا الذي يقول عنه شعبان يوسف انه في قامة شاعر تركيا الكبير ناظم حكمت خصصت له ثلاث ندوات وفي كل ندوة تحدث عن ثلاثة نقاد. كانت هناك ايضا شاعرة تركية كبيرة تعد من أهم الشعراء الأحياء هناك وهي لالي ميلدوز التي تتجاوز الثمانين من عمرها ورغم ذلك حضرت حوالي 90% من الفعاليات وكانت حريصة علي التعرف علي الشعراء العرب وتركيا عموما مهتمة بالثقافة العربية وقد تزامن مع المهرجان مؤتمر عن الأوضاع في سوريا شارك فيه فهمي هويدي وبرهان غليوم. وفي نفس توقيت المهرجان كانت تركيا تحتفل بعيد العمال علي مدي 15 يوما وكانت المدينة كلها مجندة للاحتفال بهذا العيد وخاصة في ميدان تقسيم وذهب الشعراء الضيوف إلي شارع الاستقلال الشهير وكتب كل منهم كلمة علي اليافطات التي احضرها الشباب وكتب شعبان يوسف "حقوق الإنسان فوق أي سلطان" بينما كتب موسي حوامدة "نعم لحقوق الإنسان". وقد تضمن برنامج المهرجان زيارات سياحية إلي الكنائس والقلاع الاثرية القديمة ومسجد سليمان القانوني وغيرها من المواقع وأجري التليفزيون التركي الناطق بالعربية عدة لقاءات مع الشعراء الضيوف. ويقول شعبان يوسف انهم احتفوا به بشكل خاص بوصفه شاعرا قادما من مصر وقد لاحظ مدي اهتمامهم بالثقافة العربية في حين اننا لا نهتم بثقافتهم بالشكل اللائق ولا نعرف عنها الكثير وهو ما جعله يدعو إلي ضرورة الاهتمام بترجمة الاد التركي الذي يكتبه ادباء كبار لا يقلون قيمة واهمية عن ناظم حكمت واورهان باموق وغيرهما. وبصفة عامة فقد لاحظ شعبان يوسف ان النشاط الثقافي الأهلي هو البارز في تركيا وقد اشرف علي المهرجان الشاعر التركي زكي صالح تمباك هو شاعر يساري يعاونه فريق من النقاد والشعراء المتطوعين. أما عن اسطنبول نفسها فقد تلقاها شعبان يوسف كواحدة من أجمل المدن التي زارها سواء علي مستوي المعمار أو البشر واكتشف ان الناس هناك لديهم حنين خاص للعلاقة الحضارية بين مصر وتركيا.