أثار فيلم "الملحد" ضجة واسعة قبل عرضه ليس فقط بسبب الاسم "الصادم" الذي يحمله ولكن بسبب القضية الرئيسية التي يناقشها وتدور حول الحاد شاب يعمل والده داعية اسلاميا شهيرا. ورغم موافقة الأزهر علي الفيلم كاملا بعد مشاهدته. وموافقة الرقابة في البداية علي عرض الفيلم دون حذف أي مشاهد الا انها عادت وأجبرت القائمين علي العمل بتغيير المشهد الأخير الأمر الذي أدي لتأجيل عرض الفيلم لمدة أسبوعين مقبلين. "المساء" التقت مخرج ومؤلف الفيلم نادر سيف الدين الذي أكد انه بحث كثيراً قبل كتابة الفيلم والتقي العديد من الشخصيات ليخرج في النهاية بقصته التي حاول من خلالها تقديم رحلة لبطل العمل لاثبات وجودية الله من عدمه عبر مقابلته العديد من الشخصيات المختلفة في حياته كشيخ الفضائيات وأخيه وأصدقائه في الشارع والعديد من الشخصيات الأخري الموجودة في الفيلم. * في البداية نود التعرف علي أسباب تأخر عرض الفيلم؟ - بالفعل كان من المقرر عرض الفيلم في 29 يناير الماضي الا ان الرقابة اعترضت علي المشهد الاخير بالفيلم وطالبتنا بتغييره فاضطررنا لسحب جميع النسخ التي كانت جاهزة للعرض وحالياً نعمل علي تغييرها لاعادة طرحها مرة أخري. وقد تحدد بشكل مبدئي يوم 12 فبراير الجاري موعداً نهائياً لنزول الفيلم الذي نأمل الا يتغير مرة أخري. * هل تري ان الرقابة تعنتت معكم بخصوص قرارها الغاء هذا المشهد؟ - لا علي العكس فالرقابة متعاونة معنا منذ البداية والحقيقة انها لم تعترض علي أي مشهد ماعدا المشهد الأخير حيث يتحدث الشاب الملحد لأحد رجال الدين الذي يحاول طمأنته لوجود الله عز وجل ويؤكد له من خلال السيناريو ان الله هو من يرسل الخير وهو أيضاً من يرسل الشر ليبتلي به عباده وجاء اعتراض الرقابة علي جملة "الله يرسل الشر" خوفا من الالتباس والتأويل ونحن تفهمنا ذلك واستجبنا لطلبهم وحاليا نقوم بتعديل النسخ. * ألا تخشي رد فعل النقاد والجمهور خاصة ان الفكرة غريبة ولم يتم طرحها من قبل؟ - الخوف موجود منذ البداية وحتي قبل الدخول في تجربة كتابته واخراجه والحقيقة انني أتمني من الجمهور مشاهدة الفيلم كاملا قبل الحكم عليه. وكذلك النقاد أرجو ان يكون تركيزهم علي الموضوع الفني وعدم النظر فقط الي الناحية الانتاجية الضعيفة وغير الضخمة لانها بالنسبة لكوننا فيلما مبتدئا كان أفضل ما لدينا. وبعيدا عن كل هذا أعتقد ان عرض الفيلم في حد ذاته سيكون قمة النجاح بالنسبة الينا فتقريبا كل المشاركين في الفيلم لا تتجاوز أعمارهم 25 عاما ومجرد ظهور الفيلم للنور سيمثل نجاحا لنا كجيل شباب يخطو أولي خطواته. * بصراحة شديدة ما الرسالة التي تود طرحها من خلال الفيلم؟ ولماذا اخترت له هذا الاسم الصادم؟ - اعترف ان الاسم صادم والرقابة تحدثت معنا أكثر من مرة لتغييره ولكننا صممنا علي اختياره لانه المعبر الوحيد عن رسالة الفيلم التي نريد طرحها وهي كما ذكرت رحلة شاب في البحث عن الله. * ما الصعوبات التي واجهتك أثناء التصوير؟ - الصعوبات الانتاجية أكثر ما واجهنا. فنحن عملنا في ظروف شبه مستحيلة في البداية لا دعم ولا انتاج ولا أي تحفيز في الوقت الذي كنا نسمع فيه عن أرقام خيالية لأفلام تافهة لا قصة لها أو هدف. كذلك واجهتني أنا شخصيا صعوبات قبل كتابة الفيلم تتعلق بشخصيات الملحدين الذين قابلتهم حيث اكتشفت انهم مختلفون في أسباب الحادهم وطريقة تفكيرهم وأسلوبهم وطقوسهم في الحياة. فكل مجموعة لديها أسبابها الخاصة سواء كانت نفسية أو اجتماعية أو شخصية أو خلاف ذلك وأنا كنت حريصا علي اختيار فئة معينة منهم عند كتابة الفيلم لتقديم النصيحة من خلالهم لان الملحدين الآخرين لا يمكن بأي حال من الأحوال عرض أسباب الحادهم لأن المجتمع لن يتقبلها.