بعد أن أجريت انتخابات مجلس إدارة اتحاد الكتاب. وانتخب -للمرة الأولي- 30 عضواً هم كل أعضاء المجلس فإن السؤال الذي ربما يطرح نفسه: هل جاء المجلس الجديد معبراً عن الجمعية العمومية للاتحاد؟ .. ويتصل السؤال والإجابة. بتصور المستقبل: ما هي الصورة المستقبلية التي يتطلع إليها أعضاء الاتحاد؟ يري د. عاطف العراقي أن التغيير تم إلي الأفضل.. هذا لاشك فيه. بمعني أنه في انتخابات أية هيئة تغير مجالس إدارتها بوجه عام. دفعاً لدماء جديدة قد تكون أفضل من الشخصيات القديمة. أما بالنسبة لما هو منتظر بعد الانتخابات الجديدة التي تمت بصورة علنية موضوعية. فان يحاول اتحاد الكتاب ألا يحصر عضويته في الأدباء فقط. لأن العطاء لمصر وللعالم لا يكون من جانب الأدباء. ولكن من جانب كل الكتاب. فاتحاد الكتاب أعم وأشمل من اتحاد الأدباء. إضافة إلي أنه لابد من النظر في كل ما صدر من قرارات سابقة. إذ يلاحظ الكثيرون أن مزايا اتحاد الكتاب كانت تقتصر علي أعضاء مجلس الإدارة بعامة لحضور الندوات والمؤتمرات الثقافية. ثم إنه لابد من إيجاد طريقة لرفع معاشات اتحاد الكتاب. فلا يعقل أن يكون المعاش الشهري في حدود مائة جنيه بل أقل. وأيضاً يجب رفض الاقتراح بتسليم المعاش لأصحابه كل ثلاثة شهور من داخل مقر الاتحاد. فهذه طريقة مهينة. خاصة بالنسبة لكبار السن والمرضي. وأخيراً يجب أن يكون لاتحاد الكتاب الدور الثقافي البارز. بحيث لا يقصر دعواته لإلقاء المحاضرات علي المشهورين فقط. دون وجه حق. لأن الشهرة عمياء. تجديد الدم وفي تقدير الروائي أحمد الشيخ أن التغيير مطلوب. فمن المؤكد أن الأنشطة النقابية تحتاج إلي تجديد دم. وكل مرحلة تتطلب سعي من يتولي النشاط لأن يفعل شيئاً أفضل. لقد واجه الاتحاد الكثير من المشكلات. وقانون تأسيسه تحديداً به مآخذ كثيرة. لكن المسألة أن يكون هناك حراك لقبيلة الكتاب. بمعني أنه علينا أن نهتم بالمهنة. فاتحاد الكتاب -مثل أية نقابة مهنية- يدافع عن المهنة أو الحرفة. وعلي المجلس أن يطور ويضيف.. ثمة فجوات ونواقص. وفي مرحلة لم يكن الاتحاد يصدر سلسلة كتاب الاتحاد. ولا النشرة. وبدأنا بنشرة متواضعة. لكنها كانت تخاطب الأعضاء. وهناك أمور كثيرة مثل مشروع العلاج. وهو غير منطقي علي الإطلاق. ناس يعانون وآخرون يتمتعون بميزات. مطلوب قدر كبير من العدالة والمنطق. بدلاً من المجاملات والمراوغات التافهة. كذلك يجب أن يطبق مشروع العلاج علي الجميع. ونلاحظ أن ما نكتبه له مقابل نقدي هزيل جداً يضعنا في منطقة الفقراء. وينبغي أن نشير إلي أن ما كتبه أدباء جيلي والأجيال التالية كان ضد الفساد. وكان أدباً للتوعية. ولذلك فقد رفضت أعمالنا. أو واجهت الحذف. دور الاتحاد أن يكون داعماً للحرية. والتغييرات - كما يقول الروائي نبيل خالد - هي خطوة علي الطريق. فقد دخلت وجوه جديدة تتمتع بمصداقية لدي الأعضاء. وسنجد بالتالي في الانتخابات القادمة. اختفاء تدريجياً للوجوه التي كانت تستولي علي مجلس الإدارة. وعلي مجلس الإدارة أن يجعل الاتحاد نقابة فعلية. وإيجاد الموارد لزيادة المعاشات والخدمات التي تقدم للأعضاء. وبخاصة الخدمات الطبية. وكذلك تفعيل حقوق المؤلفين مع دور النشر. واستيعاب الأعمال الجديدة في كتب تليق بأعضاء الاتحاد. والاهتمام بالفروع لتكون مرجعاً للأعضاء في المحافظات بدل اللجوء إلي القاهرة. ويعبر كاتب أدب الأطفال يعقوب الشاروني عن رأيه بالقول: طول عمري أقول إن اتحاد الكتاب به مشكلات رئيسية. مثل علاقة المجلس بالناشرين وبالعقد الموحد. وهذا أمر لم يبت فيه إلي الآن. وإن كان يجب احترام الناشرين للعقود. وثمة الرعاية الصحية التي لابد أن تكون لها حلول واضحة. مثل النقابات الأخري. ولابد أن يخصص جزء كبير من الوديعة "20 مليون جنيه" للرعاية الصحية. وإذا كنا نتحدث عن المستقبل. فكيف نكتشف الموهوبين ونرعاهم؟!. هذا دور مهم جداً للاتحاد ويجب تفعيله من خلال الورش الأدبية. سنة الحياة ويطالب الإذاعي عبدالمجيد شكري بالاهتمام بالأدباء الشباب. وتشجيعهم في عملية النشر. ويقوم الاتحاد بمساعدتهم لأن الإمكانيات المادية غير كافية لنشر إبداعهم. وتكثيف العمليات الخاصة بالتدريب في كافة نواحي الكتابة للإذاعة والتليفزيون. وعمل مجموعة من الدراسات في الأنشطة المختلفة. وطبع تلك الدراسات بحيث توضع في أيدي أعضاء الاتحاد. ونحن نري أن ثمة وجوه قديمة رحلت. وطعم المجلس بوجوه جديدة. وهذه هي سُنة الحياة. ويذهب الروائي وائل وجدي إلي أن إجراء انتخابات اتحاد الكتاب. لانتخاب مجلس إدارته بالكامل. جعل الغالبية من أعضاء الجمعية العمومية يتطلعون إلي التغيير. فضلاً عن أن الثورة الشعبية في 25 يناير انعكست في نجاح وجوه دخلت الانتخابات للمرة الأولي. عرف عنها القدرة علي العطاء. والأمل في المجلس الجديد أن يفعّل مشروع الإسكان. ويستكمل مشروع العلاج. ويجد حلاً جذرياً لمشكلة النشر. بالتعاون الجاد من هيئة الكتاب. وأن تعود مجلة "ضاد" إلي الصدور بانتظام. وأخيراً تفعيل النشاط الثقافي وفقاً لخطة متكاملة ومتوازنة. ويشدد القاص إسماعيل بكر علي ضرورة أن يتسق المجلس مع مباديء الثورة. ممثلة في النقاء والشفافية. والاهتمام بشباب الثورة من الأدباء وإعطائهم الاهتمام اللازم. كذلك يجب الاهتمام بالفروع الموجودة في المحافظات المختلفة. لأنها تمثل الاتحاد كله في الأقاليم. وعلي سبيل المثال فإنه ينبغي أن تسحب الاستمارات من المقار الفرعية. بدلاً من التوجه إلي المقر الرئيسي في القاهرة.