وقفت د. مها الرباط وزيرة الصحة والسكان مكتوفة اليدين أمام إضراب الأطباء ليوم واحد ولم تفلح محاولاتها وخططها في مواجهته وحماية المرضي من الإهمال في مستشفيات الوزارة. أغلقت العيادات الخارجية بمستشفيات الوزارة والمستشفيات الجامعية أبوابها أمام المرضي تماما في هذا اليوم ولم يجد المريض من ينصفه أو يقف بجواره فلجأ إلي العيادات الخاصة. لم يجد العديد من المرضي الذين يحتاجون إلي عناية مركزة أماكن لهم بالمستشفيات الحكومية رغم أن هناك أسرة شاغرة لكن الرعاية المركزة أصبحت لمن يدفع فقط وغير القادر يموت علي أعتاب المستشفيات. الأغرب من ذلك أن الخط الساخن 137 الخاص بالطوارئ وتوفير الرعاية المركزة والحضانات مشروع وهمي لا يلبي الاحتياجات ومعظم البلاغات لا تتم الاستجابة لها. قال المواطن أحمد جاد "عامل" إن شقيقه تعرض لإصابة في المخ أثناء الاضراب رغم نقله لأحد المستشفيات العامة ولم يجد فيها رعاية مركزة للمخ والأعصاب وبالاتصال بالخط الساخن لإنقاذه تم الاتصال بمستشفي البنك الأهلي لكنهم أكدوا أن الرعاية المركزة المجانية غير متوفرة ومستشفي قصر العيني كامل العدد. أضاف أن المستشفيات العامة لا يوجد بها أدني تجهيزات طبية خاصة في حالات الطوارئ والعناية المركزة وخدمات الطوارئ للمجاملات فقط. أكد المواطن صلاح عبدالكريم أن أحد أقاربه أصيب بنزيف في المخ إثر سقوطه من مكان مرتفع وتم نقله إلي مستشفي تابع لوزارة الصحة وبعد محايلات تموضعه في الرعاية المركزة لكنهم طلبوا منه دفع مبلغ 3 آلاف جنيه تأميناً وشراء علاجه علي نفقته من الخارج وهنا خضعت أسرة المريض لطلبات المستشفي الحكومي ودفعت التأمين رغم أنها لا تمتلك المبلغ وبعد 3 أيام صدر للمريض قرار علاج علي نفقة الدولة ومع ذلك يطلب المستشفي مبالغ أخري من أسرة المريض. أشار إلي أن إضراب الأطباء مسئولية وزارة الصحة والمريض هو الذي يدفع الثمن ومعظم خدمات الطوارئ بمستشفيات الصحة تحولت إلي استثمار واستغلال لحالة المريض. أوضح أن وزيرة الصحة لم تتحرك للتعرف علي حال المستشفيات أثناء الإضراب واكتفت بالتصريح للصحف بأنها شكلت لجنة لإدارة أزمة الإضراب دون أي فصل ملموس وتركت المريض يعاني العذاب داخل مستشفيات الوزارة. علي الجانب الآخر قررت مستشفيات جامعة القاهرة غلق وحدات الاستقبال والطوارئ في وجه المرضي كتطور جديد حيث توقف العمل تماما بالمستشفيات في يوم الإضراب وهذا ينذر بكارثة. من ناحية أخري أكد مديرو المستشفيات أنهم لم يستطيعوا أن يرغموا الأطباء علي العمل بالعيادات الخارجية خلال الاضراب وحاولوا استغلال الطوارئ والاستقبال في الكشف علي حالات العيادة الخارجية مشيرين إلي أن المشكلة تحتاج إلي حل سريع حتي لا يتطور الأمر ويعود الإضراب ليصبح شاملاً. طالب مديرو المستشفيات وزيرة الصحة بضرورة كشف الحقائق للرأي العام وعدم التقييم علي الإضراب والاعتراف بالسلبيات الموجودة ونقص أسرة الرعاية المركزة والحضانات فأين هي فرق الانتشار السريع التي تتحدث عنها الوزيرة فإذا كانت المستشفيات تعتمد علي ميزانيتها الخاصة ونفقات العلاج الاقتصادي فكيف يحصل المريض علي علاجه وخدمة صحية بالمجان؟ أشار مديرو المستشفيات إلي أن الطبيب لم يشعر بأي تحسن في دخله فكيف نطلب منه بذل الجهد في العمل لابد أن نشعر أن هناك وزيرا يقود المنظومة الصحية بحكمة واقتدار ويشعر بالطبيب والمريض. أكدوا أن العدوي في مستشفيات وزارة الصحة كارثة حقيقية يعاني منها الأطباء قبل المرضي في هذه الفترة خاصة بعد أن أصيب زميلهم الطبيب أسامة رائد بالتهاب رئوي حاد وصعوبة في التنفس أثناء ممارسة عمله بأحد المستشفيات العامة وتم نقله للرعاية المركزة بمستشفي الصدر بالمنصورة. أضافوا أن نقابة الأطباء أصدرت بيانا تسأل فيه وزيرة الصحة إلي متي تظل مستشفيات وزارة الصحة أماكن لنشر العدوي وقتل الأطباء والمرضي معاً وطلبوا منها سرعة التحرك لتفعيل مكافحة العدوي في مستشفيات الوزارة ونقل الطبيب المصاب إلي أحد المستشفيات الكبري بالقاهرة وتحمل نفقات علاجه. أوضحوا أنهم يتضامنون مع زميلهم المصاب لأن هذا الخطر يهدد كل الأطباء مع أن الطبيب يحصل علي بدل العدوي 19 جنيها فهل هذا يساوي حياة الطبيب؟!